لبنان
26 كانون الأول 2022, 15:00

ضاهر في قدّاس الميلاد: ندعو القادة والسّياسيّين ورجال الحكم وخصوصًا النّوّاب إلى أن يفعلوا ما بوسعهم لكي ينتخبوا رئيسًا للجمهوريّة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر قدّاس عيد الميلاد في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس في منطقة الزّاهرية - طرابلس، عاونه فيه المونسنيور الياس البستاني.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى ضاهر عظة قال فيها: "يسرّني جدًا أن أتوجّه إليكم بنشيد الملائكة هذا، للمعايدة بعيد ميلاد ربّنا وإلهنا يسوع المسيح، متمنّيًا أن تقضوا هذا العيد وأنتم تنعمون بالخير والبركة والدّفء، وأن يعمّ السّلام الذي أتانا به طفل المغارة، قلوبكم وحياتكم، وأن يهب لبنان والعالم الاستقرار والتّآخي بين شعوب المنطقة. في ليلة الميلاد صنع الله السّلام. فترنيمة الملائكة تبشّر البشر بأنّ السّلام صار في متناول حياتهم، شرط أن يذهبوا ويسجدوا للكلمة الذي "صار بشرًا، وسكن بيننا وقد رأينا مجده" (يوحنّا1/14). وقد أعاد يسوع إلى أذهاننا في موعظة الجبل بشارة الملائكة للرّعاة عندما قال: "طوبى للمساكين بالرّوح وللفقراء والجياع... ولصانعي السّلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (متّى5/1011). أليست رسالة المسيحيّة دعوة إلى السّلام بين الله والإنسان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان؟ لكن السّلام الحقيقيّ يتطلّب تضحية وبذلًا للذّات، وترفّعًا عن الأنانيّة والمصالح الشّخصيّة وتقرّبًا دائمًا من الله، ومحبّة فائقة تذهب إلى حدّ الصّلب.

ندعوكم إلى أن تكونوا صانعي سلام فيما بينكم وفي بيوتكم، وفي طرابلس، وفي وطننا لبنان، ندعو أيضًا القادة والسّياسيّين ورجال الحكم وخصوصًا النّوّاب إلى أن يفعلوا ما بوسعهم لكي ينتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وأن يسود السّلام والتّفاهم فيما بينهم وإله المحبّة والسّلام سيكون معكم. تعالوا لنسير معًا ببساطة الرّعاة، نحو مغارة بيت لحم، لنشاهد الطّفل الذي صار صغيرًا وفقيرًا من أجلنا، ولنطلب من مريم العذراء أن تكون نجمتنا، فترشدنا إلى الحقيقة، إذ بواسطتها صار الله جسدًا، ونصب خيمته في وسطنا ولننشد معًا: المسيح ولد فمجّدوه. في خضمّ مشاكلنا وأزماتنا، يخاطبنا الطّفل الإلهيّ ويقول لنا: "لا تخافوا". لقد استشعر خوفنا وقلقنا، فمنحنا سلامه، وأكّد لنا أنّه معنا. هذا هو الميلاد الحقيقيّ أن نعرف أنّ يسوع النّازل من السّماء، أتى إلينا ليمنحنا الرّجاء وليؤكّد لنا بأنّه باق معنا "كلّ الأيّام حتّى انقضاء الدّهر" (متّى28/20).

أدعوكم، أيّها الأحبّاء، في هذا الميلاد أن تكونوا من "مواطني القدّيسين ومن أهل بيت الله"، كما أتمنى أن تكونوا دومًا من حصّة الضّعفاء والفقراء والمحتاجين والمرضى والخطأة، وتمدّوا لهم يدكم، وتفتحوا قلوبكم، ليشعر هؤلاء بأنّ كرامتهم مصانة. فالمسيحيّ الحقيقيّ هو شبيه السّامريّ الصّالح، فكلّ من يقترب منهم يملك نعمة لا مثيل لها وهو يلبّي نداء يسوع: "كنت جائعًا فأطعمتموني وسجينًا فزرتموني، وعريانًا فكسوتموني". 

أتمنّى لكم ولعائلاتكم ميلادًا مباركًا ومقدّسًا، وأطلب من طفل المغارة أن يمنحكم نعمة السّجود بتواضع وفقر ومحبّة أمام المغارة التي استقبلته إنسانًا مثلنا. كما أتمنّى لكم سنة جديدة مباركة بشفاعة أمّنا وأمّ الفادي مريم العذراء".