دينيّة
24 آب 2017, 13:00

خاصّ- هل يعتبر رفع التّماثيل عبادة أوثان؟

تمارا شقير
شهد المجتمع اللّبنانيّ حالة توتر اجتماعيّ دينيّ الأسبوع الماضي خصوصًا بعد نقل أكبر تمثال لمار شربل في العالم من حارة صخر إلى فاريا، إذ انتقد عدد من المواطنين الاهتمام الكبير الّذي أعطي للتّمثال، فتذمرّوا من زحمة السّير الّتي سبّبها، معتبرين أنّ هذا المشروع هو بمثابة عمل وثنيّ.

 

وُجّهت انتقادات كثيرة للقيّمين على هذا المشروع، فشُنّت حملات على مواقع التّواصل الاجتماعيّ منها معارضة وأخرى مؤيّدة، وبين المعارضة والتّأييد يبقى تعليم الكنيسة هو الأصحّ والأنسب.

يقول الأب ميشال عبّود الكرمليّ في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، إنّه وبحسب تعليم الكنيسة "الإكرام بالمسيح المؤدّي للصّور لا يخالف الوصيّة الأولى الّتي تحرّم الأوثان، فالإكرام المؤدّي لصورة ما، إنّما يبلغ إلى مثالها الأصليّ، وكلّ من يكرّم صورة يكرّم فيها الشّخص المرسوم. والإكرام المؤدّي إلى الصّور المقدّسة هو إجلال واحترام وليس عبادة لأن هذه لا تليق إلا بالله وحده". وأضاف أنّ "التّعليم المسيحيّ بداية كان من خلال الصّور والأيقونات إذ كان الشّعب أمّيّ يجهل القراءة والكتابة".

لا تمنع الكنيسة وضع الصّور ورفع التّماثيل، فباعتبار القدّيس توما الأكوينيّ أنّ الإكرام الدّينيّ لا يتوجّه إلى الصّور في ذاتها كأمور حقيقيّة بل يراها صورًا تقودنا إلى الله المتجسّد، وخير دليل على ذلك كلام مار بولس لأهل غلاطيا حين قال لهم "يا أهل غلاطيا الأغبياء أمام أعينكم عُرضت صورة يسوع المصلوب".

هذا ويستند إكرام الصّور على سرّ التّجسّد لأنّ يسوع المسيح تجسّد وصار إنسانًا تراه العيون، تسمعه الآذان وتلمسه الآياديّ. ولكن لا يجب المغالاة في الإكرام لأنّ الله ليس حاضرًا إلّا في القربان المقدّس، والصور ليست إلّا للتّذكير.

لا تعتبر الكنيسة رفع التّماثيل ووضع الصّور أمرًا فاضحًا، فهي رمزٌ للوجود المسيحيّ ولا لعبادة أوثان، إلّا أنّه في الوقت عينه لا يجوز عبادتها، لذا تدعو الكنيسة اليوم جميع المؤمنين إلى التّمثّل بالله والسّير على خطى القدّيسين ليختبروا محبّة المسيح فيعيشون حياة روحيّة عميقة.