شمّاس جديد في أبرشيّة طرابلس المارونيّة
وللمناسبة ألقى بو جودة عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "إنّ الكاهن هو أوّلاً معلم أو نبيّ يضع الله كلامه على لسانه. وهو ثانيًا قائد ومدبّر وراع، عليه أن يتشبّه بالمسيح الرّاعي الصّالح، وهو ثالثًا رجل التّقديس والصّلاة، طعم بالمعموديّة على جسد المسيح وأصبح عضوًا فاعلاً فيه بسرّ التّثبيت. فصار بإمكانه أن يقول ما قاله بولس الرّسول بعد اهتدائه وتعرّفه على المسيح: "حياتي هي المسيح، فمنذ الآن لست أنا الّذي أحيا بل هو المسيح الّذي يحيا فيّ". وعلى الكاهن أن لا يتصرّف كالأجير الّذي إذا رأى الذّئب هاجما، ترك الخراف وهرب، فيخطف الذّئب الخراف ويبدّدها، وهو يهرب لأنّه أجير لا تهمّه الخراف (يو10/11-15).
إنّنا نعيش اليوم في عالم المتغيّرات السّريعة، في عالم الاختراعات والاكتشافات، عالم التّقنيّة والمعلومات الّتي تغري الإنسان وتجعله يعتقد أنّه أصبح سيّد الكون وأركونه، وأنّه بإمكانه الاستغناء عن الخالق وعن المخلّص وعن متطلّبات الإيمان. فجعل من نفسه إلهًا لنفسه وإلهًا على الكون. فلكي يحقّق ذاته عليه كما يقول الفيلسوف الألمانيّ نيتشه أن يقتل الله، لأنّ الله كما يقول فيلسوف آخر، هو كيرغارد، لا وجود له، لأنّه سراب، وليس هو من خلق الإنسان، بل الإنسان هو من خلق الله. ولذلك أصبح الإنسان يسنّ الشّرائع والقوانين الّتي يريد، حتّى ولو كانت تتناقض جذريًّا وجوهريًّا مع قوانين الطّبيعة وتعاليم المسيح والكنيسة، من مثل تشريع الإجهاض وقتل الأجنّة في الأحشاء، وزواج مثليّي الجنس والتّساكن الحرّ والقتل الرّحيم.
الكاهن هو الّذي يتمّم ويكمل عمل المسيح الخلاصيّ على الأرض، إنّه يجسّد محبّة قلب يسوع. فإذا أراد أعداء الكنيسة والدّين أن يخرّبوها، فإنّهم يبدأون بالكهنة.. علينا نحن أن نغذّي حياتنا بالصّلاة وأن نكون قدّيسين. فإنّ ما يعيقنا في عملنا ورسالتنا نحن الكهنة عن أن نكون قدّيسين هو النّقص في حياتنا الرّوحيّة، وعدم قراءتنا للكتب المقدّسة والكتب الرّوحيّة، وعدم التّأمّل والتّفكير والصّلاة والاتّحاد بالله. فإنّنا مرّات كثيرة نفكّر أكثر بحياتنا المادّيّة وننسى حياتنا الرّوحيّة. فكم نكون تعساء، إذا كانت بيوتنا مفروشة على أكمل وجه وأجمل طراز ومزيّنة أجمل تزيين، بينما تبقى كنيستنا وقلوبنا عارية وفقيرة".
وبعد القدّاس، تقبّل الكاهن الجديد التّهاني في قاعة الكنيسة.