كندا
24 آب 2020, 11:40

قدّاس على نيّة لبنان في كاتدرائيّة مار مارون- مونتريال

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي الأبرشيّة المارونيّة في كندا المطران بول مروان تابت قدّاسًا على نيّة لبنان إثر الانفجار الذي هزّ العاصمة بيروت، في كاتدرائيّة مار مارون مونتريال، عاونه فيه لفيف من الكهنة وحضره أسقف مونتريال المطران كريستيان ليبين ومساعده المطران آلان فوبير، مطران السّريان الكاثوليك في كندا بول أنطوان ناصيف، وزيرة الإنماء الاقتصاديّ واللّغات الرّسميّة ميلاني جولي، عقيلة رئيس وزراء كيبيك فرنسوا لوغو ايزابيل باريز، وزير البيئة يبنوا شاريت، رئيسة بلديّة مونتريال فاليري بلانت والقنصل العام في مونتريال السّفير أنطوان عيد، وعدد من ممثّلي الطّوائف والأحزاب اللّبنانيّة بحسب ما أوردت الوكالة الوطنيّة للإعلام.

وأشار تابت في عظته إلى "صعوبة التّعبير بالكلام عن حجم الكارثة التي تسبّب بها انفجار هو الرّابع عالميًّا من حيث الحجم بعد انفجار هاليفاكس في العام 1917، وهو بحجم ربع قنبلة نووية."

وقال: "كيف يمكن تفسير أنّ مدينة عمرها 5 آلاف سنة وكانت فيها أوّل مدرسة للحقوق في العالم القديم، وعايشت عددًا من الحروب لا يحصى، تمحى في ثوان قليلة وتمحو معها ثلاثة عقود من إعادة إحيائها؟ كيف يمكن تفسير أن يفقد حوالى 200 شخص، من جنسيّات وطوائف مختلفة، بعضهم كنديّ، الحياة في هذا الانفجار من دون أيّ إنذار؟ كيف يمكن تفسير حجم الدّمار الهائل، وأن يجد 300 ألف شخص أنفسهم من دون أيّ مأوى في غمضة عين؟ أنا أدعوكم اليوم إلى رؤية هؤلاء الشّباب الذين نزلوا إلى السّاحات وإلى شوارع بيروت وبدأوا بعمليّة التّنظيف وإزالة الرّكام بكلّ عزم وتصميم على إعادة البناء. هؤلاء هم لبنان الغد الذين ينظّفون بالمكانس أطلال الوطن الذي ورثوه. ما يبنيه هؤلاء الشّباب ليس شارعًا أو مدينة بل قماشًا اجتماعيًّا جديدًا، يبنون الأمل في نظام يتكوّن من جديد على قيم المواطنيّة والقانون. لبنان المتحرّر من تمزّقات الماضي. ونحن اللّبنانيّين في المهجر، لا نستطيع إلّا أن نرافقهم في هذه المسيرة، ومهمّتنا أن نساعدهم على بناء مصيرهم، محرّرين من كوابيس الماضي".

وتوجّه تابت بالشّكر إلى الكنيسة الكاثوليكيّة في كندا "لقربها الرّوحيّ وكرمها الإنسانيّ"، واعتبر أنّ "كندا تستطيع القيام بالمزيد من خلال سياستها الخارجية وصداقاتها الدّوليّة"، ودعا الحكومة الكنديّة إلى "التّشبّث بالتزامها الدّفاع عن الشّعوب ضدّ الجرائم ضدّ الإنسانيّة، وأن تساعد هذه الشعّوب على مواجهة أوضاعها المهتزة".

وأضاف: "أن تكون الجريمة نتيجة عمل مقصود أو لا، نتيجة إهمال أو فساد، لا يهمّ في هذه المرحلة. وأنا أتخوّف من أن يعود لبنان من دون مساعدة كندا والدّول الأخرى إلى نقاط سوداء في تاريخه تكون لها نتائج كارثيّة على المنطقة والعالم".

وإختتم قائلًا: "إنّ وضع ميثاق اجتماعيّ جديد وحده يلبّي تطلّعات غالبيّة اللّبنانيّين"، متأمّلًا أن "يكون تشكيل حكومة جديدة على مستوى الانتظارات الوطنيّة والدّوليّة، وخصوصًا حماية لبنان من التّطوّرات الإقليميّة".