لبنان
08 آب 2022, 12:30

سويف: رجاؤنا كبير بأنّ لبنان لا بدّ له من أن يعود وينتفض

تيلي لوميار/ نورسات
في رعيّة الأربعين شهيدًا- القبيّات الغربيّة، احتفل راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف بقدّاس الأحد، حيث رفع الصلاة من أجل تجدّد لبنان، فكانت له عظة بعد الإنجيل المقدّس قال فيها:

"لفتتني المشاركة الكبيرة والفعليّة لأبناء الرّعيّة في القدّاس الإلهيّ وهذا دليل على عمق فهمهم لسرّ الإفخارستيّا، فكلّ الشّكر لخادم الرّعيّة الخوري جوزيف هلال.

نصلّي للبنان حتّى يتجدّد إذ أنّنا نشعر بالحزن حيال ما وصلت إليه الأوضاع العامّة، لكنّ رجاءنا كبير بأنّ هذا الوطن لا بدّ له من أن يعود وينتفض.

تكريم الأربعين شهيدًا واحدة من أقدم العبادات في كنيستنا، فهم كانوا 40 جنديًّا ضمن إطار الإمبراطوريّة الرّومانيّة، أيّ أنّهم كانوا يعبدون الوثن، لكنّهم تمكّنوا من التّعرّف على يسوع وذلك في سنة الـ320 أيّ بعد سنوات قليلة على معاهدة "ميلانو" الّتي من خلالها اعترفت الإمبراطوريّة الرّومانيّة أنّ يسوع المسيح هو إلهها.

الجنود الأربعون عندما تعرّفوا إلى المسيح أدركوا أنّ لا القيمة لآلهتهم الوثنيّة.

لأنّهم عرفوا المسيح، تمّ تعذيبهم عبر وضعهم في بركة من الماء البارد جدًّا حتّى يقضوا على حياتهم.

للأسف منذ تلك الأيّام وحتّى اليوم، ما زال الاضطهاد موجودًا أكان للشّعب المسيحيّ أو لغيره من الشّعوب.

ما يثير التّعجّب، كيف أنّ الإنسان لم يتمكّن من أن يتطوّر من ألفي سنة حتّ اليوم، إذ ما زالت أعمال الاضطهاد قائمة على الرّغم من مرور أكثر من 70 سنة على إعلان ميثاق حقوق الإنسان.

حرّيّة المعتقد، هي واحدة من أبرز النّقاط الّتي نادت بها شرعة حقوق الإنسان، وإنّ عدم احترامنا يأخذنا بالتّفكير إلى طرح علامات الاستفهام حول الوقت الّذي ستحتاجه البشريّة حتّى ترتفع وتتمكّن من النّموّ فتدرك قدسيّة الحرّيّة.

وفي هذا الإطار، لا بدّ لنا من أن نشكر ربّنا على بلدنا لبنان الّذي يمتاز بصونه للحرّيّات ومنها حرّيّة المعتقد.

لا يمكن لنا أن نقبل أبدًا، أن تتغيّر الثّوابت الموجودة في بلدنا، وأهمّها الحرّيّة الّتي إن تخلّينا عنها نكون في صدد التّخلّي عن وجه وهويّة لبنان الأساسيّة.

حاضرنا اليوم يدعونا ويساعدنا حتّى نفهم إيماننا، فالحياة مع المسيح مشروع صعب لكنّه جميل في آن معًا، وهو من قال لنا "من يريد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني".

دعوتنا وفرحنا وهدفنا وسبب وجودنا هو أن نعيش الشّهادة من أجل المسيح وذلك عبر ثباتنا في إيماننا وتمسّكنا برجائنا وحفاظنا على محبّتنا لعائلاتنا ومجتمعنا وكنيستنا ووطننا".