كاريتاس إيطاليا في جنوب السودان
جنوب السودان بلد غنيّ بالموارد الطبيعيّة لأنّه موطن للغاز الطبيعيّ والذهب والألمنيوم والفضّة. ومع ذلك، ووفقًا لمؤشّر التنمية البشريّة لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ، فإنّ جنوب السودان والصومال هما أكثر البلدان فقرًا في العالم. على مدى العقد الماضي، واجه جنوب السودان العديد من التحدّيات: الفيضانات المتكرّرة، وتدفّق النازحين، والصراعات المستمرّة، واللاجئين الفارّين من الحرب في السودان المجاور.
لقي أكثر من 150,000 شخص حتفهم واضطرّ أكثر من 12 مليون شخص إلى الفرار من ديارهم في السودان بسبب الحرب الأهليّة – وهي واحدة من أخطر الأزمات الإنسانيّة في العالم. منذ بدء العنف في عام 2023، وصل أكثر من نصف مليون شخص إلى جنوب السودان بحثًا عن الأمان والمأوى.
منذ سنوات، تقدّم كاريتاس المساعدات والدعم الذي تشتدّ الحاجة إليه للمجتمعات في جنوب السودان، بما في ذلك المساعدة النقديّة، والحصول على مياه الشرب، والمرافق الصحّيّة، والأماكن الآمنة للنساء والفتيات، وتقديم المشورة. بالإضافة إلى ذلك، توفّر كاريتاس الدعم للزراعة والمساعدات الأساسيّة لكلّ من المجتمعات المحلّيّة التي تتعافى من العنف الداخليّ وأكثر من عامين من الفيضانات المدمّرة.
لتقييم كيفيّة خدمة المجتمعات المحلّيّة بشكل أفضل، يزور وفد من كاريتاس إيطاليا مخيّمات النازحين واللاجئين من السودان في الفترة من 28 تشرين الأوّل/أكتوبر إلى 1 تشرين الثاني/نوفمبر. كان الحدث الأوّل اجتماعًا في عاصمة جنوب السودان، جوبا، مع الأسقف كومبوني كريستيان كارلاساري من أبرشيّة بانتيو.
شدّد الأسقف كارلاسار على الأزمة الاقتصاديّة الخانقة في البلاد، والتي تؤثّر بشكل مباشر على الموارد التي يتعيّن عليها تقديمها للمحتاجين، كما على أنّ الدولة نفدت أموالُها وأنّ ضبّاط الشرطة والمدرّسين والقطاع العامّ بأكمله لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور. ومع ذلك، لا يزال هناك رجاء، كما يؤكّد المبشّر الكومبونيّ، لأنّه "حيٌّ في نفْس الجماعات التي تمثّل القوّة الحقيقيّة للبلاد والكنيسة".