دينيّة
22 حزيران 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 22 حزيران 2017

تذكار اوسابيوس ومعناه حوشب (بحسب الكنيسة المارونيّة) ولد هذا القديس في مدينة سميساط القائمة على نهر الفرات. وشب على ممارسة الفضائل وتحصيل العلوم. وفي السنة 311 اقيم اسقفاً على سميساط مدينته.ولما جلس ملاتيوس على الكرسي البطريركي، جاهر في خطابه بايمانه الكاثوليكي. استشاط الاريوسيون غيظاً. فشكوا امرهم الى الملك قنسطنس، فأرسل الملك اليه احد اعوانه وطلب منه ليسلمه الصك بحسب امر الملك.

 

فأجابه الاسقف: "لا يسعني ان اسلِّم لفرد حكماً استودعني اياه مجمع قانوني". فحنق الملك لهذا الجواب. واعاد رسوله مصحوباً بكتاب شديد اللهجة الى الاسقف يتهدده بقطع يمينه ان لم يسلم الصك. فلما قرأ الاسقف القديس الكتاب، مد يديه الاثنتين وقال للرسول:" هاتان يداي فاقطعهما. فأنا لا اسلم وديعة ائتمنني آباء السيندوس البطريركي عليها". وظل يسوس ابرشيته بغيرة رسولية لا تعرف الملل، شأن الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف لكي يقيها شر ذئاب الاريوسية.

ولما نفى الملك والنس الاريوسي بعض رعاة سوريا وفينيقية وفلسطين، قام اوسابيوس يجاهد لاجل الايمان، ضد بعة الاريوسية. فتنكر بزي جندي واخذ يطوف البلاد ويرد المؤمنين الضالين الى الحظيرة ويرشدهم ويشجعهم.

فأصدر الملك امراً سنة 373 بطرد البطريرك من كرسيه ونفيه الى بلاد تراقية البعيدة. ولما بلغه الامر الجائر خضع له، لكنه دعا رسول الملك سراً وقال له:

" حذار ان يعرف بك اهل المدينة. والا عرضت نفسك للخطر والشعب للثورة". ثم صلى صلاة الليل مع اكليروسه وانسلّ خفيةً مع خادمٍ امين. ولما علم الشعب بنفي راعيهم، هاجوا وسخطوا ولحق به كثيرون منهم فأدركوه على الفرات واخذوا يُلحّون عليه بالعودة فأقنعهم بالرجوع ومضى الى المنفى.

ولما انتقم الله من الملك والنس وجلس على العرش غرايانوس سنة 375 وكان رجلاً فاضلاً وحكيماً، ارجع الاساقفة المنفيين الى كراسيهم. فعاد القديس الى كرسيه فاستقبله الشعب بأبهى مظاهر البهجة. واذ كان يوماً يجتاز المدينة، رشقته امرأة اريوسية بقرميدة اصابت رأسه فتوفي سنة 380.

وقال عنه المؤرخ تاودوروس:" هكذا قضى اوسابيوس الكبير بعد حياة ملأتها القداسة والجهود الجبارة والاعمال المجيدة. لقد نجا من سيف البرابرة في تراقية، لكنه سقط ضحية شراسة الهراطقة، الا ان فظاعة عملهم كللت هامته باكليل الشهادة". صلاته معنا. آمين.

 

الشهيد أفابيوس أسقف سميساط والبار إيسيخيوس رئيس دير العليقة في سيناء (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

 

تذكار القديس الشهيد في الكهنة أفسافيوس أسقف سميساط (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ولد أفسافيوس في مدينة سميساط القائمة على نهر الفرات، في أوائل القرن الرابع. وبعد أن مضى حداثته بممارسة الفضيلة وتحصيل العلوم، جعله الأساقفة والشعب راعياً لمدينته. فلمع منذ الأيام الأولى بالتقوى وحسن الإرادة، ولا سيّما بالدفاع المجيد عن إيمان مجمع نيقية ضد الآريوسيين الذين أنكروا على السيّد المسيح ألوهيّته.

وكان الملوك أولاد قسطنطين قد تبنّوا تلك الهرطقة الفظيعة، وراحوا ينشرون أعلامها ويساعدون بسيوفهم وأموالهم ونفوذهم من قام ينادي بها من الأساقفة والكتبة. إلاّ أنّ السيّد المسيح لم يحرم الكنيسة جبابرة عظاماً ناضلوا عنها وحملوا عالياً علَم إيمانها. لأنّ المعلّم الإلهي من يوم وعد بطرس هامة الرسل ورأس كنيسته أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، ما زال ساهراً على كنيسته.

وفي سنة 361، فرغ الكرسي البطريركي الأنطاكي. فقام الآريوسيون يريدون له بطريركاً آريوسيّاً. فاجتمع الأساقفة في أنطاكية واشتد الخلاف فيما بينهم. وكان أفسافيوس حاضراً، وكان من أشد أنصار الكثلكة فوقع اختيار الجميع على ملاتيوس أسقف سبسطية رجل العلم والفصاحة والتقوى، فأقاموه بطريركاً على أنطاكية. ففرح أفسافيوس فرحاً لا يوصف لنجاح خطّته، لأنّ الآريوسيين كانوا يظنّون ملانيوس من جماعتهم، أمّا أفسافيوس فكان عارفاً أن ملانيوس هو من كبار رجال الكنيسة الكاثوليكية. وأمضى الأساقفة صكَّ الإنتخاب وتسلّمه أفسافيوس بيده، ونصّبوا ملانيوس على كرسي البطريركية باحتفال رائع، وعاد أفسافيوس مسرعاً الى أبرشيته ورعيّته. وقام الجميع ينتظرون ما سوف يبدو من ملانيوس، ليروا من أي من المعسكرين هو.

أمّا القديس ملانيوس، فإنّه ما لبث أن جاهر بإيمانه الكاثوليكي. فاستشاط الآريوسيّون غضباً وندموا على ما فعلوا وراحوا يشكونه الى الملك. فأراد قسطنديوس أن يلغي إنتخاب ملانيوس لينصِب رجلاً آخر بدله. لكن صك انتخابه القانوني كان لا يزال بيد أفسافيوس. فأرسل السعاة في أثره لينزعوا منه ذلك الصك ولو قسراً.

فأدرك رسول الملك الأسقف أفسافيوس وطلب منه ذلك الصك. فامتنع عن تسليمه. فتهدده بغضب الملك، فبقي مصرّاً على الإحتفاظ به. فعلم الملك بذلك، فأرسل إليه كتاباً شديداً فيه يتهدده بقطع يده إن لم يسلّم ذلك الصكّ. فلمّا أتاه الرسول ودفع إليه الكتاب وقرأه، مدّ يديه الإثنتين وقال لرسول الملك: هاتان يداي فاقطعهما، فأنا لا أسلّم وديعة أئتمنني آباء السينودس البطريركي عليها. هكذا كان دائماً جواب الأساقفة الكاثوليك في وجه المضطهدين الظالمين، وهذه هي جرأتهم، فإنّهم ل يبالون بغضب الملك.

ومات الملك قسطنديوس وخلفه يوليانس الجاحد، فقضت الكنيسة سنتين في الإضطراب ومات يوليانس أيضاً سنة 363 في حملته على الفرس، فخلفه الملك الآريوسي فالنس، فاضطهد الأساقفة الكاثوليك وعمل على بثّ البدعة الآريوسية في كل أنحاء المملكة.

وكان أفسافيوس في تلك الحرب الدينية المستعرة قائداً ، وأسقفاً عظيماً وطار صيته في الآفاق الشرقية، حتى أنّ القديس غريغوريوس الشيخ دعاه ليساعده على إنتقاء أسقف كاثوليكي لتلك المدينة الزاهرة، التي كادت الآريوسية تبتلعها. فحملته غيرته على اقتحام الأسفار خدمة للكنيسة والإيمان. فأتى قيصرية ونجح في المهمّة العظيمة التي أتى لأجلها، إذ إستطاع مع سائر الأساقفة الكاثوليك أن يجعل على تلك الأبرشية من سيكون فخر الأسقفية ومعلّم الكنيسة الجامعة.

ومنذ ذلك اليوم تعارف الأسقفان الكبيران، وتوثّقت عرى الصداقة بينهما، وبقيت ثابتة طول الأيام.

وبقي أفسافيوس طول حياته يجاهد لأجل الإيمان، ضد تلك البدعة الآريوسية الجهنّمية. ولم يكتفَ بأنّه عمل على صيانة شعبه من مفاسدها وشرورها،بل تنكّر ولبس لباس الجنود وأخذ يطوف البلاد لكي يرد المؤمنين الضالين الى الحظيرة الكاثوليكية. وكان كلّما اجتمع بأساقفة من الكاثوليك يساعدهم على إقامة أساقفة كاثوليكيين للأبرشيات التي طغى عليها زؤان الهرطقة.

وشعر الآريوسيون أن السهام المسددة الصائبة تأتيهم من هذا البطل المغوار، فأوغروا صدر الملك عليه، فأمر بنفيه الى بلاد ثراقية البعيدة المضطربة. 

وفي سنة 375 صعد غراسيانس على أريكة الملك، وكان رجلاً فاضلاً عاقلاً، فأعاد السلام الى الكنيسة، وأرجع الأساقفة المنفيين الى كراسيهم. فعاد أفسافيوس الى كرسيه ورعيّته. فاستقبله شعبه بمظاهر الفرح والإبتهاج، وكانوا قد حافظوا على وديعة الإيمان كاملة نقية.

وفي سنة 379 نراه حاضراً في المجمع المنعقد في انطاكية، وجاء إسمه الثاني من بعد القديس ملانيوس البطريرك. وفي هذه السنة عينها، فيما كان يرافق ماريسيوس أحد الأساقفة الجدد الى مقرّ كنيسته  في مدينة  دوليكا، إذ بإمرأة شريرة من الآريوسيين ترشقه بحجر من سطح بيتها وتجرحه في رأسه جرحاً بليغاً. فعاش بضعة أيام أيضاً ومات موت الشهداء متأثّراً من جرحه. إلاّ أنّه، قبل وفاته، صفح عن تلك المرأة، وطلب بإلحاح أن لا يلاحقها أحد بأذى. وخوفاً من أن ينتقم منها المؤمنون من بعد وفاته، أخذ عليهم أيماناً مغلّظة بأن يتركوها وشأنها. لقد طالما كان الصفح من ميزات القداسة ومن دلائل النفوس الكبيرة.

وقال فيه المؤرّخ ثاوذوريتس: "هكذا قضى أفسافيوس الكبير بعد حياة ملأتها القداسة والجهود الجبّارة والأعمال المجيدة. لقد نجا من سيف البرابرة في ثراقية، لكنّه سقط ضحية شراسة الهراطقة. إلاّ أنّ فظاعة عملهم كلّلت هامته بإكليل الإستشهاد".

 

تذكار كنيسة مارمينا بمريوط (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تذكار ظهور جسد القديس الجليل والشهيد العظيم ما رمينا وتكريس كنيسته بمريوط وذلك أنه لما كان جسد هذا القديس مخفي وأراد الرب إظهاره حدث أنه كان في تلك الجهة راعي غنم وفي أحد الأيام غطس خروف أجرب من خرافه في بركة ماء كانت بجانب المكان الذي به جسد القديس ثم خرج من الماء وتمرغ في تراب ذلك المكان فبريء في الحال فلما عاين الراعي هذه الأعجوبة بهت وصار يأخذ تراب ذلك المكان ويسكب عليه من ماء هذه البركة ويلطخ به كل خروف أجرب أو به عاهة فيبرأ في الحال وشاع هذا الآمر في كل الأقاليم حتى سمع به ملك القسطنطينية وكان له ابنة وحيدة مصابة بالبرص فأرسلها أبوها إلى هناك واستعلمت من الراعي عن كيفية التخلص من مرضها فعرفها فأخذت من التراب وبللته بالماء وتوارت ثم لطخت جسمها ونامت تلك الليلة في ذلك المكان فرأت في الحلم القديس مينا وهو يقول لها " قومي باكرا واحفري في هذا المكان فتجدي جسدي " واستيقظت من نومها فوجدت نفسها قد شفيت ولما حفرت في المكان وجدت الجسد المقدس فأرسلت إلى والدها وأعلمته بهذا الآمر ففرح كثيرا وشكر الله ومجد اسمه. وأرسل المال والرجال وبني في ذلك الموضع كنيسة كرست في مثل هذا اليوم.

ولما تملك أركاديوس وأنوريوس أمرا أن تبني هناك مدينة سميت مريوط وكانت الجماهير تتقاطر إلى تلك الكنيسة يستشفعون بالقديس الطوباوي مار مينا وقد شرفه الله بعمل الآيات والعجائب التي كانت تظهر من جسده الطاهر حتى احتل المسلمون المدينة وهدمت الكنيسة.

أما تاريخ حياة هذا القديس فهو مذكور تحت اليوم الخامس عشر من شهر هاتور شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استلام رفات مار مرقس بروما

في مثل هذا اليوم من سنة 1684 للشهداء الأطهار الموافق السبت 22 من شهر يونيو سنة 1968 م وفي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس وهو البابا المائة والسادس عشر في سلسلة باباوات الكرازة المرقسية تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية من يد البابا بولس السادس بابا روما في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.

وكان الوفد مؤلفا من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين وثلاثة من الأراخنة. أما المطارنة والأساقفة فهم على التوالي بحسب أقدمية الرسامة: الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها رئيس الوفد، الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وتوابعها والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وتوابعهما، والأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته وتوابعهما والأنبا يوأنس مطران تيجراي وتوابعها بأثيوبيا والأنبا لوكاس مطران أروسي وتوابعها بأثيوبيا والأنبا بطرس مطران جوندار وتوابعها بأثيوبيا والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة وتوابعها، والأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي والأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها.

وأما الأراخنة المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية فهم الأستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لأوقاف البطريركية والأستاذ فرح إندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية والأستاذ المستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية.

وقد غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 23 بؤونة سنة 1684 ش الموافق 20 يونيو سنة 1968 م في طائرة خاصة يرافقه فيها نحو 90 منأراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة.

وكان في استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدين من قبل البابا بولس السادس وسفير جمهورية مصر العربية لدي الفاتيكان.

وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 بؤونة الموافق 22 يونيو لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مار مرقس الرسول وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبرا اندز أمين عام لجنة العمل على اتحاد المسيحيين والمطران أوليفوتي مطران البندقية (فينيسيا) وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي وقد أقلتهم سيارات الفاتيكان الفأخرة تتقدمها الدراجات البخارية إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.

وفي الساعة عشرة تماما دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا رئيس الوفد يتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثمالأراخنة، وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص واقفا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد بعد الأخر ثم جلس على عرشه وجلس أعضاء الوفد وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد ومشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مار مرقس الرسول ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها أنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده بأسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين انتدبهم نيابة عنه لاستلام رفات مار مرقس الرسول ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه وحمل بابا روما ورئيس الوفد السكندري معا الصندوق الحاوي لرفات مار مرقس وسار الكل اثنين اثنين في موكب رسمي وانتقلوا من مكتب البابا إلى قاعة كبيرة كانت قد أعدت لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة ووضع صندوق الرفات على مائدة خاصة ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله وفعل كذلك الوفد البابوي السكندري وتلاه بقيه أعضاء الوفد وفي أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مار مرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة وقد استحوذت السعادة على قلوب الجميع مصريين وأجانب ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة وكان الموقف كله مثيرا وقد خيم على القاعة جو عميق من الروحانية والتقوى والقداسة والورع.

ثم جلس بابا روما على عرشه وحينئذ نهض الأنبا غريغوريوس وألقي نيابة عن الوفد خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس معبرا عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مار مرقس الرسول بعد أحد عشر قرنا ظل فيها جسد مار مرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه شهيدًا.

ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس على عرشه أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي وكيرلس عمود الإيمان وبنتينوس وإكليمنضس، راجيًا أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما وطلب البابا الروماني في خطابه إلى رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلى البابا كيرلس السادسوأكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها.

بعد ذلك نهض البابا بولس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس وهي أربع كالآتي:

1 - صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية مجلد بجلد فأخر بلون بني ممتاز وكتب عليه الإهداء باللغتين القبطيةوالإنجليزية من البابا كيرلس إلى البابا بولس السادس مع الإشارة إلى تاريخ اليوم وهو السبت 22 يونيو 1968 الموافق 15 بؤونة 1684 ش.

2 - صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشتمل على قطعة نسيج أثرية ثمينة من القرن الخامس والسادس الميلادي عثر عليها في بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا وقد كانت هذه القطعة ضمن محفوظات المعهد العالي للدراسات القبطية بالقاهرة، قدمها للبابا كيرلس السادس مساهمة وتعبيرا عن السرور العام بعودة رفات مار مرقس.

3 - صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل اسطوانات القداس الباسيلي وألحانه كاملة التي أصدرها قسم الموسيقي والألحان بالمعهد العالي للدراسات القبطية.

4 صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل سجادة ممتازة طولها متران و30 سنتيمترا من صنع فلاحي قرية الحرانية بمصر تحت أشراف الفنان الدكتور رمسيس ويصا واصف الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات القبطية وقد سجل على هذه السجادة رسوم عدة تمثل قصة يوسف الصديق كاملة.

وقد أعجب بابا روما بهذه الهدايا الثمينة كل الإعجاب وشكر بابا الإسكندرية شكرا جزيلا وقال أنه سيحتفظ بهذا كله في الفاتيكان ذخيرة لكل الأجيال. ثم وزع البابا بولس السادس بيده هدية تذكارية لكل أعضاء الوفد البابوي السكندري عبارة عن صليب رسم عليه المسيح مصلوبا ويقف على جانبي الصليب القديس بطرس الرسول على يمين المسيح والقديس بولس الرسول على يساره ومن خلف الصليب نقش اسم بولس السادس الحبر الأعظم. كما أهدي البابا لجميع الكهنة والمرافقين مداليات تذكارية نقشت عليها صورتا مار بطرس ومار بولس الرسولين من جهة وعلي الوجه الآخر نقش صورة بولس السادس الحبر الروماني ثم قدم البابا الروماني للأنبا مرقس رئيس الوفد البابوي السكندري وثيقة رسمية بتاريخ 28 مايو سنة 1968 م تشهد بصحة الرفات وأنها بالحقيقة رفات مار مرقس الرسول وأنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار وقد وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي ووكيل عام الفاتيكان وكانت الساعة قد صارت الأولي بعد الظهر وبذلك أنتهي الحفل الرسمي لتسليم رفات القديس مرقس وعاد الوفد إلى فندق ميكل أنجلو (الملاك ميخائيل) بروما.

بركة مار مرقس الرسول تشمل الجميع ولربنا المجد دائمًا."