في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن البشارة ويطلق نداء من أجل ضحايا مينداناو
توقّف البابا في كلمته عند بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء التي تقترحها الليتوجيا في الأحد السابق لعيد الميلاد؛ إذ قال الملاك لمريم"لا تخافي يا مريم لأنّك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية". ولفت البابا إلى أنّ هذا الطفل الذي سيولد من هذه الفتاة الناصرية المتواضعة سيُدعى ابن العلي. وأجابت مريم بتواضع على هذه الرسالة قائلة:"هوذا أنا امة الرب. ليكن لي كقولك."
وأشار البابا إلى أنّ مريم لم تعظّم نفسها أمام هذا الإعلان لأنّها ستصير أم المسيح، بل ظلّت متواضعة وعبّرت عن قبولها بمخطّط الرّب. وهذا الأمر يفهمنا أن مريم كانت فعلاً متواضعة ولم تشأ أن تضع نفسها في الواجهة، وجاء موقف مريم ليتجاوب مع موقف ابن الله عندما جاء إلى هذا العالم ليضع نفسه في خدمة البشرية ليتمم مخطّط الآب الذي قال"هنذا أجيء ... لأفعل مشيئتك يا الله". وأكّد البابا أنّ موقف مريم عكس كلمات ابن الله الذي أصبح أيضاً ابنا لمريم، وهكذا شاركت مريم في مشروع الله، وهي تقول في نشيد "تعظم نفسي الرب" إنّ الله رفع المتواضعين. وتوجّه البابا فرنسيس بعدها إلى المؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية، ومن استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون والإنترنت، قائلاً لهم: إذ نتأمل بجواب مريم على هذه الدعوة وعلى رسالة الله، دعونا نطلب منها أن تساعد كل واحد منّا على أن يقبل بمشروع ومخطّط الله لحياته، بتواضع صادق وسخاء شجاع.
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، قال البابا إنّه خلال هذا الانتظار المصلي لولادة أمير السلام، نبتهل عطية السّلام من أجل العالم كلّه، خصوصاً من أجل الشعوب التي تتألم جراء الصراعات الدائرة. هذا، ثمّ جدّد البابا نداءه بغية الإفراج على الأشخاص المحتجزين من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، لمناسبة عيد الميلاد كي يتمكّنوا من العودة إلى ديارهم. هذا، ثمّ وجّه البابا نداءً آخر من أجل سكان جزيرة مينداناو الفيليبينية التي ضربتها عاصفة استوائيّة، أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، ناهيك عن الأضرار المادية الجسيمة. وسأل فرنسيس الله الرحوم أن يقبل نفوس الموتى ويمنح العزاء لجميع الأشخاص المتألمين بسبب هذه الكارثة الطبيعية.
هذا، ثمّ حيّا وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية، خاصاً بالذكر المؤمنين القادمين من روما وبلدان عدّة، فضلاً عن العائلات والرعاية والجمعيات. وفي ختام كلمته، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، توجّه البابا فرنسيس إلى المؤمنين قائلاً إنّه في هذه الساعات القليلة التي تفصلنا عن عيد الميلاد، جدوا الوقت لتتوقفوا بصمت وتصلّوا أمام المغارة، كي تعبدوا بالقلب سرّ الميلاد الحقيقي، ميلاد يسوع الذي يقترب منها بمحبة وتواضع وحنان. ثمّ سأل البابا الجميع أن يصلّوا من أجله، وتمنّى للكل أحداً سعيداً وميلاداً مجيداً.