دينيّة
10 تموز 2020, 13:00

خاصّ- متى يستجيب الله لصلواتي؟

ماريلين صليبي
عندما تشتدّ الصّعاب وتسودّ الدّنيا، لا يبقى أمام المرء سوى الصّلاة ملاذًّا للّجوء إلى حضن الآب، الصّلاة التي تخلّص النّفوس من اليأس وتحرّر القلوب من الحزن، الصّلاة التي لا تخيّب الآمال بل تدفع بنا صوب الرّجاء والحلول.

غير أنّنا كثيرًا ما نعتقد، نحن المؤمنين ضعيفي الإيمان وقليلي الرّجاء، أنّ صلواتنا تبيت غير مسموعة أو طلباتنا غير قابلة للتّحقّق، فنشكّك في ما إذا كان الرّبّ حاضرًا فعلًا، يصغي إلى نداءاتنا ويساهم في حلّ مشاكلنا.

هذا الواقع المشكِّك واليأس الذي قد يسيطر على إيماننا نقله موقع نورسات إلىالكاهن فيالأبرشيّة البطريركيّة المارونيّةالأبإيليالخويري، فكان السّؤال: كيف يمكن للمؤمن أن يعيد الأمل إلى قلبه، عندما يشعر بأنّ صلواته غير مسموعة وأنّ الله لا يؤمّن له الأجوبة والحلول لهواجسه؟

يقول الأبالخويري إنّ الأمل هو فضيلة إنسانيّة بأنّ الغد أفضل من اليوم، في وقت أنّ الرّجاء هو الإدراك بأنّ الرّبّ هو المخلّص ومعطي الحياة مهما كانت الأيّام مُرّة، فالرّجاء مرتبط بالله وليس بالظّروف، ما يسمح للمؤمن برؤية شمعة مضاءة دائمًا وسط ظلام هذا الكون.

الصّلاة هي تواصل عميق مع يسوع الذي يحبّ بلا حدود، لكنّنا، نحن الضّعفاء، نعتمدها كـ"تسوّق روحيّ"، فبحسب الأب الخويري، كثيرًا ما نقول للرّبّ "أعطني ذاك" و"اعطني تلك". علينا أن نخرج من هذه الفكرة الأرضيّة، لأنّ الصّلاة فكرة أبويّة مع يسوع الذي قال لنا: "أطلبوا أوّلًا ملكوت الله، وكلّ تلك الأشياء تُزاد لكم".

الله يعرف حاجاتنا أكثر منّا ويدرك متى يجب أن يستجيب لنا في الوقت المناسب، فالعلاقة مع الله ليست مبنيّة على العاطفة الطّفوليّة غير النّاضجة، أيّ أن نحبّ الله عندما يلبّي حاجاتنا ونصرف النّظر عنه إذا لم يلبّها. ولكن مع نضج الحياة الرّوحيّ، تصبح مقاربتنا لعلاقتنا مع الله مبنيّة على الإرادة، أيّ أن نحبّ الله لأنّنا أخذنا القرار بحبّه بغضّ النّظر عن كلّ شيء، وأن نصلّي له لأنّنا مؤمنين بعنايته.

وإختتم الأب الخويري بالقول: "حتّى لو لم نرَ أعمال الله اليوم بشكل ملموس، علينا أن نصلّي له بشكل مستمرّ، وهذا ما يميّز المسيحيّ عن الأنانيّ، الذي يصلّي فقط لكي يحصل على مبتغاه."