متفرّقات
18 تشرين الأول 2022, 13:30

طاولة مستديرة لكاريتاس عن "الحق في الأجر والأزمة الاقتصادية والمالية والعمل المنزلي"

الوكالة الوطنيّة للإعلام
أقامت رابطة كاريتاس لبنان بالتعاون مع كاريتاس المجر، طاولة مستديرة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، حول"الحق في الاجر، الأزمة الاقتصادية والمالية والعمل المنزلي"في "فندق بادوفا" - سن الفيل، تناولت المشاكل والصعاب التي يتعرض لها العمال في هذه المرحلة، وشددت على ضرورة إعطائهم حقوقهم رغم كل شيء.

وشارك في الطاولة رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، كريستين موتشيه من كاريتاس ألمانيا، وسام قاسم من بعثة الاتحاد الأوروبي، غراسييل دادولا وريمون بالاتبات من السفارة الفيليبينية، آرا فانيليان من قنصلية بنين، جان عبود من قنصلية الكاميرون، ايبوا نغامان من قنصلية ساحل العاج، محمد الجوزو من قنصلية مدغشقر، سريمال كاهاثودوا من السفارة السري لانكية، لينا بو ضاهر من السفارة النيبالية، المقدم الركن جورج ابي فاضل ممثلا وزارة الداخلية والبلديات والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، دنيز دحروج من وزارة العمل، رئيس نقابة أصحاب مكاتب استقدام العمال الأجانب جوزيف صليبا، المحامية مايا جعارة من "جمعية حماية خصوصية العائلة والعاملة"، باتريسيا سابا من "شركة تحويل الأموال - Bob Finance" وعدد من  منظمات المجتمع المدني المعنيين وإعلاميين.

الأب عبود

بعد النشيد الوطني، ألقى الأب عبود كلمة، شكر فيها الجميع على حضورهم، وأكد أن "موضوع الطاولة المستديرة هو حق الأجر للأشخاص مع كل الأطراف المشاركة فيه، لأن من واجب كل شخص أن يعطي أخيه، أي الشخص الآخر، حقه وهو الذي يعمل عنده أو يشاركه العمل"، وسأل: "ألا يستطيع كل إنسان أن يعرف أنّه اذا ما تعاطى مع إنسان فإن هذا الإنسان يختلف عن الكائنات الأخرى؟"، وقال: "هذا كله يعني أن هناك مشاكل في المجتمع  وهذا طبيعي بوجود الشر المتنوع، ومنه كوارث الطبيعة التي قد تضرب الإنسان منذ ولادته وقد تحرمه وهو جنين من الإستمرار في الحياة نتيجة إعاقات معينة، ومنها، عندما تتفاعل الطبيعة وتؤدي إلى كوارث ينتج عنها أيضا مشاكل. وهناك الشر الأخلاقي، عندما يفقد الإنسان إنسانيته ولا يرى في أخيه الإنسان إلا عائقا لتحقيق ما يريد، فيسعى عن طريق الحقد إلى أذية هذا الأخ".

أضاف: "لقد ذكرت الوصية الأولى أنه "بعرق جبينك تأكل خبزك"، ومنذ ذلك الوقت نعتبر أن العمل أمر مقدس وهو من واجبات الإنسان للعيش، أنا أعمل يعني أنا حي، أنا قادر، أنا نافع. وضمن هذا الإطار يسعى الإنسان إلى أكل لقمته بعرق جبينه، وهنا نرى الصراعات واختلاف الطبقات عبر التاريخ. اليوم تطورت الأمور ووضعت أنظمة، منها ما تعتبر أن الناس متساوون ويجب أن توزع الخيرات بينهم، لكنها لم تنجح، ثم أتت الرأسمالية وخصخصت القطاعات، عندها اغتنى بعض الأشخاص وجمعوا رؤوس أموال وافتقرت الدولة ومن عاش فيها بقي فقيرا. اذا الظروف تتغير لكن الإنسان محكوم بالمكان والزمان الذي يولد فيهما. نحن لا نختار وطننا ولا طبيعتنا ولا عائلتنا ولا أشقاءنا ولا أسماءنا، لقد وجدنا هنا في هذه الأرض التي تشكل حبة رمل من الكون الفسيح وما زلنا نتصارع".

وتابع: "لذلك نقف اليوم مع أنفسنا مع ذاتنا، فنحن بشر ولدينا قلوب تنبض بالحياة لا يحق لنا أن نكون شهود زور نسكت عن حق لم يعط لأصحابه، وهذا كله لأن قلبنا مملوء بالإيمان ونستطيع أن نرى الله في وجه كل إنسان، لذلك سوف نستعمل كل الطرق لحل المشكلة. نحن لا نطفئ النار بالنار ولا نرد على الشر بالشر، وإنما نستعمل لغة الإنسان والحوار ونعرف أن الكلمة تلزم الإنسان، لذلك نحن مجتمعون لنفكر سوية، لأن لا أحد يملك الحقيقة الكاملة".

وأردف: "لذلك عندما يأتي إلينا شخص ويشتكي بأنه مظلوم من شخص آخر نستمع إلى الطرفين لنعرف سبب الظلم لأن المظلوم هو من سلب حقه. لقد قال المسيح  في الإنجيل "كنت غريبا فآويتموني"، هناك أشخاص دخلوا أرضنا ولم يكن لديهم إلا الله، فإلى من يلجؤون في وقت المحن؟، لذلك كانت كاريتاس ومعها جمعيات أخرى ملجأ لهؤلاء الأشخاص وقت الضيق كما الأطفال الذين يلجأون إلى أهلهم عند المشاكل فيستقبلونهم دون تردد. نحن موجودون من أجل الأشخاص الذين يحملون معهم المشاكل ويقصدون كاريتاس ونقول لهم ليس لديكم إلا الله في هذه الدنيا ونحن معكم".

ولفت إلى أن "الشعب اللبناني يعيش الغربة تماما كما يستقبل الغرباء، وقد غادر في المرحلة الأخيرة ما يقارب مئتي ألف شخص أكثرهم من الشباب ليعيشوا في أماكن لا تشبههم ويفتشون عن لقمة عيشهم، نفرح عندما يخبروننا أن أحد العائلات استقبلهم وأن أحدا ساعدهم في إنجاز أوراقهم فنفرح. فإفعلوا للناس ما تريدون أن يفعل الناس لكم. وهذا ما تقوم به كاريتاس وجمعيات أخرى، وهنا لا بد من شكر كل من يدعمنا من الاتحاد الأوروبي وغيره، من الأمن العام وغيره، من كل السفارات التي تتعاون معنا ومن كل الجمعيات التي تفتش لاسعاد هؤلاء الاشخاص، ونأسف لبعض الأشخاص الذين فقدوا الإنسانية وأعمى عيونهم غبار الحقد وغبار قلوبهم فلم يعودوا ويعطوا الآخرين حقوقهم".

وختم:"نكمل اليوم ما بدأناه بالأمس، فالأزمة الاقتصادية أثقلت عاتقنا واكتافنا وفرضت علينا أمور لم نكن نريدها، لكن الإنسان القوي يواجه الأزمات بثبات، وسوف نواجه الأزمة قليلا لأن الجمرة التي تشتعل تنطفئ وحدها، فإذا كنا مملوئين من حرارة الروح سوف تضيء العالم".

وبعد جلسات حوار ونقاش من قبل اختصاصيين، أوصى المجتمعون بالآتي:

1- يوقّع عقد العمل الذي يكون باللغة العربية لدى كاتب العدل بموافقة الطرفين. على أن يترجم إلى اللغة التي يفهمها الطرف الآخر وتأكيد دور السفارات بوجود طرف ثالث لترجمة عقد العمل.

2- تغيير تسمية كفيل إلى صاحب عمل لأن كلمة كفيل غير موجودة في قانون العمل بل هي عبارة تستخدم من قبل الأمن العام.

3- الاطلاع على مشروع اقتراح وزير العمل الذي يخضع العاملات الاجنبيات إلى قانون العمل.

4- إعطاء مكاتب الاستقدام التدخل باي نزاع قائم بين المستخدمين وأصحاب العمل من خلال الاتفاقيات التي يتم عقدها مع الدول الأجنبية.

5- الاطلاع على القرار رقم ١/٤١ وترجمته.

6- عقود العمل يجب أن تكون بالدولار الأميركي.

7- دور السفارات والقنصليات بتحديد الأجر في العقود لأنها تختلف بين دولة وأخرى.

8- إخراج العاملة من سكن داخل منزل صاحب العمل.

9- ضبط استقدام العاملة والتعرف السابق على العاملة قبل استقدامها.

10- التشدد بمنع الموافقات المسبقة.

11- فسخ عقد العمل ووضع آليّة واضحة لفسخ عقد العمل.

12- إعطاء العاملة أوراقها الثبوتية وخاصة صورة طبق الأصل عن الإقامة".