لبنان
02 تشرين الثاني 2020, 06:00

سينودس الكنيسة المارونيّة ينتخب مطرانين جديدين على أبرشيّتي طرابس وصور

تيلي لوميار/ نورسات
إتّخد سينودس الأساقفة الموارنة مجموعة من التّدابير الكنسيّة والرّاعويّة، وانتخب المطرانين يوسف سويف مطرانًا لأبرشيّة طرابلس، والخوراسقف شربل عبدالله مطرانًا لأبرشيّة صور.

وكان الأساقفة الموارنة قد أصدروا بيانًا في ختام أعمالهم يوم السّبت، جاء فيه بالتّفصيل:  

"1. بدعوة من صاحب الغبطة والنّيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلّيّ الطّوبى، اجتمع أصحاب السّيادة مطارنة الكنيسة المارونيّة في الكرسيّ البطريركيّ في بكركي للمشاركة في الرّياضة الرّوحيّة السّنويّة وفي أعمال السّينودس المقدّس. وتوافدوا من أبرشيّات لبنان والنّطاق البطريركيّ وبلدان الانتشار حاملين معهم هموم أبنائهم وشجونهم وانتظاراتهم وتطلّعاتهم. وقد اعتذر عدد قليل منهم بسبب تفشّي وباء كورونا في بلدان العالم كافّة.

شاركوا في مرحلة أولى، من 21 إلى 24 تشرين الأوّل 2020، في الرّياضة الرّوحيّة الّتي ألقى عظاتها الأب مالك أبو طانوس المرسل اللّبنانيّ في موضوع "ثورة التّطويبات" تأمّلَ فيها بدور "الأسقف زارع السّعادة والرّجاء، الأسقف الفقير ومحبّ الفقراء، الأسقف خادم الرّحمة، ومُشبع الجياع إلى الحقّ، وشاهد وداعة وصانع سلام، والثّابت في الشّدائد والاضطهادات".

وفي مرحلة ثانية، من 26 إلى 31 تشرين الأوّل 2020، استمعوا إلى صاحب الغبطة والنّيافة في كلمة افتتاحيّة استعرض فيها جدول أعمال السّينودس المقدّس وشدّد على "أنّنا في السّينودس نعمل بروح ونهج مجمعيين نناقش المواضيع الّتي تهمّ كنيستنا وشعبنا في الظّروف الرّاهنة ونواصل معًا عمل الرّبّ يسوع بانتخاب رعاة وفق قلب الله، أساقفة خلفاء الرّسل للقيام بخدمة التّعليم والتّقديس والتّدبير."

ثمّ تدارسوا شؤونًا كنسيّة وراعويّة واجتماعيّة ووطنيّة وناقشوها بروح الأخوّة والمحبّة والانفتاح. وإتّخذوا التّدابير الكنسيّة المناسبة .

وفي ختام المجمع، أصدروا البيان التّالي:  

أوّلاً: في الشّأن الكنسيّ

أ- الإصلاح اللّيتورجيّ  

2. إطّلع الآباء على أعمال اللّجنة البطريركيّة للشّؤون الطّقسيّة الّتي قدّم رئيسها تقريرًا عن أعمالها وعن الكتب المطبوعة ومنها كتاب الإرشادات الطّقسيّة، وعن الكتب الجاهزة للطباعة والاختبار، ومنها كتاب قراءات العهد القديم للقدّاس في الآحاد والأعياد وكتاب جنّاز الأحبار والكهنة والشّمامسة. وعرض المشاريع المستقبليّة، ومنها كتاب صلوات الأزمنة الطّقسيّة (الفرض)، ورتب سيامة الدّرجات الصّغرى والشّمّاسيّة، وترجمات الكتب اللّيتورجيّة، وكتاب التّبريكات وبعض الرّتب الخاصّة.  

توقّف الآباء في مناقشاتهم عند بعض الإشكاليّات المطروحة في التّجديد اللّيتورجيّ، ومنها إشكاليّة التّوفيق بين التّقليد والتّحديث، وبين التّراث والتّأوين، لكي تحاكي ليتورجيّتُنا عالم اليوم بحقيقتها ورموزها وتطال الشّبيبة الّتي تحتاج إلى العودة إلى ينابيع روحيّة ورعويّة لكي تتمكّن من أن تواجه تحدّيات ثقافيّة وإيديولوجيّة.

وكذلك إشكاليّة التّرجمات الّتي تنطلق من الأصل السّريانيّ، وبخاصّة لأبرشيّات الانتشار، حيث أبناؤنا لا يفهمون العربيّة ويجب التّواصل معهم بلغاتهم الجديدة.  

واتّخذ الآباء القرار بمراجعة دقيقة لكتاب الإرشادات الطّقسيّة وكلّ الكتب اللّيتورجيّة والرّتب، قبل إطلاقها، ووضعها في الاختبار في بعض الجماعات والرّعايا النّموذجيّة على أن ترافقها لجنة خاصّة تتولّى شرح المضمون للنّاس بطريقة تلامسهم وتستمع إلى آرائهم.  

ب- التّنشئة الكهنوتيّة

3. إطّلع الآباء على تقارير المدارس الاكليريكيّة المولجة تنشئة كهنة الغد. ورحبّوا بمشروع افتتاح اكليريكيّة مار مارون في سيدني أستراليا في السّنة 2021. وهو مشروع جديد ورائد لقارّة أوقيانيا حيث يتكاثر ويتعاظم الحضور المارونيّ كنسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا.  

ثمّ اطّلعوا على تقرير إكليريكيّة سيّدة لبنان واشنطن الّذي يشدّد على برامج التّنشئة وعلى التّعمّق في الرّوحانيّة المارونيّة واللّيتورجيا واللّغة السّريانيّة المعبّرة عن هويّة الكنيسة المارونيّة.

ثمّ على تقرير إكليريكيّة مار أنطونيوس البادوانيّ كرمسدّه الّذي يشدّد على برنامج التّنشئة في كلّ محاورها والانفتاح على الخبرات الرّعائيّة.

ثمّ على التّقرير المفصّل عن الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة في غزير الّتي تستقبل معظم الطّلّاب الإكليريكيّين الموارنة. وتوقّف التّقرير عند التّحدّيات المستقبليّة، وهي: إغناء فريق الكهنة المنشّئين، الانفتاح على واقع الشّبيبة في عالم اليوم، التّواصل والتّنسيق مع كلّيّة اللّاهوت الحبريّة، والتّعاون مع الأبرشيّات من أجل التّكامل في العمليّة التّربويّة.  

واستمعوا أخيرًا إلى تقرير عن المعهد الحبريّ المارونيّ في روما حيث يتابع عدد من كهنتنا دروس التّخصّص في المجالات الّتي تحتاج إليها كنيستنا وأبرشيّاتنا.

شكر الآباء الله على نعمة الدّعوات الكهنوتيّة والرّهبانيّة في كنيستهم وأوصوا بمتابعة الجهود في سبيل إعداد كهنة يلبّون حاجات الكنيسة المارونيّة المنتشرة في العالم ودعوتها ورسالتها في الكنيسة الجامعة.

ج- الشّؤون القانونيّة وخدمة العدالة.

4.  إستمع الآباء إلى تقارير خدمة العدالة في المحاكم الكنسيّة الّتي تأثّر عملها بسبب الإقفال القسريّ والمتكرّر جرّاء تفشّي وباء كورونا.  

وقدّر الآباء الجهود الّتي يقوم بها القيّمون على المحاكم من أجل تطوير سير العمل فيها بغية تسريع إصدار الأحكام وتخفيض الأعباء على المتقاضين. وقد اعتُمدت طريقة جديدة هذه السّنة تقضي بقيام جلسات المذاكرة عن بُعد، ما سهّل التّعامل مع الدّعاوى وتسريع إصدار الأحكام فيها. وتزايد بشكل كبير الطّلب من المتقاضين للحصول على الحسومات على رسوم الدّعاوى نظرًا إلى الأوضاع الماليّة والاقتصاديّة المتدهورة.

وأثنى الآباء على الجهود المضاعفة الّتي تبذلها الأبرشيّات والمحكمة ومكتب راعويّة الزّواج والعائلة ومكتب راعويّة المرأة واللّجنة الأسقفيّة للعائلة والحياة في شأن المصالحات الزّوجيّة ومراكز الإصغاء والمرافقة والإعداد للزّواج.  

ثانيًا: في الشّأن الرّعويّ

أ‌- أوضاع الأبرشيّات في النّطاق البطريركيّ

5. إستعرض الآباء أوضاع الأبرشيّات، مبتدئين بالأبرشيّات الّتي تحتاج إلى انتخاب مطارنة، وأوضاع سائر الأبرشيّات في لبنان، وبخاصّة أبرشيّة بيروت بعد الكارثة الّتي حلّت بها على إثر انفجار المرفأ في 4 آب. وقدّروا حملة التّضامن الواسعة الّتي برزت، من كلّ المناطق اللّبنانيّة وبلدان الانتشار ومن الشّبيبة بنوع خاصّ، وأسفوا لغياب الدّولة ومؤسّساتها عن القيام بواجباتها. وتوقّفوا عند الرّسالة الّتي تحملها وعند الحاجات المتزايدة الّتي يواجهها أبناؤهم في ظلّ الأزمات المتراكمة والخانقة والّتي ضاعفت حالة الفقر والبطالة وطلب الشّباب إلى الهجرة، والوضع المتردّي الّذي يعيشه لبنان وبلدان المنطقة والّتي لا تزال تدعو إلى القلق إزاء عملية السّلام في ضوء النّزاعات الإقليميّة والدّوليّة وتداعياتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة.

أثنى الآباء على ما يقوم به مطارنة هذه الأبرشيات بالتّعاون مع كهنة الرّعايا والعلمانيّين من سعي إلى تقديم المساعدات الاجتماعيّة والإنسانيّة لتثبيت أبنائهم في أرضهم وتشجيعهم على استعادة الثّقة وبناء مستقبلهم في أوطانهم. وتقدّموا بالشّكر من الأبرشيّات المارونيّة في الانتشار، ومن كلّ المؤسّسات العالميّة، الكنسيّة والمدنيّة، الّتي تقدّم المساعدات لدعمهم في رسالتهم.

ب- أوضاع أبرشيّات الانتشار

6. وتداول الآباء كذلك في أوضاع أبرشيّات الانتشار وتقدّمها ونموّها وحاجات بعضها. وتوقّفوا بنوع خاصّ عند إكسرخوسيّة كولومبيا والبيرو والأكوادور. وأكّدوا أنّ الحاجة إلى كهنة يخدمون الرّسالات في هذه البلدان لا تزال ملحّة لجمع أبناء الكنيسة المارونيّة المنتشرين فيها. وكذلك الحاجة إلى الدّعم المادّيّ من أجل إنشاء البنى الأساسيّة للخدمات الرّاعويّة الضّروريّة.

وأوصى الآباء من جديد أن تضع الأبرشيّات والرّهبانيّات في لبنان في سلّم أولويّاتها تنشئة إرساليّة لكهنتها ومكرّسيها وإرسالهم للخدمة في بلدان الانتشار، وأن تعمل على تقديم المساعدات المادّيّة للأبرشيّات النّاشئة. ثالثًا: في الشّأن الاجتماعيّ وخدمة المحبّة.

7. إستعرض الآباء الأوضاع المتردّية في لبنان جرّاء الأزمات المتراكمة الاقتصاديّة والنّقديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة السّائدة، خاصّةً منذ انطلاق الثّورة الشّعبيّة في 17 تشرين الأوّل 2019، وتفاقم بسبب وباء كورونا، وتردّت للغاية بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. فبات أكثر من نصف الشّعب اللّبنانيّ يعيش تحت خطّ الفقر، ومعدّل البطالة تعدّى الخمسين في المائة.

ثمّ تداولوا في الحالة المعيشيّة المتدهورة الّتي وصل إليها أبناؤهم وبناتهم في لبنان وبلدان المنطقة وهم واقفون إلى جانبهم يقدّمون المساعدات الممكنة عبر أبرشيّاتهم ومؤسّساتهم الكنسيّة المختصّة والمدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمراكز المتخصّصة للمسنّين والأطفال والأولاد ذوي الاحتياجات الخاصّة والمعوّقين.

8. أثنى الآباء على المبادرات الّتي تقوم بها عمليًّا البطريركيّة وأبرشيّاتهم ورهبنيّاتهم بالتّعاون مع اللّجنة البطريركيّة العليا للإغاثة، والمؤسّسة البطريركيّة العالميّة للإنماء الشّامل، والمؤسّسة البطريركيّة للانتشار ومؤسّسة سوليداريتي، ورابطة كاريتاس لبنان وجمعيّة مار منصور، وغيرها من المؤسّسات الكنسيّة المسيحيّة وجمعيّات المجتمع المدنيّ.

ومن أهمّ هذه المبادرات:  

- العمل على تأمين منح مدرسيّة لأكثر من خمسة آلاف تلميذ.

- تأمين حصص غذائيّة لأكثر من خمسة وعشرين ألف عائلة شهريًّا في كلّ المناطق اللّبنانيّة.

- تأمين أدوية ومساعدات استشفائيّة لأكثر من خمسة آلاف مريض.

- الإسهام في ترميم ثلاثة آلاف شقّة في الأحياء المنكوبة من بيروت.

- تأمين برامج تمكين وتدريب لآلاف الشّباب في القطاع الزّراعيّ والمهنيّ في كلّ المناطق اللّبنانيّة.

9. عبّر الآباء من جديد عن تضامنهم مع إخوتهم أبناء بيروت وجميع اللّبنانيّين، وبخاصّة المتضرّرين منهم والمجروحين والمتألّمين والمشرّدين، وعن قربهم منهم ومحبّتهم وأخوّتهم الإنسانيّة.

وأعربوا عن شكرهم للدّول الصّديقة، وبخاصّة فرنسا، والمنظّمات العالميّة الكنسيّة والمدنيّة، وبخاصّة "مؤسّسة الشّرق" و"الكنيسة المتألّمة" وسواها، على تبرّعاتهم السّخيّة لمساندة اخوتهم في كنائس الشّرق وفي لبنان بنوع خاصّ.

10. تداول الآباء في وضع المدارس الخاصّة، لاسيّما الكاثوليكيّة منها، الّتي تعاني من الأزمة المتفاقمة ومن عدم القدرة على دفع المستحقّات للهيئات التّعليميّة والموظّفين، ومن صعوبة الأهل في تسديد الأقساط المدرسيّة.

لذا يجدّد الآباء مطالبتهم الملحّة الدّولة لتسديد مستحقّات المدارس في أسرع وقت ممكن. ويشكرون المؤسّسات الكنسيّة والمدنيّة، العالميّة والمحلّيّة، على الإسهامات الّتي تقدّمها للمساعدة في استمرار المدارس للقيام بدورها الثّقافيّ والاجتماعيّ والوطنيّ الرّائد، ويطلقون النّداء إلى أصحاب النّيّات الطّيّبة والأصدقاء من أجل دعم المدارس، لاسيّما المتعثّرة منها، بتأمين منح مدرسيّة للتّلامذة المحتاجين.

رابعًا: في الشّأن الوطنيّ  

11. بعد تكليف رئيس جديد للحكومة، ينتظر منه الآباء والشّعب، كما من فخامة رئيس الجمهوريّة، الإسراع في تأليف حكومة إنقاذّية بعيدة عن الانتماءات السّياسيّة والحزبيّة وآفة المحاصصة، مع ضرورة منحها الصّلاحيّات اللّازمة لكي تتمكّن من إجراء الإصلاحات المنشودة ومكافحة تفشّي الفساد، والعمل على إستقلاليّة القضاء، وإطلاق النّموّ الاقتصادي، وإعادة تكوين السّلطة في مسار دستوريّ ديمقراطيّ سلميّ وسليم.  

وفي إعادة تكوين السّلطة، يأمل الآباء بروز أشخاص يتّصفون بالنّزاهة والشّفافيّة والاختصاص والتّكرّس لخدمة الشّأن العامّ ويحملون همّ بناء السّلام لتحمّل المسؤوليّات الوطنيّة والسّياسيّة.

12. لا يمكن أن يسكت الآباء عن تقصير الدّولة اللّبنانيّة في مؤسّساتها الرّسميّة من وزارات وإدارات معنيّة وبلديّة بيروت في التّعامل مع تداعيات انفجار مرفأ بيروت الإجراميّ، وقد مرّ عليه ثلاثة أشهر، وخلّف الدمّار والضّحايا والتّشريد.  

أوّلًا من حيث التّباطؤ في التّحقيق وكشف الأسباب والفاعلين الحقيقيّين وراء هذه الفاجعة، ومحاكمتهم.

ثانيًا، من حيث التّعويض على عائلات الشّهداء والمصابين بما يحقّ لها، والإسراع في صرف الأموال اللّازمة لترميم الأبنية والوحدات السّكنيّة الّتي يفوق عددها السّتّين ألفًا حتّى لا تفرغ بيروت ممّن قدّموا الغالي وعلى مدى سنوات للمحافظة على وجهها المميّز في لبنان الرّسالة. كما يطالب الآباء الدّولة وأجهزتها العسكريّة والأمنيّة القيام بما يلزم حتّى لا تتكرّر المأساة الجريمة فتصيب أبرياء آخرين من مناطق أخرى في لبنان.

13. يؤكّد الآباء على موقف أبيهم غبطة البطريرك في إعلان تحييد لبنان تحييدًا ناشطًا، قناعةً منهم أنّ حياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التّاريخيّ في هذه المرحلة المليئة بالتّغييرات الجغرافيّة. وحياد لبنان هو قوّته وضمانة دوره في استقرار المنطقة، ويثبّت لبنان في دوره السّياسيّ والثّقافيّ والرّساليّ في الشّرق والغرب. ويرى الآباء أنّ الحياد النّاشط يعطي أولويّة للشّراكة الوطنيّة الحقيقيّة ويُبعد عن لبنان استقواء أيّ فريق داخليّ بالخارج لتنفيذ أجندات وسياسات لا تتناسب ومصلحة اللّبنانيّين وسيادة لبنان. ويعلنون عن عزمهم العمل الدّؤوب مع شركائهم في الوطن على بناء دولة حديثة تكون في خدمة الإنسان، دولة وطنيّة جامعة، دولة مدنيّة ديمقراطيّة حديثة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، دولة إنمائيّة تعتمد اللّامركزيّة الإداريّة الموسّعة، دولة تطبّق الدّستور ووثيقة الوفاق الوطنيّ نصًّا وروحًا.

خامسًا، التّدابير الكنسيّة والرّاعويّة

14. إتّخذ الآباء التّدابير التّالية :

1)  إنتخاب سيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة قبرص، مطرانًا لأبرشيّة طرابلس خلفًا لرئيس أساقفتها سيادة المطران جورج بو جوده الّذي بلغ السّنّ القانونيّة.

2)  إنتخاب الخوراسقف شربل عبدالله، النّائب العامّ لأبرشيّة صور، مطرانًا لها خلفًا لسيادة المطران شكرالله نبيل الحاج الّذي بلغ السّنّ القانونيّة.

3)  إنتخاب سيادة المطران مارون العمّار، مشرفًا على توزيع العدالة في محاكمنا المارونيّة داخل النّطاق البطريركيّ، وفي الوقت عينه رئيسًا لمحكمة سينودس أساقفة كنيستنا المارونيّة: وانتخاب المطرانين جوزف معوّض والياس نصّار عضوين في هذه المحكمة.

4)  إنتخاب السّادة المطارنة يوسف سويف مارون العمّار وبولس عبد السّاتر أعضاءً في لجنة النّظر في حدود الأبرشيّات وتكوين إكسرخوسيّات أو أبرشيّات جديدة في النّطاق البطريركيّ وبلدان الانتشار.

5)  إنتخاب السّادة المطارنة عبدالله الياس زيدان، أنطوان عوكر وبولس الصّيّاح أعضاءً في إدارة صندوق المطارنة المتقاعدين.

خاتمة  

15. في الختام، يتوجّه الآباء إلى أبنائهم أينما وُجدوا بالدّعوة إلى سماع صوت الرّوح القدس يتكلّم فيهم ليكونوا خميرة في مجتمعاتهم ونورًا للعالم. ويلتزمون بأن يعيشوا معهم إيمانهم ورجاءهم بالمسيح القائم من الموت والشّهادة بفرح في حياتهم اليوميّة حاملين رجاءً جديدًا إلى شبابنا والأجيال الطّالعة.

كما أنّهم يحثّون أبناءهم على التّمسّك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم ويشاركونهم الصّلاة والابتهال إلى الله بشفاعة والدة الإله مريم العذراء والقدّيسين شفعائنا من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب في الشّرق الأوسط والعالم وإحلال السّلام العادل والشّامل والدّائم ونشر الأخوّة الإنسانيّة وعودة جميع النّازحين والمهجّرين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم."