العراق
27 نيسان 2023, 07:50

ساكو: لنفتح أبواب كنائسنا للفقراء

تيلي لوميار/ نورسات
هذا ما دعا إليه بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو، بخاصّة مع تزايد أعدادهم نتيجة الأوضاع المتردّية على الصّعد كافّة.

وعن هذا الموضوع، كتب ساكو بحسب إعلام البطريركيّة، وقال:

"عدد الفقراء آخذ بالازدياد يومًا بعد يوم بسبب الأوضاع السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة كالحروب والكوارث الطّبيعيّة كالزّلازل والفيضانات والتّصحّر والأوبئة مثل كورونا.

أشار الكتاب المقدّس وآباء الكنيسة وتعليم البابوات إلى أنّ الإحسان إلى الإخوة الفقراء قيمة إنسانيّة ودينيّة كبيرة. لذا لا يمكن أن ندير ظهورنا لمن هم في حاجة. الرّحمة شعور إنجيليّ رعويّ لا تقبل الإعذار ولا استعمال الجملة المعهودة "روح، الله يعطيك!" عندما نتمكّن من المساعدة ولا نفعل، يُعَدّ هذا "الرّفض" خطيئة بفعلٍ واع. تقول الرّسالة الأولى ليوحنّا: "لا تَكُنْ مَحبَّتُنا بِالكلام بل بالعَمَلِ" (1 يوحنّا 3/ 18).

الكنيسة بيت الله، فباب الله مفتوح لكلّ بناته وأبنائه، وبشكل خاصّ للفقراء "غَلابا" كما يسمّيهم المصريّون. والكنيسة تبقى أبوابها مفتوحة للفقراء. وبكوننا أشخاصًا مكرَّسين، فنحن مكرَّسين لله، لخدمة النّاس، وتكريسنا هو فعل حبّ! واستقبالنا للفقراء بمحبّة وفرح يُشكّل جوهر هذه العلاقة. إنّه يسمح بتطبيق الإنجيل ونقله إلى الآخرين… إنّه أفضل طريقة ليتواصل حضور الله بين الجماعة وفي الكنيسة.

على الكنيسة توظيف خدمتها من أجل الفقراء، وقد ساعدت الكنيسة الفقراء على مدى تاريخها وشجّعت المؤمنين على التّبرّع ومساعدة المحتاجين وعملت من أجل التّنمية البشريّة والتّشغيل في مؤسّساتها الإنتاجيّة.

يبقى أنّ الفقر ليس حالة واحدة، إنّه متنوّع، والفقراء يختلفون عن بعضهم البعض، لذا يجب أن نسأل الشّخص الفقير عمّا يحتاجه بشكل مباشر.

البطريركيّة (أبرشيّة بغداد) في عيد الميلاد وعيد القيامة الماضيين فقط وزَّعت على الفقراء نحو مائتي مليون دينار عراقيّ من خلال كنائسها ببغداد، فضلاً عن المرضى الّذين يطرقون باب البطريركيّة طلبًا للمساعدة. كما أسكنَت البطريركيّة عشرين عائلة مجّانًا في القسم الثّاني من مجمع المعهد الكهنوتيّ ببغداد

وهي بصدد إصلاح القسم الأوّل القديم، لإسكان أكثر من 30 عائلة أخرى.

وستبدأ قريبًا ببناء مجمّع قداسة البابا فرنسيس في السّعدون للعائلات المُهجَّرة بما كان قد تبرَّع به قداسته خلال زيارته للعراق (نصف مليون دولار).

لكن يجب ألّا ينسى النّاس ما قامت به كنائسنا خلال "كارثة" تهجير المسيحيّين وغيرهم عام 2004 وعمليّة إعمار البيوت عند تحرير بلدات سهل نينوى عام 2017 الّذي كان عملاً بطوليًّا فعلاً.

في الختام أودّ أن اُذكّر بما طلبه قداسة البابا فرنسيس من الأساقفة بخصوص الفقراء:

"أطلب من إخوتي الأساقفة، ومن الكهنة والشّمامسة– الّذين بحكم دعوتهم، لديهم مهمّة دعم الفقراء، ومن المكرّسين، والجمعيّات، والحركات وعالم التّطوّع الواسع، أن يعملوا كي ينشأ من خلال هذا اليوم العالميّ للفقراء تقليد، يكون مساهمة ملموسة في البشارة، في العالم المعاصر. لذا، فليصبح أملنا أن يصبح هذا اليوم العالميّ الجديد نداءً قويًّا لضمائرنا كمؤمنين كي نعيَ أكثر فأكثر أنّ مشاركة مساعدة الفقراء تسمح لنا بأن نفهم الإنجيل في حقيقته الأعمق. الفقراء ليسوا بمشكلة: إنّهم مصدر ننهل منه كي نقبل جوهر الإنجيل ونعيشه" (رسالته بمناسبة اليوم العالميّ للفقير،2017  فقرة 9)."