في عيد الغطاس، تواضروس الثّاني يطلب السّلام!
تواضروس الثّاني وفي عظته الّتي ألقاها تحت عنوان: "عيد تجديد خلقتنا"، طلب السّلام لمصر وأرضها وأهلها وكنيستها، كما لكلّ المناطق الّتي تشهد صراعات، وتوقّف عند ثلاث نقاط مرتبطة بعيد الغطاس، وهي بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسية":
"1- النّهر "نهر الأردنّ": طوله ٢٥٥ كم وينبع من هضبة الجولان، ويسير في خمس دول هي: سوريا ولبنان وفلسطين والأردنّ وإسرائيل، وينتهي في البحر الميت، ويُسمّى في الأردنّ بـ"المغطس"، وهو المكان الّذي تمّ فيه عماد السّيّد المسيح، وكذلك يُسمّى بـ"بحر الشّريعة".
2- الشّخص "يوحنّا المعمدان": نشأ في أسرة بارّة، وأرسله الله بعد زمن في توقيت خاصّ، وهو يُمثّل همزة الوصل الّتي تربط بين العهد القديم والعهد الجديد، مثل "المفصلة" الّتي تربط بين جسمين، أحدهما الجسم الثّابت ويرمز إلى العهد القديم والآخر هو الجسم المتحرّك ويرمز إلى العهد الجديد الّذي يعمل في حياتنا، و"المفصّلة" هي يوحنّا المعمدان، فكان هو "السّابق" و"الصّابغ" و"الشّهيد"، وكان ناسكًا مهوبًا
3- الصّوت: "أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ" (يو ١: ٢٣)."
ثمّ تأمّل البابا بأربعة معان للصّوت:
"1- صوت يوحنّا المعمدان كان صوتًا نبويًّا، يحمل نبوءات العهد القديم، وكان له تلاميذًا، "هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!" (يو ١: ٢٩)، لذلك يجب أن يكون صوتنا إنجيليًّا كتابيًّا، وأن يكون الكلام والأفكار من الكتاب المقدّس، وأن يكون صوتًا إنجيليًّا مفرحًا، لأنّ دم المسيح يُطهّر من كلّ خطيئة.
2- صوت الحكمة عند يوحنّا المعمدان "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (يو ٣: ٣٠)، ويقدّم يوحنّا المعمدان درسًا للحدود وحكمة العلاقات مع الآخرين في الحياة والخدمة والمجتمع.
3- صوت الوداعة عند يوحنّا المعمدان "الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ" (يو ١: ٢٧)، فالإنسان المتّضع يرفعه الله.
4- صوت الحقّ عند يوحنّا المعمدان "لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ" (مت ١٤: ٤)، فصوت الحقّ هو صوت مؤثّر وقويّ يتكرّر عبر الأزمان".