العراق
23 كانون الأول 2021, 13:30

في رسالته البطريركيّة الأولى، ماذا يقول البطريرك آوا الثّالث رويل بالميلاد؟

تيلي لوميار/ نورسات
في رسالته الميلاديّة الأولى بعد تنصيبه بطريركًا على كنيسة المشرق الآشوريّة في العالم، هنّأ البطريرك آوا الثّالث رويل كنيسته بعيد الميلاد المجيد، فكتب نقلاً عن موقع أخبار الكنيسة:

"إخوتنا الأحبّة في الخدمة الرّسوليّة، المطارنة والأساقفة الأجلّاء أعضاء المجمع السّنهادوسيّ لكنيستنا المقدّسة، مع الكهنة الموَقَرّين والشّمامسة المختارين وجميع أبناء وبنات كنيسة المشرق الآشوريّة، تقبّلوا صلواتنا وبركاتنا:

انّه لمن دواعي سروري البالغ أن أخاطب جميع رتب كنيستنا المقدّسة في جميع أنحاء العالم، في رسالتنا البطريركيّة الأولى، لنقدّم صلواتنا وتهنئتنا بعيد ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح. رَجائي أن تكونوا جميعًا بحفظ العناية الإلهيّة في صحّة الجسد والرّوح والّتي من خلالها يهتمّ بنا الرّبّ باستمرار في مراحمه الكثيرة في جميع الأجيال.

بينما تحتفل كنيسة الله المقدّسة، مرّة أخرى، في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأوّل، بعيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح في الجسد، فإنّنا نُذَكَّرُ بالتّدبير المقدّس والإلهيّ الّذي صنعه الله، أب ربّنا يسوع المسيح من أجل خلاص العالم. في ملء الزّمان الّذي عيّنه الآب بحسب سلطانه الإلهيّ وحكمته، أرسل في العالم مخلّص، الّذي أشار إليه ملاك الرّبّ بـ"المسيح الرّبّ"، ليخلّص العالم من براثن أعدائنا الثّلاث، الخطيئة، الشّيطان والموت. لذلك يقول الرّسول الإلهيّ، القدّيس مار بولس "ولكن لمّا جاء ملء الزّمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت النّاموس، ليفتدي الّذين تحت النّاموس، لننال التّبنّي" (غلاطية 4: 4-5).

أرسل الله الآب ابنه الوحيد، الّذي كان في حضن من أرسله فوق كلّ العصور، وفي ملء الزّمان، أخذ إنسانيّة كاملة من القدّيسة مريم العذراء، ليحرّرنا من النّاموس ومن الأعمال الميِّتَةِ للشّريعة القديمة. وهكذا ومن خلال أخذ إنسانيّتنا، أصبح ابن الله واحدًا معنا في كلّ شيء، ما عدا الخطيئة، وبذلك أظهر لنا حبّه العظيم واللّامتناهي.

لقد اقترب الله أكثر من خليقته بطريقة فريدة من نوعها، بإرسال ابنه الوحيد حتّى لا تبقى البشريّة دونَ رجاءٍ. لذلك، فإنّ المسيح، وهو إله حقٌّ وإنسانٌ حقٌ، أصبح إنسانًا بأخذ الطّبيعة والأقنوم البشريّ الحقيقيّ والكامل  لكي يجعلنا "شركاء الطّبيعة الإلهيّة"، وفقًا للنّعمة، كوعد للحياة الحقيقيّة والرّوحيّة في ملكوت الله. (2 بطرس 1: 4).

ولأنّه جعلنا مستحقّين لمثل هذه الهبة العظيمة الّتي لا يمكن فهمها، فنقدّم في كلّ ساعة الشُّكرَ لإبنِ الله الّذي ولد من أجل خلاصنا وفقًا لإنسانيّته من القدّيسة مريم الطّوباويّة. في كلّ موسم، يعطي رجاء لحياتنا حتّى يتسنّى لنا في جميع الظّروف الصّعبة، أن نكونَ شاكرينَ لإسم الله المقدّس من أجلِ تدبيره لنا وعلى نعمه الوفيرةِ.

في العالم الّذي نعيش فيه اليوم، هناك عدد لا يحصى من الاضطرابات والصّراعات المتنوّعة وفي العامين الماضيين انتشرت أيضًا جائحة مروّعة على البشريّة جمعاء والّتي أصبحت سببًا لانتشار العديد من الوفيات ومصدرًا للأحزان بيننا.

ولكن وعلى الرّغم من ذلك، فلن ننسى أبدًا أنّ الله هو ربّ الخليقَةِ ويسيطرُ على جميع عناصر الأرض وأزمنة العالم، إلهنا منتصِرٌ وقدير دومًا وهو الّذي يعولنا ويهتمُّ بنا وهو رجاءُ حياتنا.

يذكّرنا القدّيس يوحنّا الطّوباويّ بأنّنا نحن أيضًا منتصرون في المسيح على كلّ ظروف العالم وقواه "أنتم من الله أيّها الأولاد، وقد غلبتموهم لأنّ الّذي فيكم أعظم من الّذي في العالم" (1يوحنّا 4: 4).

في هذا العيد المقدّس الّذي نقترب فيه بإيمان ومحبّة كاملةٍ للمسيح الّذي ولد كطفل من القدّيسة مريم العذراء، لنقدّم له الهدايا الرّوحيّة بدلاً من الهدايا الدّنيويّة، وهي محبّتنا وعبادتنا وإكرامُنا. عِوَضُ المغارة، نجعل قلوبنا مسكنًا يليق بعظمة لاهوته. ولنسرع مع الرّعاة في عبادته بمحبّة نقيّة وتكريس كامل دونَ شَكٍّ، ولنطهّر قلوبنا من كلّ حقد وغضب وحسد لكي تصبح هياكل تستحقّ جلالته. بهذه الطّريقة، سنتمكّن من أن نصبح محتفلين حقيقيّين بميلاد ابن الله الّذي ظهر في الجسد من أجل خلاصنا.

في الختام، نتقدّم بالتّهنئةِ بعيد الميلاد المبارك والمقدّس لكم جميعًا، إخوتنا وأبنائنا، وجميع أبناء وبنات أمّتنا الآشوريّة وإلى جميع إخوتنا في المسيح في جميع أنحاء العالم.

نصلّي أن يمنحكم الله جميعًا، حياة مليئة بكلّ بركة ونعمة، بعيدة عن كلّ أشكال الخطيئة والانقسام وأشدَّاء في الإيمان الحقيقيّ بالله أب ربّنا يسوع المسيح وبأعمال صالِحَة روحيّة ويكلّلكم بكلّ فضيلة مسيحيّة. نتقدّم أيضًا بصلواتنا من أجل عام جديد مبارك، عام 2022 ونطلب أن تكون خالية من الأحزان ومليئة بمراحم وبركاتِ الرّبِّ لجميع أبناء كنيستنا المشرق الآشوريّة المقدّسة وأمّتنا الآشوريّة في العالَم وكذلك للمعمورَةِ جمعاءٍ ودون تَمييزٍ.

نعمة ربّنا يسوع المسيح ومحبّة الله الآب وشركة الرّوح القدس، تكون معنا جميعًا إلى أبد الآبدين. آمين."