كنيسة المشرق الآشوريّة تنعي المطران مار أبرم موكن
"بدايةً، نُصلّي أن تكونوا جميعًا محفوظين بالعناية الإلهيّة، ومبارَكين بالبركات الإلهيّة الفائضة. بحزنٍ كبير تلقّينا النّبأ الحزين من أخينا غبطة مار أوكين قرياقوس، متروبوليت أبرشيّة مالابار وعموم الهند وتوابعها، بانتقال مثلّث الرّحمات المرحوم مار أبرم موكن، متروبوليت فخريّ والقاصد البطريركيّ في الهند، من هذه الحياة الزّمنيّة، وذلك صباح يوم الإثنين الموافق 7 تموز 2025 ميلاديّة، في مدينة ثريشور بولاية كيرالا، جنوب الهند. لقد انتقل الفقيد المتروبوليت مار أبرم بعد معاناةٍ طويلة من المرض العُضال والوهن الجسديّ، وعلى أثرها رقد في المُستشفى خلال هذه الأسابيع الأخيرة.
المتروبوليت المرحوم مار أبرم، كان في الخامسة والثّمانين من عمره، إذ وُلد في 13 حزيران 1940. وفي عام 1961 ارتسم شمّاسًا، ثمّ كاهنًا في 13 حزيران 1965، بينما كان في الخامسة والعشرين من عمره. نال شهادتي ماجستير في تاريخ الكنيسة: الأولى من جامعة مدينة بنغالور عام 1966، والثّانية من الكلّيّة اللّاهوتيّة في مدينة نيويورك عام 1967. وفي شهر أيلول من عام 1968، رُفع إلى الدّرجة الأسقفيّة في كنيسة مار زيا الطّوباويّ في مدينة بغداد، وبعد ذلك بأسبوع رُفع إلى درجة المتروبوليتيّة في المدينة ذاتها. وفي عام 1976، حاز على شهادة الدّكتوراه في قسم اللّاهوت من جامعة كالكوتا في الهند.
في عام 1995، عندما تحقّقت الوحدة الكاملة لكنيسة المشرق في الهند، برئاسة مثلّث الرّحمات مار دنخا الرّابع، الجاثليق البطريرك، تمّ تعيين المرحوم مار أبرم المتروبوليت مُدبّرًا لأبرشيّة عموم الهند، وذلك حتّى شهر أيلول من عام 2022، حيث تقاعد من خدمة تدبير الأبرشيّة، وتمّ تعيينه قاصدًا بطريركيًّا فيها. وهكذا امتدّت الخدمة الكنسيّة الّتي قدّمها الفقيد مار أبرم المتروبوليت لكنيسة المشرق طوال أربعةٍ وستّين عامًا.
ستكون خدمة جنّاز المرحوم مار أبرم موكن يوم الخميس الموافق 10 تمّوز 2025، في كنيسة مريم العذراء الطّوباويّة (كاتدرائيّة أبرشيّة الهند)، ويترأّسها غبطة المتروبوليت مار ميلس زيا، الوكيل البطريركيّ العامّ، بمعاونة نيافة الأسقف مار أوراهم يوخانس. وفي يوم الأحد القادم الموافق 13 تمّوز 2025 (الأحد السّادس من زمن الرّسل)، يجب أن يُذكَر المرحوم المتروبوليت مار أبرم موكن في القدّاس الإلهيّ في جميع رعايا كنيسة المشرق الآشوريّة في العالم.
يكتب مار بولس الرّسول بأنّه يجب أن نتذكّر دائمًا مُدبّرينا، الّذين كلّمونا بكلمة الله، وأن نتأمّل في نهاية سيرتهم ونقتدي بإيمانهم (انظر: العبرانيّين 13: 7). وهكذا، فبينما خدم هذا المتروبوليت الفقيد كنيستنا المقدّسة بغيرةٍ واهتمامٍ ومحبّةٍ كاملة لسيّد الكنيسة، ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح، فإنّه من الواجب علينا أن نتذكّره، المرحوم مار أبرم موكن، في القدّاس الإلهيّ، وفي الطّقوس والصّلوات الكنسيّة الّتي تُقام من أجل الرّاقدين المؤمنين والأحبار المتوفّين الّذين انتقلوا من هذا العالم.
في الختام، نلتمس الرّاحة الأبديّة للمرحوم مار أبرم المتروبوليت، مع جميع الأحبار الأجلّاء الّذين خدموا كنيسة الله المقدّسة بطهارةٍ وببذل الذّات. وفي الوقت عينه، نقرّب صلواتنا وتعازينا الرّوحيّة إلى إخوتنا: غبطة الممتروبوليت مار أوكين، ونيافة الأسقف مار يوخنّا، وجميع الإكليروس الموقّرين، وأبناء كنيستنا المقدّسة في الهند المبارك، بانتقال هذا الرّاعي الحقيقيّ من بين أبناء رعيّته. وليس لدينا أدنى شكّ بأنّه سيسمع من فم المُحيي لربّنا يسوع المسيح، ذلك الصّوت المفرِح: "نِعِمًّا، أيّها العبد الصّالح والأمين. كنت أمينًا على القليل، فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيّدك" (متّى 25: 21). ولتكن نعمة ورحمات ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح مع جميعنا، دائمًا. آمين".