في الاقتراع الأوّل... دخان أسود!

وكان نحو 45 ألف مؤمن قد احتشدوا في ساحة القدّيس بطرس منتظرين إعلان نتيجة الجولة الأولى من الاقتراع.

هذا وانطلق الكرادلة الـ133 النّاخبون عصر الأربعاء، عند الرّابعة إلّا ربع تقريبًا بتوقيت روما، في مسيرة من كابلة القدّيس بولس نحو كابلة السّيكستينا، على أنغام ترنيمة Veni, Creator Spiritus، "تعال أيّها الخالق الرّوح". تلوا بعدها القسم الجماعيّ باللّغة اللّاتينيّة على الإنجيل، ثمّ الإعلان الشّهير: "Extra Omnes!"، وأغلقت أبواب كابلة السيكستينا الثّقيلة بإحكام، بإشراف الحرس السّويسريّ.

وتحت قبّة السّكستينا المزدانة برائعة "الدّينونة الأخيرة"، جُهّز كلّ شيء بدقّة: مقاعد من خشب الكرز مخصّصة بأسماء النّاخبين، مغطّاة بأقمشة قرمزيّة، كراسٍ مخمليّة، ملفّات مزيّنة بإطارات مذهّبة، أقلام، بطاقات اقتراع، كرات زجاجيّة لاختيار الفاحصين والمراقبين، خيط وإبرة لتثبيت البطاقات عند كلمة "Eligo"، (أختار)، لتُلقى لاحقًا في الموقد الشّهير.

يُذكر أنّ هذا الكونكلاف هو "الأكثر اكتظاظًا وتنوّعًا في التّاريخ: ١٣٣ كاردينالاً من ٧٠ دولة عبر القارّات الخمس. من بين النّاخبين: أصغرهم، المطران الأوكرانيّ ميكولا بيتشوك (٤٥ عامًا)، أسقف أبرشيّة الرّوم الكاثوليك في ملبورن. وأكبرهم سنًّا، الكاردينال كارلوس أوسورو سييرا، رئيس أساقفة مدريد الفخريّ (٧٩ عامًا، سيبلغ الثّمانين قريبًا). حتّى الكاردينال البوسني فينكو بوليتش، الّذي كان حضوره مشكوكًا فيه بسبب حالته الصّحّيّة، دخل كابلة السّيكستينا بمساعدة عكّاز وذراع أحد الكهنة. دخل الكرادلة كابلة السّيكستينا وتوزّعوا حسب ترتيب الشّرف ودرجة التّعيين."

وبحسب "فاتيكان نيوز"، وعند السّاعة السّادسة إلّا ربع تقريبًا، نطق رئيس الاحتفالات اللّيتورجيّة البابويّة، المطران دييغو رافيلي الصّيغة الشّهيرة:"Extra Omnes!" ثمّ أُغلقت أبواب كابلة السّيكستينا الثّقيلة بإحكام، بإشراف الحرس السّويسريّ. 

ولكن من بقي داخل الكابلة؟ 

بقي فقط الكرادلة النّاخبون، رئيس الاحتفالات، والكاردينال رانييرو كانتالامسا، الواعظ الفخريّ للقصر الرّسوليّ الّذي ألقى تأمّلًا يساعد الكرادلة على إدراك جسامة المسؤوليّة الملقاة على عاتقهم، وعلى ضرورة التّحلّي بالنّيّة الصّافية، والسّعي فقط لإرادة الله وخير الكنيسة الجامعة، كما جاء في الـ "Ordo rituum conclavis".

وبعد التّأمّل، خرج المونسينيور رافيلي والكاردينال كانتالامسا، وأغلق الكاردينال كووفاكاد الأبواب بالمفتاح "Cum clave".