لبنان
27 آذار 2016, 13:35

زغرتا احتفلت بعيد الفصح والعظات أملت ان يعم السلام والاستقرار لبنان

احتفلت كنائس زغرتا التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح المجيد، فعمت القداديس المنطقة وأقيمت الصلوات، ففي كاتدرائية مار يوسف- زغرتا ترأس القداس الالهي الخوري يوحنا مخلوف، خدمته جوقة الرعية في حضور حشد من المؤمنين.

وألقى الخوري مخلوف عظة جاء فيها: "في الرسالة التي سمعناها اليوم من مار بولس نراه يربط بين البشارة وقيامة الرب من بين الأموات، لأن حدث القيامة هو موضوع وأساس البشارة التي حملها الرسل إلى كل أقطار الأرض، لأن الرسل ذهبوا ليخبروا الناس في كل أنحاء العالم القديم حول انتصار المسيح على الموت بالقيامة، حول الخلاص الموعود الذي وعد به الآب من خلال الأنبياء الإنسان عبر تاريخ العهد القديم، إذا قيامة الرب هي موضوع البشارة لأن القيامة أساس أيماننا المسيحي المبني على القيامة وعلى شخص حي هو يسوع المسيح الذي هو أمس واليوم والى الأبد".

وتابع: "ايماننا المسيحي هو بإله حضر بيننا وصار إنسانا وفي نهاية حياته بالجسد تألم وتعذب وسمر على الصليب وكلل بالشوك ولكن الآب السماوي يقول الروح القدس أقامه من بين الأموات، والرسل الذين اختارهم الرب هم كانوا شهودا على هذه القيامة، لذلك مار يوحنا في رسالته في العهد الجديد يقول ان الذي رأته عيوننا ولمسته أيدينا وسمعته آذاننا، نحن نبشركم فيه حتى تكون لكم من خلاله الحياة الأبدية، لهذا السبب، شهادة الرسل هي أول تأكيد على حدث القيامة لأنهم شهود عيان وراحوا يبشرون به ويخبرون عنه، فتركوا لنا هذه الحقيقة عبر الكنيسة ومن خلال كتب العهد الجديد ومن خلال الإنجيل المقدس".

أضاف: "أما الشيء الثاني الذي يؤكد القيامة هو وجود الكنيسة، الكنيسة التي أسسها السيد المسيح، الكنيسة التي هي الجماعة المؤمنة التي تأسست في أورشليم وكانت كحبة القمح التي أعطت وانتشرت في كل مناطق العالم القديم من إنطاكية إلى روما إلى أفسس إلى اليونان، هذه الجماعة التي عانت الكثير من الإضطهادات والعذاب والإستشهاد ولا زالت حتى اليوم تعاني، إذن بقاء الكنيسة إلى اليوم بالرغم من كل هذه الإضطهادات أكبر دليل على أن القائم من الموت هو حاضر مع هذه الجماعة المسيحية التي من غير الممكن أن تستمر إلى اليوم وإلى منتهى الدهر لو لم يكن يوجد حضور إلهي ضمن هذه الجماعة".

واردف: "اما الشيء الثالث الذي يؤكد قيامة الرب وحضوره وسط الجماعة المسيحية فهم القديسين، مريم ودورها في الكنيسة، فالعجائب التي تحصل أينما كان من قبل مريم والقديسين أكبر دليل على انتصاره من الموت ويؤكد على استمرارية حضوره في الكنيسة وفي حياتنا".

وختم الاب مخلوف: "في هذا العيد المبارك، أريد أن أشكر الله على هذه النعمة، نعمة أن الله خلقنا ولكنه لم يتركنا في هذه الدنيا بل رحمته بقيت تظلل حياتنا وترافقنا، أريد أيضا أن أشكر الله على إرساله إبنه الوحيد حتى يكون حاضرا ورفيقا لنا في طريقنا وهو العصى والعكازة لنا في مسيرتنا الروحية حتى نصل إلى القيامة والحياة الأبدية، وأتمنى أن يكون هذا العيد عيد خير وبركة علينا جميعا".


كما ترأس الخوري اسطفان فرنجية، قداس أحد القيامة في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان زغرتا، عاونه الخوري حنا عبود، في حضور حشد من المؤمنين وخدمت القداس جوقة رعية اهدن زغرتا.

وبعد الإنجيل المقدس، كانت عظة للخوري فرنجية، شدد فيها على "أهمية القيامة في حياتنا المسيحية، فرعيتنا التي عمرها أكثر من 1200 سنة نفتخر بأنها رعية ملتزمة بنسبة كبيرة بتعاليم الكنيسة وقيمها، وهذا ما علينا أن نشكر الرب عليه، مع عدم اغفال المشاكل التي تواجهنا جميعا وهذا أمر طبيعي في حياتنا".

أضاف: "مع انتهاء زمن الصوم وبدء زمن القيامة، علينا أن نستمر في تمسكنا بتعاليمنا وفي ممارستها، فقيامة السيد المسيح هي ختم وتأكيد على أن كل كلمة قالها هي كلمة حق ولذلك صلب ومات وقام من أجلنا".

وختم فرنجية: "نصلي اليوم لكي لا نهمل كلمة الله في كل زمان ومكان ونطلب منه نعمة التشبث في كلام الله الموجود في الانجيل. كما نصلي على نية أبناء رعيتنا المقيمين والمغتربين وعلى نية أنفس موتانا ونية شبيبتنا وأطفالنا كي ينمو بالحكمة والقامة والنعمة. كما نصلي لأن يعيده الله على لبنان بالسلام والأمن والاستقرار ويبعد عنه النيران الملتهبة من حوله ونجدد ايماننا بقيامة الرب يسوع ونكون شهودا لهذه القيامة. المسيح قام حقا قام". 

المصدر: وطنية