لبنان
23 تشرين الثاني 2022, 11:20

رعيّة سيّدة المعونات في جلالا دشّنت الإيقونستاز الجديد بمباركة المطران ابراهيم

تيلي لوميار/ نورسات
بارك رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم تدشين الإيقونستاز الجديد في رعيّة سيّدة المعونات- جلالا وبعيد أخويّة السّيّدة المعونة الدّائمة وتكريس أعضاء جدد في حركةMidade ، وذلك خلال قدّاس إلهيّ احتفل به عشيّة عيد دخول السّيّدة العذراء إلى الهيكل، شارك فيه: الأرشمندريت عبدالله عاصي، الأرشمندريت نقولا الصغبيني والآباء: جوزف نخلة، بطرس عاقوري، طارق خيّاط، طوني الصّقر، شربل أبو عبّود، أومير عبيدي، شربل راشد، إيليّا عون وكاهن الرّعيّة الأب مارون غنطوس، بحضور النّائب جورج عقيص وحشد كبير من أبناء الرّعيّة والبلدة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى ابراهيم عظة هنّأ فيها الرّعية وقال بحسب إعلام المطرانيّة: "أرحّب بالآباء الموجودين معنا بكرم اليوم. نعمة كبيرة وجود الكهنة معنا في هذا القدّاس وكلّما شاركنا مع بعضنا البعض في الصّلاة يسمعنا الرّبّ أكثر. كما أرحّب بالعلمانيّين أبناء الرّعايا المجتمعة، الّذين إذا توحّدوا بالقلب نطلب في القدّاس أن تكون صلاتهم مسموعة، والعلمانيّين لديهم كهنوت، هم كالكهنة في رسالتهم المحدّدة ضمن المجتمع والعائلة، واليوم هناك علمانيّون ملقى على أكتافهم مسؤوليّات أكثر من غيرهم خصوصًا المسؤوليّات الوطنيّة الّتي هي اليوم أصعب ما تكون لأنّ الوضع في لبنان لا يعطي مجالاً لأيّ مسؤول أن يحقّق ما يحلم به بضمير أمام المعاناة الكبيرة الّتي يعيشها النّاس، ومن بين هؤلاء المسؤولين معنا إنسان نفتخر به ونحبّه سعادة النّائب جورج عقيص أهلاً وسهلاً به. كلّ المسؤولين في البلدة والرّعيّة أشكرهم على أتعابهم وخدماتهم."

وأضاف "في 16 آذار 2022 السّاعة الخامسة مساء أقمتم لي استقبالاً جميلاً في زيارتي الأولى لكم وما أفرحني كثيرًا حينها هو وجود الشّباب والأطفال بنوع خاصّ، حركة Midade وباقي الأطفال الّذين كانوا في الكنيسة والشّباب والكشّاف الّذين استقبلوني مع أبناء الرّعيّة من كلّ الأعمار بشكل عفويّ ومن القلب، ويومها حدّثتكم عن أهمّيّة وجود الشّباب والأطفال في الكنيسة وعن دورهم المهمّ. اليوم هذا الدّور يبقى في نفس الأهمّيّة لا بل أكثر. كلّما وعينا لأهمّيّته وكلّما أعطيناه انتباهًا وجعلناه يكمل بنشاط أكبر داخل حياة الرّعيّة وداخل حياة الكنيسة. الرّعيّة هي ليست مجرّد أن نأتي إلى القدّاس يوم الأحد ونعود إلى المنازل، القدّاس هو قلب الحياة المسيحيّة وجوهرها الأساسيّ، لكن أكثر من القدّاس هو مفاعيله ونتائجه في حياتنا. عندما نقدّس وعندما نتناول جسد ودم الرّبّ كلّ حياتنا تتغيّر وكلّ أعمالنا وأفكارنا تتغيّر لأنّنا تغذّينا من الغذاء الرّوحيّ الّذي لا يمكننا أن نجده في مكان آخر إلّا في القدّاس الإلهيّ.  

عندما نبدأ بالدّخول إلى الجوهر نصبح كما سمعنا في إنجيل اليوم نقوم بالأمور الضّروريّة الجوهريّة. "مرتا مرتا إنّك مهتمّة بأمور كثيرة وإنّما الحاجة إلى واحد." هذا الواحد هو الجوهريّ، هو أن أعطي كلّ انتباهي، كلّ بصيرتي وبصري، كلّ فكري لحضور الرّبّ يسوع في حياتي، وهذا ما قامت به مريم، واليوم نحن عشيّة عيد دخول السّيّدة العذراء إلى الهيكل. هذا العيد له رموزه ومعانيه الكبيرة في حياتنا لأنّنا أحيانًا نحكم على النّاس بفكر إنسانيّ محض لا يرتكز على الجوهر ولا على نظرة الله إلى الإنسان، بينما نظرة الله إلى مريم العذراء هي نظرة تفوق التّاريخ وتسبقه وتبتدي منذ الأزل من قبل أن كان الكون وكانت الخليقة. الله اختار مريم لتكون الإناء الطّاهر الّذي منه يتجسّد ابنه الوحيد يسوع المسيح، الأقنوم الثّاني من الثّالوث الأقدس. نحن نعتقد أنّها ولادة إنسان عاديّ، ونحن نقترب من عيد الميلاد، أنصحكم أمام الإحباط واليأس الكبير الّذي يعيشه معظم النّاس، بأن تضعوا زينة تفرحكم لأنّها تخفّف وطأة ما نعيشه، هذه الزّينة علينا ألّا نعطيها اهتمامًا فائقًا أيّ أن تصبح هي الجوهر والجوهر يصبح قشورًاً، لكن نعطيها اهتمامًا على حجمها الّذي يمكن أن تؤثّر فيه على حياتنا وتساعدنا على الشّفاء."

وتابع: "نحن اليوم بحاجة إلى الشّفاء إلى جانب الحاجة إلى التّركيز على الجوهر وهو حضور الرّبّ يسوع في حياتنا نحن بحاجة أن نقوم بكلّ شيء مرتبط بالجوهر يساعدنا إلى الوصول إليه والاستفادة منه. مريم العذراء بحكم النّاس كانت نكرة، صبيّة كباقي الصّبايا، أشخاص قيمتهم محدودة، لكن بالنّسبة إلى الله الأمر مختلف، وما قلته لكم في 16 آذار إنّه يجب أن ننحني لا أمام أطفال وشباب اليوم الموجودين بيننا، لكن علينا أن ننحني أمام مستقبلهم الّذي نجهله، ونجاحاتهم الآتية ومستقبلهم الّذي نتمنّاه أن يكون. عمليّة التّربية عمليّة رائعة جدًّا وتستهلك سنين وسنين من الجهد والعطاء. العمليّة التّربويّة الشّاملة وليس فقط في المدارس هي عمليّة مضنية على الأهل وخصوصًا في هذه الأيّام، عندما يرى الأهل أشياء يستحقّها أولادهم وهم عاجزون عن تأمينها لهم، يتحوّل الأمر إلى جرح مفتوح بشكل دائم، علينا أن نصلّي من أجل الأهل، علينا أن نرى في بناتنا مريم وفي أبنائنا يسوع وهم ليسوا نكرة ولو كان يسوع ولد في مزود، هو مخلّص العالم، هو أقنوم من الثّالوث الأقدس. علينا أن نتعلّم ونتدرّب على فهم الحقائق الإلهيّة في حياتنا البسيطة اليوميّة الاعتياديّة، وألّا يبقى هناك غشاوة الانشغالات اليوميّة الّتي تحجب بصيرتنا عن رؤية الحقائق الإلهيّة والجوهر الإلهيّ، وهذا لم يحجب بصر وبصيرة مريم الّتي ركعت أمام قدمي يسوع واهتمّت به. بينما مرتا احتارت ماذا تقدّم له من ضيافة وهو أمر غير جوهريّ."

وإختتم المطران ابراهيم بالقول: "أطلب من الرّبّ أن يعطينا اليوم القدرة على التّمييز. المسيحيّ لا يستطيع التّقدّم في حياته الرّوحيّة إذا لم يكن لديه هذه النّعمة والموهبة أن يميّز بين ما هو جوهريّ وما هو قشور، بين ما هو حقيقة وما هو وهم، وألّا نتمسّك بأوهام لكن نتمسّك بالجوهر والحقائق الّتي تبني الإنسان الّذي فينا.

في الختام أشكر كاهن الرّعيّة الأب مارون غنطوس على تعبه وعمله وأتمنّى أن يعطينا الرّبّ مناسبات كثيرة لنلتقي سويًّا في هذه الكنيسة الجميلة والّذي ازداد جمالها اليوم باكتمال مشروع الإيقونستاز الحامل الأيقونات المقدّسة والّتي ترمز إلى أصحابها."  

وبعد العظة، أقيمت صلاة تبريك المياه وتقديس الأيقونات، وقام المطران ابراهيم برشّ الإيقونستاز الجديد بالماء المقدّس وكذلك الأيقونات الموجودة في الكنيسة، كما كرّس أعضاء جددًا في الحركة الرّسوليّة العالميّة للشّباب Midade وألبسهم وشاح الحركة.

وفي ختام القدّاس، كانت كلمة للأب مارون غنطوس شكر فيها بإسم الرّعيّة المطران ابراهيم على محبّته الأبويّة ومتابعته أحوال الرّعيّة، وقُدّمت له الهدايا قبل أن ينتقل إلى صالون الكنيسة للمشاركة في نخب المناسبة.