الأراضي المقدّسة
22 أيار 2024, 08:15

فرحُ كاهن رعيّة غزّة الغامر بعودته إلى رعيّته

تيلي لوميار/ نورسات
عاد الأب غبريال رومانيلي، كاهن رعيّة كنيسة العائلة المقدّسة اللاتينيّة في غزّة، بعد أكثر من سبعة أشهر، مستفيدًا من زيارة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا المنطقةَ الأسبوع الماضي، على ما نقلت "فاتيكان نيوز"، ووعده ألّا يترك رعيّته في ما بعد.

 

منذ 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، لم يعد الأب غبريال رومانيلي إلى رعيّته، كنيسة العائلة المقدّسة الكاثوليكيّة في مدينة غزّة.

مجرّد تأجيل رحيله ليوم واحد، والذي كان مقرَّرًا في البداية في 6 تشرين الأوّل (أكتوبر)، حال دون عودته بسبب اندلاع الحرب في الأراضي المقدَّسة في السابع منه. وقد تعذّرت عودةُ كاهن معهد الكلمة المتجسّد (IVE) حتّى زيارة الكردينال بيارباتيستا بيتسابالّا، بطريرك القدس للاتين، بين السادس عشر من أيّار (مايو) والتاسع عشر منه.  

في هذه الأشهر من الحرب، تحولت غزّة إلى كومة من الأنقاض، وشهدت كارثة إنسانيّة غير مسبوقة أودت بحياة الكثيرين، وخصوصًا الأطفال. مات الكثيرون الكثيرون ليس فقط بسبب الحديد والنار، والهدم، والمرض، ولكن أيضًا بسبب الجفاف وسوء التغذية.

في هذا الوضع المأساويّ، "أعطى الربّ بركة هائلة"، قال الأب رومانيلي، بما أنْ "تمكّن الكردينال بيتسابالا من زيارة الرعيّة التي يعرفها جيّدًا. دخل منازل العديد من العائلات الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة واطمأنّ على أحوالها".

وعبّر الأب رومانيلّي عن فرحه الكبير لتمكّنه من العودة، وقال: "أنا في الرعيّة وسأبقى هنا"، هذا وعد.

في غزّة الموجوعة، يخفّف هدوء الناس أحيانًا من حدّة الدمار والألم.

"الوضع متناقض. هناك هدوء بين العديد من أبناء رعيّتنا"، أوضح الأب رومانيلي. "على الرغم من المعاناة الهائلة حقًّا، فإنّهم يظلّون هادئين ويضعون أنفسهم بين يديّ الربّ".

بالطبع، هم قلقون للغاية بشأن ما سيحدث. بعضهم مريض، وبعضهم مصاب، وكثيرون غادروا، والبعض يفكر في المغادرة، لكنّ الكثيرين والكثيرين يفكّرون في البقاء".

والكاهن، جنبا إلى جنب مع علمانيّي الرعية، عازمٌ على بذل كلّ ما في وسعه لدعم الباقين.

حتى الآن ، لا يزال هناك 500 مسيحيّ يلجأون إلى مجمَّع العائلة المقدَّسة، بالإضافة إلى راهبات الأم تيريزا. وتمتدّ مساعدتهم أيضًا إلى المسلمين المجاورين.

أمّا البابا فرنسيس، فهو على اتّصالٍ يوميّ مع هذه الحفنة من المسيحيّين في غزّة، ليطمئنّ عليهم ويعزّيهم، ويشجّعهم على المضيّ قدمًا في حياتهم بالرجاء والإيمان والمحبّة.