لبنان
02 كانون الأول 2025, 10:07

كلمة العبسيّ التّرحيبيّة بالبابا في قدّاس بيروت

تيلي لوميار/ نورسات
في افتتاح القدّاس الإلهيّ، ألقى بطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ كلمة ترحيبيّة بالبابا لاون الرّابع عشر، قال فيها:

"قداسة البابا لاون، في هذا اليوم وفي هذه اللّحظات أتت إليكم والتفّت من حولكم هذه الجموع الغفيرة الّتي تشاهدونها قادمةً من لبنان كلّه وحتّى من خارج لبنان لتراكم وتسمعكم وتصلّي معكم وتستقي منكم العزيمة والرّجاء والفرح والرّاحة.

هذه الجموع الّتي تشاهدونها قد أتت من هذا البلد، لبنان، الّذي يُعرف ببلد السّلام، لتردّ عليكم السّلام الّذي أطلقْتَموه للعالم أجمع عقب انتخابكم بإعلانكم: "السّلام لجميعكم". أتت هذه الجموع لتقول لكم "ولروحك أيضًا"، و"أهلًا وسهلًا" بقداستك في لبنان، مرحّبة، مفترشة من قلوبها أغصانًا للزّينة وصارخة نظير تلك الجماهير في يوم الشّعانين "مباركٌ الآتي باسم الرّبّ".

قداسة البابا، هذه الجموع الّتي تحيّيكم وتصلّي معكم الآن وهنا هم أبناء الكنائس الشّرقيّة العزيزة على قلبكم والّتي خصّصتُم لها أوّل لقاءاتكم وعبّرتم لها فيها عن بالغ تقديركم لها وعن إرادة وواجب المحافظة عليها ودعمها، لأنّها كنز للكنيسة الجامعة، ولأنّ بقاءها بالتّالي وحضورها في لبنان والشّرق لا غنى عنهما. من روما إلى القسطنطينيّة إلى أنطاكية، مشوارٌ إيمانيّ أردتَم به، يا قداسة البابا، أن تقرنوا القول بالفعل وأن تعبّروا في الوقت عينه عن رغبتنا كلّنا في أن نكون واحدًا ليؤمن العالم.

السّيّد المسيح قال لبطرس: "أنت الصّخرة عليها أبني كنيستي"، وها هو خليفته في رومة، المترئّس في المحبّة، قد أتى "يثبّت إخوته" في لبنان والشّرق الحائر التّائه. دعوتنا اليوم لنصلّي معكم وتُسمعونا كلمات الثّبات في الإيمان والرّجاء والمحبّة.

إنّ حضوركم في هذا التّوقيت الحرج يحمل في جوهره رسالة رجاء بليغة، تعبّر عن قرب الكرسيّ الرّسوليّ الرّومانيّ من اللّبنانيّين بشكل خاصّ ومن شعوب المنطقة بشكل عامّ. رجاؤنا أن تواصلوا، يا صاحب القداسة، جهودكم الدّؤوبة مقرونة بالصّلاة على خطى أسلافكم لكي يمنحنا إله السّلامِ السّلامَ حتّى يبقى أولادنا صامدين في أرضهم وفي رسالتهم، مناراتٍ للعيش المشترك وشهودًا للعالم أنّ الإنسان واحد وأنّ الصّداقة والجيرة والمواطنة أقوى وأمتن من التّفرقة.

قدومكم إلى لبنان، يا قداسة البابا، ليس للسّير في خطى أسلافكم وحسب إنّما يحمل رسالة سامية للّذين التقيتم بهم خصوصًا المكرّسين والشّباب. وبزيارتكم لمقام القدّيس شربل، وللمرضى في دير الصّليب، وللمهجّرين والمجروحين بالقرب من هنا أريتمونا الأولويّة: الصّلاة ورعاية النّاس المتعبين. سوف نترك هذا المكان ونخرج من هذه اللّيترجيّا الإلهيّة الّتي تصنع وحدتنا وفي قلبنا فرح وسلام لن ينزعهما منّا أحد أو شيء لأنّهما وعد السّيّد.

أيّها الأب الأقدس، إذ نشكر الله الّذي أعطانا رئيسَ كهنة مثلَكم، نلتمس بركتكم الرّسوليّة، باسمنا كلّنا نحن الّذين من حولكم، وباسم غيرنا الكثيرين الّذين يرونكم ويسمعونكم من حيث هم، نصافحكم قائلين: "سلام المسيح"، "المسيح فيما بيننا"، "أهلًا وسهلًا"."