لبنان
25 كانون الثاني 2024, 11:20

سويف يقترح تخصيص يوم للسّجين

تيلي لوميار/ نورسات
أثنى رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف على عمل لجنة التّواصل ومرشديّة السّجون، مقترحًا عليها تخصيص يوم في السّنة بعنوان "يوم السّجين" "لإقامة نشاطات توعية في المدارس والجامعات للحدّ من الجريمة وتنظيم زيارة إلى السّجون لتقديم كلّ الدّعم المعنويّ واللّوجستيّ للمساجين، بالإضافة إلى بثّ ندوات ومحاضرات في وسائل الإعلام كافّة لتوعية المواطنين على مخاطر ارتكاب الجرائم والمخالفات على أنواعها".

كلام سويف جاء خلال استقباله، في قلّاية الصّليب في المطرانيّة في طرابلس، اللّجنة بحضور فتي طرابلس والشّمال الشّيخ محمد امام، والأعضاء: الرّئيسة الأولى لمحاكم لبنان الشّماليّ القاضية سنية السّبع، الرّئيس السّابق لمحاكم لبنان الشّماليّ القاضي رضا رعد، أمين سرّ عامّ محافظة الشّمال القائمقام إيمان الرّافعيّ، قائمقام بشرّي ربى شفشق، المرشد العامّ للسّجون في لبنان الأب جان مورا، المرشد الإقليميّ لمحافظتي الشّمال وعكّار الأب طوني فيّاض، رئيس الجمعيّة الأرثوذكسيّة لرعاية المساجين الأب باسيليوس دبس، مدير مكتب رئيس المجلس الإسلاميّ العلويّ الشّيخ أحمد عاصي، الشّيخ صفوان الشّعّار، الشّيخ قاسم عبيد، بدوي دويهي قنيعر، المحامي يوسف الدّويهي، المحامية برناديت ديب، المحامي عصام سباط، المحامية مي حدّاد، المحامي إيلي بيطار والسّيّدة روزيتا زويتيني.

وللمناسبة، ألقى سويف كلمة قال فيها بحسب مكتب المطرانيّة الإعلاميّ: "رسالتكم ليست غريبة عنكم، ونحن في هذا الدّار نقدّم لكم كلّ الدّعم والمحبّة والتّقدير، وما تفعلونه يصبّ في المصلحة الوطنيّة ويسهم في التّخفيف عن كاهل المسجون الّذي هو بحاجة لأمثالكم ولمن يقف إلى جانبه ويعطف ويشعر معه وبه، ويخفّف عنه أعباء الأوضاع والظّروف الصّعبة الّتي يعيشونها.

عندما كنت خوريًا في طرابلس كنت دومًا أزور السّجون بشكل دوريّ، وبعد أن بدأت المرشديّة عملها وأخذت دورها ورسالتها قرّرنا الوقوف إلى جانبها ودعمها في المجالات كافّة، لذلك أحببت أن نلتقي اليوم مع المفتي الشّيخ محمّد امام والفاعليّات الرّوحيّة كافّة لشكركم على الجهد الّذي تبذلونه، لأنّ هذا يظهر رحمة الله من خلال هذه الخدمة الّتي نسعى معكم لنقلها إلى قلوب أحبّائنا وأهلنا الّذين هم ضحيّة الظّروف الّتي أوصلتهم إلى ما هم عليه اليوم، ولكن ما زال في قلوبهم بصيص أمل للعودة إلى الحياة الطّبيعيّة.

لقاؤنا اليوم فرصة للتّشاور والتّنسيق وبذل كلّ الجهود بهذه القضيّة الإنسانيّة الّتي تحملونها، ولا بدّ من العمل بجهد ليتصالح الإنسان مع نفسه وتاريخه كما حاضره ومستقبله وأن نسعى لتزويد المساجين روح الأمل والمحبّة والتّوبة حتّى يعودوا إلى عوائلهم بقلوب بيضاء وصافية.

نشدّد معكم على أهمّيّة المبادرات الاجتماعيّة والإنسانيّة لرعاية المسجون ولتحضيره وتمكينه للانخراط بعد خروجه من السّجن في المجتمع، وهذا الأمر من مسؤوليّاتنا جميعًا ومسؤوليّة المعنيّين في الدّولة، ولا بدّ لي من شكر المفتي امام على حضوره وتشريفه في داره في دار المطرانيّة، كما أشكر كلّ المشايخ الأعزّاء والأخوة في اللّجنة على مشاركتهم في هذا اللّقاء الوطنيّ الجامع".

بدوره شكر المفتي إمام للمطران سويف على حسن استقباله ودعمه للّجنة، وقال: "كلّنا معرّضون للخطأ إلّا أنّ المخطئ لا بدّ أن يتوجّه الاهتمام له بشكل مضاعف لأنّ هناك ظروفًا دفعته لهذا الخطأ، ورسالتنا ودورنا أن نسلّط الضّوء عليه، ونعمل على تأهيله وإصلاحه لا تدميره وجعله حين يخرج من السّجن غاضبًا ومتمرّدًا على كلّ شيء. لذلك نقول إنّ التّوبة وجدت لأنّ الله التواب الّذي فتح لنا أبواب التّوبة على مصراعيه، لأنّ الله يحبّ العبد الّذي يتوب ويتراجع عن المعصية".

وأضاف: "إنّ كثرًا بحاجة إلى من يأخذ بيدهم ويبيّن لهم الجوانب السّيّئة الّتي ربّما لم تساعدهم البيئة المحيطة بهم بمعرفتها، لذلك دوركم أساسيّ في هذا الموضوع ثمّ إنّ نسيج هذه المرشديّة لها بعد آخر يعبّرعن لبنان نفسه ونموذج العيش المشترك والتّلاقي والتّعاون في لبنان".

وإختتم: "نشدّد معكم على أهمّيّة المبادرات الاجتماعيّة والإنسانيّة لرعاية المسجون وعدم تحويله إلى مجرم دائم، ونسعى معكم ليكون السّجن مركز تأهيل وإصلاح وتوعية، ليتمكّن المساجين من العيش بكرامة وضمير حيّ والانخراط في المجتمع بعد خروجهم من السّجن".

وأقام المطران سويف غداء على شرف المشاركين في اللّقاء.