متفرّقات
04 تموز 2016, 16:32

ظاهرة تأجير الأرحام في الهند

خمسة 5 مليارات دولار يدرّ تأجير الأرحام على الهند وأكثر من 6 ملايين حالة إجهاض سنوياً!!! ومافيات الاتجار بالبويضات جاهزة لقتل كل من يقف في وجهها

الهند هي عاصمة العالم بتأجيرالارحام، ونظرا للتكلفة المتواضعة – اذا ما قورنت بالدول الغربية- فهي تعد الوجهة المثالية بدلا من كاليفورنيا لاصحاب الدخل المعتدل لتحقيق رغبتهم في مكان دون حدود تحكم الأمومة والأبوة. الهند موطن تأجير الرحم ذو الاسعار المنخفضة ولديها معدل دوران يتراوح بين 2.3 و 5 مليارات دولار.
“ثمن” الحمل يمكن أن يتراوح بين 18000-30000 دولار (ثلث السعر في الولايات المتحدة)، منها حوالي 8000 تدفع للمرأة التي تحمل في رحمها الأجنة التي تبرع بها الأزواج. هذه التكاليف المخفضة جعلت من البلاد مركزا حقيقيا “لسياحة الإنجاب”. (آسيا نيوز، 30 تشرين الأول 2015)
مادوماتي ثاكور امرأة شابة 22 عاما في ولاية ماهاراشترا قتلت لأنها قد تمردت على ابتزاز البويضات وبيع طفلها.
قصة مادوماتي ثاكور
ظهرت قصة مادوماتي ثاكور (22 عاما) هذا الاسبوع وسلطت الضوء على الاتجار بالبويضات في ولاية ماهاراشترا. حيث اعتقلت الشرطة في هاداسبار (بالقرب من مدينة بيون) أربع نساء وشخص آخر متهمون بقتل الأم الشابة، ومحاولة بيع طفلها.
نيكيتا سانجاي كانقنى هي العقل المدبر للاتجار بالبويضات، اذ كانت تتقرب من النساء الفقيرات في الأحياء الفقيرة في واناوري هاداسبار وتقنعهم بالتبرع بالبويضات وتعدهم بمكاسب هائلة. هذا ما حدث ايضاً مع مادوماتي ، ولكن يبدو أنها قد تمردت مما ادى الى مقتلها. (آسيا نيوز، 24 يونيو 2016)
“قيمة” كل امرأة هو 15000 روبية فقط
نيكيتا سانجاي كانقنى كانت تتبرع بالبويضات مرة وكانت أم بديلة، وجدت العمل في مركز فامانقار للخصوبة المتخصص بالإخصاب، والذي يوفّر مانحين للبويضات عند الطلب. العيادة كانت تدفع 15 ألف روبية لكل امرأة -198 الأوروبي، 10 ألف للمتبرع و 5000 لنكيتا. (آسيا نيوز، 24 يونيو 2016)
الإجهاض الانتقائي
يقول باسكوال كارفاليو الطبيب الكاثوليكي، وهو عضو في لجنة الأسقفية للحياة البشرية، إنّ الهند هي واحدة من البلدان التي يكون فيها الإجهاض سهلاً: “التقارير تقدرحدوث أكثر من 6 مليون حالة إجهاض سنويا على الصعيد الوطني. وهذا يعني أن 26 من كل 1000 امرأة في سن الإنجاب لا تلد طفلها “. وأضاف: “بالرغم من ان قانون تقنيات تشخيص ما قبل الولادة لعام 1994 – تحظر اختبارات تحديد الجنس – الا ان هذه الاختبارات تمارس والاتهام يتوجه نحوها كونها ترتكب جريمة قتل الجنين.” الممارسات التمييزية ضد الإناث لا تزال شائعة جدا في الهند، حيث “أن المعايير الثقافية الراسخة تعتبر أن النساء أقل شأنا من الرجال”. (آسيا نيوز، 4 مارس 2016)
الأمومة البديلة “هو مجرد عمل وتجارة”
قال الدكتور باسكوال كارفاليو بكل وضوح في تعليقه على قصة قتل هذه الشابه: “إن تأجير الأرحام لم يكن يوماً في صالح الحياة. انه مجرد تجارة (…) وسوق يبلغ حجم مبيعاته المليارات من الدولارات، غير منظم ويفتقر إلى الأخلاق، ومليء بالجشع والمخاطر. (…) الحياة لا تؤخذ بالحسبان عند ممارسة تأجير الارحام. استراتيجيات تسويق خادعة تصور هذا العمل بطريقة مختلفة عما هو عليه: تسليع للحياة. لا ينظر إلى الطفل على أنه هبة، ولكن سلعة يتم شراؤها (…). عشرات الآلاف من الأجنة دمرت، الأخطار التي تحيط بالنساء، و الآن قتل واحدة منهن في بيون، يكشف عن ” الحقيقة المُرة: انهاء القيمة الجوهرية للحياة البشرية “. بالإضافة إلى عدم وجود وجود شفافية او تشريعات كافية لهذا النظام. الأم البديلة تعتبر بديلا جذابا سواء كان للأمهات الفقيرات لكسب بعض المال، أو للأزواج الذين يعانون من العقم، لتلبية رغبه طال انتظارها. ولكن عدم وجود القوانين الكافية لا يؤدي إلا إلى استغلال كل من الأمهات البديلات والازواج، ليقعوا تحت رحمة السماسرة والوكالات التجارية واطماعهم الربحية”. (آسيا نيوز، 24 يونيو 2016)
وفي مقال نشر مؤخرا لمونيكا ريتشي سارجنتيني، كتبت أن ماريو كاباليرو مدير Exstraordinary Conceptions أكد أن تأجير الرحم و الأمومة البديلة ليس سوى تجارة. وتم خلال اللقاء، طرح الاسئلة:
الامهات البديلات؟ من يستطيع أن يؤكد لنا أنه لن يغيرن رأيهم؟ “لا، بمجرد توقيع العقد – كما يقول – ليس من الممكن فعل لك. كما أن الحامل تخضع ايضاً لاختبار نفسي، للتأكد من الصحة الذهنية حتى لا تلجأ بعد ذلك للقاضي وتقول انها لم تكن تعرف ما كانت تقوم به. ” يتم متابعة الام البديلة طوال فترة الحمل من قبل طبيب نفساني “، عليهن فهم واستيعاب – قال كاباليرو – أن هذه أعمال تجارية، لا ينبغي عليهن أن يفكرن بعواطفهن بل أن يفكرن به على انه عمل تجاري. أنا دائما أقول ذلك لهن “. (كورييري ديلا سيرا، 2 يونيو 2016)
هذا هو فكر الكاردينال أغوستينو فاليني والذي نتبناه نحن ايضاً:
“ليست الرغبة هي التي تشكل الصواب. مصلحة الطفل يجب أن تكون في المقدمة “(روما سيتى، 7 مارس 2016)