أوروبا
16 تشرين الثاني 2022, 15:00

ستّة كهنة يسوعيّين استشهدوا في مثل هذا اليوم، من هم؟

تيلي لوميار/ نورسات
في مثل هذا اليوم، قبل 33 سنة، في 16 ت2/ نوفمبر 1989، أُعدم ستّة كهنة يسوعيّين رميًا بالرّصاص في حرم جامعة أميركا الوسطى التّابعة للرّهبنة في العاصمة سان سالفادور، على يد كومندوس تابع للقوّات المسلّحة السّلفادوريّة، بعد اتّهم الشّهداء بدعم الثّوّار، في وقت تواجهت فيه الحكومة العسكريّة اليمينيّة مع ثوّار جبهة التّحرير الوطنيّ في خضمّ الحرب الأهليّة بين عامي 1979 و1992.

وشاء عميد الدّائرة الفاتيكانيّة لخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني أن يُحيي ذكرى الكهنة في رسالة وجّهها باللّغة الإسبانيّة، تمنّى فيها أن تشكّل حياة هؤلاء الكهنة وموتُهم إلهامًا لرسالة باقي الكهنة اليسوعيّين، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنّ هؤلاء الشّهداء جسّدوا المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثّاني.

وكتب شيرني بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ هذا الاستشهاد يندرج في إطار سلسلة من الدّماء بلغت ذروتها في ما يُسمّيها البابا فرنسيس بالحرب العالميّة الثّالثة.

إنّ الزّمن الّذي نعيشه اليوم محفوف بالتّحدّيات والاضطرابات، وعلى الرّغم من هذا السّيناريو القاتم، السّائد في مختلف البلدان والقارّات، لا بدّ أن نتسلّح بالأمل لأنّه على الرّغم من أعمال العنف وهشاشة السّلام، يدعونا الرّبّ إلى التّجدّد من خلال المسيرة السّينودسيّة، إنّه يدعونا إلى الاستيقاظ والنّهوض والسّير، لأنّه هنا تكمن حياة الكنيسة الحاجّة والّتي تقوم بخدمتها بفرح، مستلهمة من أخوتنا وأخواتنا الشّهداء".

هذا وأشار إلى الخدمات التّعليميّة الّتي قدّمها الشّهداء السّتّة في جامعة أميركا الوسطى التّابعة للرّهبنة اليسوعيّة، وأكّد أنّ "الدّائرة الفاتيكانيّة لخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة– والّتي تعود نشأتها إلى الرّسالة العامّة "ترقّي الشّعوب" للبابا بولس السّادس– ما تزال تستلهم نشاطها من حياة وخدمة الكهنة اليسوعيّين التّابعين للجامعة المذكورة."

وأضاف: "إنّ هؤلاء الشّهداء السّتّة قدّموا مثالاً حسّيًّا وملموسًا على الكلمات الواردة في الوثيقة الختاميّة للمجمع العامّ الرّابع والثّلاثين للرّهبنة اليسوعيّة والّذي التأم في العام 1995. وجاء في الوثيقة أنّ هؤلاء الرّجال السّتّة عاشوا بصمت وكانوا غير معروفين، كانوا دارسين ومبشّرين ومعلّمين. إنهم رجال قدّموا حياتهم من أجل الإنجيل والكنيسة والفقراء، رجال عاشوا ببساطة وأمانة في عالم لم يفهم فقرهم وعفّتهم وطاعتهم، رجال تركوا بصمتهم في المجتمع."

يُذكر أنّ هذه الجريمة أحدثت خضّة وسط الرّأي العامّ العالميّ، ولم تؤدّ التّحقيقات إلى كشف الحقيقة، وأقفل الملفّ عام 2000. وبعد عشرين سنة على الحادث فرضت الولايات المتّحدة عقوبات على ثلاثة عشر ضابطًا وعنصرًا في القوّات المسلّحة اعتُبروا مسؤولين عن عمليّات إعدام "خارج نطاق القانون".