العراق
15 كانون الثاني 2021, 11:20

ساكو: الإرادة الرّسوليّة الحاليّة تعدّ إنجازًا مهمًا وذات مغزى كبير

تيلي لوميار/ نورسات
معلّقًا على الإرادة الرّسوليّة الجديدة للبابا فرنسيس الّتي تمنح قانونيّة لخدمة المرأة للمذبح، وصف بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو القرار بـ"إنجاز مهمّ وذات مغزى كبير"، فكتب بحسب ما أورد موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"صدرت يوم الاثنين 11 كانون الثّاني 2021 إرادة رسوليّة جديدة للبابا فرنسيس Motu Proprio تمنح النّساء بشكل قانونيٌّ رتبة القارئ والشّدياق في خدمة المذبح.

كما هو معلوم أنّ المرأة أخذت مكانها في المجتمع الحاليّ في مجال الإدارة والقيادة والسّياسة والاقتصاد والتّعليم، هناك رئيسة للجمهوريّة ورئيسة للوزراء، ووزيرات إلخ.. لذلك لا يمكن إقصاؤها في المجال الكنسيّ. وقد أولى البابا فرنسيس منذ بداية حبريّته اهتمامًا خاصًّا بدور المرأة في الكنيسة، وعيَّن عددًا من النّساء في الدّوائر الرّومانيّة وفي مناصب سياديّة. إنّه يطمح أن يكون لهنَّ تأثيرٌ حقيقيٌّ وفعّال في التّنظيم، واتّخاذ القرار وقيادة الجماعة، بأسلوبهنَّ الخاصّ وببصمتهنَّ الأنثويّة.

الإرادة الرّسوليّة الحاليّة تُعدُّ إنجازًا مهمًّا وذات مغزى كبير. و قد استقبلت النّساء قرار البابا هذا بارتياح وفرح.

في الإرادة الرّسوليّة هذه يعلن البابا فرنسيس قانونيًّا أنّه بإمكان النّساء الحصول على هاتين الخدمتين الشّدياق والقارئ اللّتين تُمنحان من خلال رتبة ليتورجيّة تشرّعها. ويستند البابا في قراره إلى الطّابع العقائديّ للمعمَّد والمثبَّت بالميرون باشتراكه في الكهنوت الملوكيّ العامّ. كما يذكر أنّه استمع إلى آراء الأساقفة في السّينودسات الّتي عقدت بروما، لكن هذه الخدمة لا تنسحب على كهنوت المرأة وتبقى مختلفة جوهريًّا عن خدمة الأشخاص الّذين نالوا سرّ الكهنوت بالرّسامة. لا طابع أسراريّ sacramental  لهذه الخدمة.

إنّ مشاركة النّساء في خدمة المذبح ليس أمرًا جديدًا في الكنيسة، وخصوصًا في الكنائس الشّرقيّة الّتي حافظت مدى تاريخها الطّويل على وجود الشّمّاسات فيها. لكن الجديد في الكنيسة الرّومانيّة هو الاعتراف القانونيّ بهنَّ والتّفويض المؤسّساتيّ، إذ كانت هذه الخدم مقتصرة على الذّكور وحدهم.

نجد جذور هذه الخدمة في العهد الجديد وفي تقليد الكنيسة الأولى. يذكر مار بولس فيبي شماسة كنخريّة (رومية 16/ 1-2). ونجد ذكر الشّمّاسات عند أوريجانس وفي كتاب الدّيدسكاليه، ويخصّص لها كتاب الرّسامات في الكنيسة الكلدانيّة رتبة خاصّة، لكن دورهن ومكانتهنّ يختلفان عن دور الشّمّاس الّذي لرسامته طابع الأسرار. أمّا الشّمّاسات فكن يعلّمن السّيّدات في البيوت، ويساعدن في تعميد الإناث، وفي خدمات وأعمال المحبّة. ومنذ سنوات لنا شمّاسات في كنيستنا الكلدانيّة. جاء في الصّلاة الثّانية الأساسيّة لرسامة الأساقفة ما يلي: "وشحه يا ربّ قوّة من السّماء ليرسم بفضل موهبتك كهنة وشمامسة إنجيليّين ورسائليّين وقارئين وشمّاسات لخدمة الكنيسة المقدّسة" (كتاب الرّسامات طبعة روما 1957 ص 217).

إنّي أرى أنّ تشريع البابا فرنسيس الجديد للكنيسة الجامعة، اعترافًا بكاريزما المرأة المسيحيّة، ويعطيها قوّة روحيّة واسهامًا متنوّعًا في مجال حياة الرّعيّة وتعزيز الوحدة والشّركة بين المؤمنين من كلا الجنسين."