دينيّة
31 تموز 2020, 07:00

في ذكرى تلاميذ مار مارون الـ350

ريتا كرم
هم نبض الكنيسة المارونيّة، واختصار لمسيرة المسيحيّين في الشّرق، ومثال في بذل النّفس دفاعًا عن الإيمان. هم تلاميذ مار مارون الشّهداء الـ350 الّذين رفضوا التّخلّي عن معتقد الكنيسة الكاثوليكيّة وتعليم المجمع المسكونيّ الرّابع الخلقيدونيّ سنة 451 ميلاديًّا، المعترف بوحدانيّة أقنوم المسيح في طبيعته الإلهيّة والإنسانيّة، فاضُطهدوا من بطريرك أنطاكيا ساويرس واستشهدوا عام 517 ومعهم رهبان وأساقفة كثيرين.

 

كان الرّهبان الشّهداء يقطنون أديار سوريا الشّماليّة قرب لبنان الشّماليّ، يهتمّون برعاياهم محافظين على وديعة الإيمان الّتي تلقّوها من أبيهم مارون، لكنّ جور معارضيهم وظلمهم وصلا إليهم وألبساهم إكليل الظّفر، وجعلا قصّة بطولتهم تصل إلى روما. إذ يروي السّنسكار المارونيّ أنّه بعد الاستشهاد، رفع إخوانهم الرّهبان الّذين نجوا من سخط ساويرس، عريضة إلى البابا هرميدا (514 -532)، "يبيّنون له كيفيّة استشهاد هؤلاء، وما ألحقه بهم من الأضرار البطريرك ساويرس ورفيقه بطرس القّصار وأتباعهما.

فأجابهم البابا برسالة مؤرّخة في السّنة التّالية، أيّ سنة 518، يعزّيهم فيها ويحثّهم على أن يقاوموا بشجاعة الاضطهاد. وقد أثبت المؤرّخون وأخصّهم تاوفانوس وتاوافيلوس الرّهاويّ المارونيّ حقبة اضطهاد ساويرس للكاثوليك، ولاسيّما الرّهبان وقتله عددًا وافرًا منهم، مشيرين بذلك إلى هؤلاء الرّهبان الشّهداء الثّلاثمئة والخمسين".

ومنذ ذلك التّاريخ، ودائمًا بحسب المرجع نفسه، تحتفل الكنيسة المارونيّة بعيد شهدائها الـ350 معتبرة إيّاهم "أجدادها وشفعاءها المستجابين لدى الله".

واليوم في ذكرى استشهادهم، نتذكّر شهداء كلّ الأوطان الّذين بشجاعة رووا تراب بلدانهم، ونخصّ بالذّكر شهداء الجيش اللّبنانيّ عشيّة عيده، كما نتذكّر كلّ شهداء الكنيسة الّذين حملوا راية الإيمان بوجه كلّ عدوّ ومضطهِد، باذلين حياتهم لكي يبقى نور المسيح ساطعًا فوق كلّ شرّ وظلم، ونستمدّ منهم القوّة والشّجاعة لنثبت في الإيمان ونترسّخ فيه على مثال تلاميذ مارون.