العراق
06 حزيران 2023, 14:00

ساكو: النّقد ليس الانتقاد

تيلي لوميار/ نورسات
يوضح بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو الفرق بين النّقد والانتقاد والمبادئ الّتي تربّينا عليها والموروثات، لأنّه غالبًا ما يتمّ الخلط فيما بينها.

وعن هذا الموضوع يقول ساكو كاتبًا بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"اليوم نتلقّى كمًّا هائلاً من المعلومات من خلال لقاءاتنا مع النّاس أو التّلفزيون والموبايل وزياراتنا لمواقع التّواصل الاجتماعيّ.. لهذه المعلومات تأثيرات كبيرة على شخصيّتنا ومجتمعنا ومستقبلنا… علينا أن ننقدها لنتوصّل إلى معرفة الحقيقة وتبنّيها.

غالبًا ما نخلط بين النّقد والانتقاد والمبادئ وما تربّينا عليه من موروث في العائلة والقرية والمدينة والمجتمع..

النّقد علمٌ يعتمد على قوّة البصيرة من التّفكير والمساءلة والدّرس والتّحليل والتّمييز لنتوصّل إلى الحقيقة. وعندما نعرف الحقيقة نصدّقها ونتراجع عن الخطأ. النّقد بنّاء يهدف إلى الإصلاح ونحن بحاجة إليه لتحريك أفكارنا وتشجّع على التّحوّل وتطوّر عقليّتنا و ضبط سلوكنا.

الإنتقاد يختلف عن النّقد. الإنتقاد عادة يعتمد على العاطفة والموروث التّقليديّ أيّ ما تعلّمناه ونحن صغار أيّام زمان ونأخذ به للتّهجّم والتّهكّم التّلقائيّ على من يختلف معنا. الإنتقاد حالة منتشرة خصوصًا في مجتمعاتنا الشّرقيّة. يقول المثل الموصليّ "حبّ واحكي وبغض واحكي!".

المنتقد وليس النّاقد يزعم أنّه صاحب مبدأ ومعرفة، متحجّر لا يسائل نفسه ولا يقبل أن يعيد النّظر في آرائه ومواقفه عندما يشرح له..

الإنتقاد لا ذوق له ولا لغة إنّما يصبّ في نوع من الهلوسة كما نقرأ في بعض المواقع… وهذا يشمل أيضًا المجال الدّينيّ والاجتماعيّ…

علينا أن ندرك أنّ المبادئ حصيلة تجربة وتفكير ونضج شخصيّ، وليست تركة "إرث" نتسلّمه ونقبله بشكل أعمى. بعض المبادئ قابلة للتّطوّر العقليّ مع الوقت، من دون أن يعتبر ذلك عيبًا. نحن بحاجة إلى كلمات جديدة ومصطلحات جديدة وأشكال جديدة للحياة مع الحفاظ على الجوهر. التّجدّد سنّة الحياة!

المبادئ الصّحيحة تجعلنا أشخاصًا راشدين نتحمّل مسؤوليّتنا وقادرين على إدارة شؤون حياتنا وعائلتنا وكنيستنا بطريقة صحيحة وليس  كروبوتات".