أخبارنا
21 تشرين الأول 2022, 07:10

كلمة السّيّد جاك كلّاسي في احتفال تسلّم جائزة المونسنيور بولس الفغالي

تيلي لوميار/ نورسات
جرى مساءً تكريم "تيلي لوميار" و"الحركة الثّقافيّة- أنطلياس"، من قبل جمعيّة العلّامة المونسنيور بولس الفغالي، في احتفال أقيم للسّنة الرّابعة، على مسرح الأخوين الرّحبانيّ في مقرّ الحركة في أنطلياس، ألقى خلاله مدير عامّ تيلي لوميار ورئيس مجلس إدارة نورسات السّيّد جاك كلّاسي كلمة بإسم تلفزيون "تيلي لوميار"، سلّط في سطورها الضّوء على مسيرة الرّاحل الأب بولس الفغالي الّذي أطلّ عبر تيلي لوميار بـ700 حلقة تلفزيونيّة، فقال فيه:

"عظيمٌ أنت يا معلّمًا، علَّمني الغوص في كلمةٍ إلهيّةٍ أغرف منها حكمة إلهيّة،  

وأنهلُ منها ماء حياةٍ، أرجو أن تتفجّر في داخلي ينابيع ماءٍ لا تنضب".

هيدي جملة استعرتها من الخوري أنطوان القزّي قالها في يوبيل المونسنيور بولس الفغالي– بالفعل كلمة بتختصر أبونا بولس.

عرفت الخوري بولس الفغالي على مدى 14 سنة قدّم خلالها حوالى 700 حلقة تلفزيونيّة على شاشة تيلي لوميار.  

حضور مميّز، وإيمان عميق وصوتٌ صارخٌ  

له ذاكرة حادّة– واضحة– واعية، ساعدته حتّى يحفظ الكتاب المقدّس فصلاً فصلاً، آيةً وآيةً...  

لمّا كانت السّيّدة ماري تريز حنين تسأله مثلاً: وين الرّبّ قال لموسى حتّى يعمل زيت مقدّس للمسحة، كان يجاوب بلا تردّد وبسرعة: يا بنتي هالفكرة موجودة بسفر الخروج فصل 30 آية 25 ....  

وهكذا دواليك....

الخوري بولس الفغالي إنسانٌ ودود، محبّ، مرح في جلساته ولكنّه رزين وذو وَقار.  

لم يساوم أبدًا على إيمانه القويّ.

محبٌّ للمعرفة، شجّع طلّابه الإكليريكيّين على الغوص بالبحث.  

وعرفت مؤخّرًا أنّه كان يدفع عن البعض منهم تكاليف اختصاصاتهم.  

بعتقد ما حدا بيقدر يختصر الخوري بولس الفغالي وهو من ترك 400 عمل بين: "كتبٍ ألّفها، ومحاضراتٍ ألقاها ومقالاتٍ كتبها".

أنا أكيد أنّ كلّ جملة قالها أو مقطع نصّه أو صفحة كتبها كان بيطلّب منه بحثًا عميقًا وأيّامًا طويلة من المقارنات والمقاربات ليتوصّل لحقيقةٍ يكشفها لنا.

58 سنة من الكهنوت/ من 85 سنة من العمر... قلب الأرقام وعمل الفرق.

فليس كثيرًا أن نقول إنّ الخوري بولس الفغالي فيلسوف وعالمٌ من علماء القرن العشرين فيما يختصّ بالكتب المقدّسة...

جرأته بعدم المساومة ومعرفته العميقة الّتي كان يحلّق بها كالنّسور لم تجعلنا نرى ما يراه أو نعلم ما يعلمه...  

وكأنّي أمام نسرٍ عملاقٍ يحلّق بفضاء الإيمان...

بس قد ما طار وحلّق شفناه من أرضنا من تحت زغير لهيك ما فهمناه  

ويمكن هالشّي جرّ لبعض خلافات بوجهات النّظر، لأنّو أراد نقل هالمعرفة من داخل المعاهد، والجامعات إلى بيوت الإيمان الشّعبيّ عبر شاشة تيلي لوميار...

الخوري بولس الفغالي كان بيتمنّى لو النّهار 48 ساعة حتّى يشتغل أكثر  

ولمّا أحد الأخوة قال له: "حاجة اتتعّب حالك، الحياة قصيرة"،  

بيجاوبو الخوري بولس: "لأنّو الحياة قصيرة لازم اشتغل أكثر حتّى إترك بصمة بالكنيسة".

بنهاية كلّ محاضرة أو أيّ عمل كتابي أو حلقة تلفزيونيّة كان يختلي بربّه، يعترف بضعفه ويردّ كلّ نجاح إلى الخالق، صانع المعجزات.

قرأت له صلوات وكأنّ بعضًا منها "إختصار للأناجيل الأربعة" والبعض الآخر "مزاميرُ عهد ٍ جديد".

أنهي كلمتي بصلاة كتبها الخوري بولس الفغالي:

"قالوا إنّي خاطئ، وأنّي أسأت وسلبت وكافئت الخير بالشّرّ

فأنت يا ربّ تعرف ما في أعماق قلبي،

أنت يا ربّ فاحص القلوب والكِلى،

لهذا لا يخفى عليك شيءٌ  

لذلك أسلّم إليك قضيّتي

تعال يا ربّ إلى نجدتي مسرعًا

أنا صادقٌ ونزيهٌ، فأنصفني

وإمتَحِن ما في قلبي، فأنت الإله العادل."

رحلت يا أبونا بولس عن عمر 85 سنة وكنت كبيرًا بالقامة والحكمة والنّعمة

وانت الّذي قلت: "كن كبيرًا تجعل مَنْ حَوْلَكَ كبارًا، كن عبدًا تجعل النّاس من حَوْلَكَ عبيدًا".

أبونا بولس كنت كبير.  

شكرًا إلك وشكرًا إلى جمعيّة العلّامة المونسنيور بولس الفغالي الثّقافيّة على تكريمها لتلفزيون تيلي لوميار– المنبر يلّي من خلاله وصّل المونسنيور بولس الفغالي "الكلمة" حتّى أقاصي الأرض...

أبونا الحبيب من كنيسة الأرض، من تيلي لوميار ومن جمعيّتك، ألف شكرٍ لك وللمستمرّين من بعدك."