عبد السّاتر: ما يجب أن نتعلّمه من مار جرجس هو عيش إرادة الرّبّ وتسليم ذاتنا له
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: "حين نتأمّل في حياة القدّيس جرجس، نتأمّل جرأته وقوّته، نفكّر بالرّمح وقتله التّنّين، وننسى أحيانًا كثيرة أنّه شهيد وأنّه اختبر الضّعف والألم والموت.
وحين نتأمّل في حياة القدّيس جرجس، نرغب بشدّة في أن نشبهه في جرأته وقوّته فنقتل على مثاله الشّرّ فينا، فنقع أحيانًا في تجربة الاتّكال على قوّتنا الذّاتيّة للتّخلّص من خطيئتنا.
ما يجب أن نتعلّمه من مار جرجس هو عيش إرادة الرّبّ في حياتنا وتسليم ذاتنا له ليحوّل ضعفنا إلى قوّة وليقبل توبتنا وليسامح خطيئتنا وليخلّصنا.
فلنسلّم ذواتنا للرّبّ، في هذا المساء وفي كلّ زمن، في زمن القوّة وفي زمن الضّعف، وحتّى في زمن الخطيئة، لأنّه وحده المخلّص ومنه الحياة".
وكانت كلمة للخوري أغسطينوس الحلو قال فيها: "نشكر الله اليوم على هذه الجَمعة المباركة ونشكر سيادتك على حضورك وترؤّسك الذّبيحة الإلهيّة في عيد مار جرجس شفيع العاصمة والأبرشيّة في بيروت وشفيع رعيّتنا، فكيف لا نشكرك ورعّيتنا حاضرة دائمًا في صلاتك وقلبك.
كيف لا نشكرك ونفرح بك أيّها السّيّد وأنت الرّاعي الّذي يسهر على رعيّته بصلاته وحضوره وعطائه
كيف لا نشكرك ونفرح بك أيّها السّيّد وأنت الأب الّذي ينحني على أبنائه في مصاعبهم ومشاكلهم ويبلسم جراحهم.
كيف لا نشكرك ونفرح بك أيّها السّيّد المدبّر الحكيم الّذي أقامه سيّده على خدمة أبنائه، فكان الشّاهد لحبّ الآب وعمله.
فأنت أيّها السّيّد الحاضر دائمًا معنا بصلاتنا وطلباتنا، لكَ منّا اليوم وكلّ يوم الدّعاء بطول العمر والصّحّة لخدمة رعيّة المسيح.
لعلّ كلّ ما قلناه لا يكفي، ولكنّه يكفي عندما نجدّد بنوّتنا وطاعتنا لك والوقوف إلى جانبك والعمل لإكمال الشّوط إلى المنتهى، فنسعى لنقدّس ذواتنا عملًا بشعارك "لأجلهم أقدّس ذاتي".
فبإسم الجمع الحاضر وبإسم لجنة الوقف والمجلس الرّعويّ وأبناء رعيّة مار جرجس الخريبة الحدت، وبإسم الخوري فرنسيس وبإسمي أنا شخصيًّا، نشكرك ونقول لك أيّها السّيّد: نحن نسير معك وخلفك، وما دمت على رأس هذه الأبرشيّة المباركة، ومهما كثُرت الصّعاب والمشقّات، فأبواب الجحيم لن تقوى علينا، لأنّ الله اختار لنا قائدًا روحيًّا وأبًا عطوفًا، أسقفًا قدّيسًا هو بولس عبد السّاتر".
وبعد زيّاح أيقونة مار جرجس، التقى المطران عبد السّاتر أبناء الرّعيّة وبناتها في صالون الكنيسة.