العالم
13 تشرين الأول 2019, 10:45

لقاءات البطريرك الرّاعي لليوم الثالث في أفريقيا

إلتقى البطريرك الرّاعي رئيس أساقفة دكار السابق الكردينال أدريان سار ضمن لقاءات اليوم الثالث في الزيارة الراعويّة إلى أبرشيّة سيّدة البشارة في أفريقيا الغربيّة والوسطى الموافق يوم السبت ١٢ تشرين الأول 2019.

وقد تابع الرّاعي سلسلة اللّقاءات في صالون كنيسة سيّدة لبنان في دكار التابع للرهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة. ودار الحديث مع الكردينال سار عن شؤون كنسيّة ومسكونيّة وبخاصة موضوع التعليم المسيحي في الرعايا والمدارس. وتحدثا عن الخدمة الرّاعوية للموارنة في السنغال ومشاركتهم في حياة الكنيسة المحلية.

وبعد لقائه مع البطريرك الرّاعي قال الكردينال تيودور سار: "نحن نقدر كثيرًا هذه الزيارة لما لها من أبعاد، فهي زيارة لكنيسة السنغال بشكل عام وبالتالي فإنّ رئيس الجمهورية قد ثمن هذه الزيارة واستقبل غبطة البطريرك الماروني ليس لأنها مخصصة للمسيحيين اللّبنانيين أو للمسيحيين السنغاليين وإنما لكونها للبلد بأكمله. وفي خلال محادثتهما تبادلا موضوع العلاقات الجيدة بين المسيحيين والمسلمين في السنغال وهكذا تم استقبال الرئيس الرّوحي المسيحي من قبل كل السنغاليين الّذين ينسجون أفضل العلاقات فيما بينهم".

وتابع الكرينال سار: "الجماعة المسيحيّة اللّبنانيّة انخرطت في المجتمع السنغالي بشكل مميز وهم يشاركون في القداسات الرّاعويّة في مختلف أنحاء البلاد وفي خلال زياراتي الرّاعويّة ألمس هذه المشاركة بشكل كبير وهم خير شاهد على الكنيسة الكاثوليكيّة بتنوعها".

اللّقاء الثاني للبطريرك الرّاعي كان مع رئيس أساقفة دكار الحالي المطران بنجامان جاي الّذي صرّح بالتالي: "أنا جدًّا ممتنّ لهذا اللّقاء مع صاحب الغبطة. لقد تكلّمنا عن الحضور الماروني القديم في السنغال. وكنت قد شاركت بعيد القديس مارون في الكاتدرائيّة في دكار في القدّاس الّذي ترأّسه المطران فضول. نثمّن جدًّا الحضور الماروني الّذي يرمز إلى غنى الكنيسة ممّا يفرحنا كإفريقيين. فنحن قريبون جدًّا من الطريقة الشرقيّة والمارونيّة في الاحتفال والترنيم واستقبال سرّ الله".

 

وتابع قائلًا: "أتمنّى أن تتعمّق الصلاة بين الموارنة والشعب السنغالي وسنرسل أحد كهنتنا للدراسة في لبنان وتعلّم السريانيّة والعربيّة". وفي الختام صلّى رئيس الأساقفة أن تأتي زيارة الرّاعي بنعمٍ كثيرة وسلام وتواصل أخوي.

 

ثم استقبل البطريرك الرّاعي ممثل مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة في أفريقيا، رئيس مؤسسة وحدة المسلمين الاجتماعيّة في السنغال، الشيخ محمد أحمد العوض. وقد صرّح بما يلي: "أوّلًا أشكركم على تغطيتكم الإعلاميّة وأنتم الوسيلة الإعلاميّة الإسم على مسمى "نور"، أتيتم ونورتونا هنا في بلدنا السنغال. ثانيًا زيارة غبطة البطريرك هي زيارة تاريخيّة وسوف يكون لها إنعكاسات على الجالية اللّبنانيّة ككلّ بمختلف أطيافها وطوائفها في هذا البلد. زيارة غبطة البطريرك إلى السنغال هي رسالة قوية للدولة السنغاليّة الّتي تعزّ وتحترم لبنان والجالية اللّبنانيّة وإنّما الاحترام سوف يكون أكبر وتوطيد العلاقات اللّبنانيّة السنغالية سواءً كانت في السنغال أو بين السنغال ولبنان سوف تكون أكبر وأعظم. والأمر الثاني السنغاليون بطبيعتهم يحبون لبنان ويأخذون دائمًا عن لبنان صورة بلد الرسالة وزيارة غبطة البطريرك أكدّت هذا المعنى وأكدّت المحبة الّتي تعيشها الطوائف اللّبنانيّة وخاصة الرجال الروحيّون "رجال الدين بين كلّ الطوائف". حقيقةً غبطة البطريرك بكلماته الّتي ألقاها سواء في المطار عند استقباله أو عند فخامة رئيس الجمهوريّة السنغاليّة أو في السفارة اللّبنانيّة لم يمضِ عليه سوء بضع ساعات ومع ذلك بدأت الصحف وبدأت الجالية اللّبنانيّة وبدأ السنغاليون يتساءلون عن وجود رجل عظيم يزور حاليًّا السنغال وبدأوا يتداولون الآثار الّذي تركتها زيارة غبطة البطريرك. فهذه الزيارة تاريخيّة توازي بأهميتها الزيارة الّتي قام بها رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة السابق العماد ميشال سليمان سنة 2013، ودولة السنغال عندما قامت بفتح مطار السنغال لاستقبال غبطة البطريرك بعد أن كان مغلقًا، أرسلت برسالة تؤكد فيها على أهمية العلاقات وعلى أهمية هذا الزائر البطريركي الرّسولي لهذه البلاد".

وتابع قائلًا: "طبعًا غبطة البطريرك مجد لبنان أعطي له كما نعلم جميعًا البطريركيّة هي عنوان وطني منذ الانتداب الفرنسي مرورًا بالحرب الأهليّة حتّى يومنا هذا اتّفاق الطائف كانت دائمًا العمود والجبل حيث يحتمي ويلجأ إليه اللّبنانيّون في أي مواضيع يواجهونها، نحن شكرنا غبطة البطريرك على صوته العالي دائمًا ورسالات الوعظية الّتي يلقاها كلّ أحد واللّقاءات مع المسؤولين ووضعنا بين أيديه أكثر من مطلب، المطلب الأول أن لا يُترك اللّبنانيّون لقمة سائغة في أفريقيا، فاللّبنانيّون في أميركا وأستراليا لهم أوضاعهم الخاصة، أما في أفريقيا فيوجد هنا نزاعات أخرى وحروب أهليّة خاصة في البلدان الّتي سيزورها لاحقًا غبطة البطريرك، هنالك الكثير من المشاكل، هنالك بلدان لا يوجد لديهم سفارة، وهنالك بلدان مثل السنغال لديها سفير واحد فإذا غاب السفير تتوقف جميع المعالملات، فطلبنا من غبطته متابعة التواصل مع المعنيين لتعيين قنصل كما ولا يوجد آلية تعبّر أنّ هذه الدولة تسأل عن جاليتها ليس في المصائب، تكون دائمًا حاضرة وتدافع عن حاجات اللّبنانيين الموجودين في السنغال... اللّبنانيّون متروكون لا يوجد اهتمام بهم، فوعد غبطته بمتابعة هذه المطالب مع جميع المسؤولين".

وإختتم قائلا: "أشكركم مجددًا وأوجّه رسالة من السنغال إلى اللّبنانيين كما نحن نحب غبطة أبينا البطريرك وكما نعيش هنا في السنغال نموذج لبنان الرسالة كما قال عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الراحل، نتمنى أن تنقل هذه الصورة إلى لبنان كما أقول لجميع اللّبنانيين أنتم لديكم كنز وهو غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي حيث عليكم الاهتمام به وسماع كلامه واصغوا إلى مواعظه، فيها الخير والبركة. الله يحميكم ويحفظكم".

كذلك إستقبل البطريرك الرّاعي عميد السلك الدبلوماسي في السنغال سفير الكاميرون جان كوي نتونغا الّذي رحّب به قائلاً: "نحن نرحب بزيارة صاحب الغبطة ونثمنها عاليًا. لقد عرضنا معه عدة مواضيع وأهمها موضوع السلام في أوطاننا وفي العالم فمن دون السلام لا مكان للنمو والازدهار".

وتابع بقوله: "تطرّقنا إلى موضوع النازحين وضرورة عودتهم إلى وطنهم ذلك أنّ لبنان بإمكانياته المتواضعة لم يعد يقوى على تحمل المزيد من الأعباء لذلك يتوجب على الأسرة الدوليّة العمل على فرض السلام وإيجاد حل لهذه الأزمة الشائكة".

وأضاف قائلًا: "لقد سررنا جدًّا بهذه الزيارة لاسيّما وأنّ اللّبنانيين يشكلون جماعة تمكنت من الإنخراط في البلدان الّتي احتضنتها، وإسمحوا لي ان أقول بصفتي كاميروني أنّ لبنان ككيان علاقته جيدة بالكاميرون حيث اللّبنانيون يعيشون منذ سنوات طويلة بشكل رائع بسبب انخراطهم في مجتمعاتنا وهم يعملون دائمًا من أجل السلام".

وإختتم قائلاً: "الموارنة يحملون الرسالة عينها الّتي يحملها الكاثوليك وهي رسالة السلام. نحن الخراف الّذين يحملون الكلمة، كلمة الله".

 

وزار الرّاعي أيضًا في مقرّ إقامته ممثل الخليفة العام لأهل البيت الشيخ عبد المنعم الزين ونائب رئيس المؤسسة الإسلاميّة الاجتماعيّة في السنغال الشيخ محمد قانصو.

وبعد اللّقاء أعرب الشيخ محمد قانصو عن فرحته بهذا اللّقاء قائلًا:

"أنا مسرور جدًّا بهذه الزيارة، ونحن نعتبر كأبناء جالية لبنانيّة في السنغال أنّ هذه الزيارة هي زيارة أبويّة ورسالة محبة وسلام، ونحن على اختلاف إنتماءاتنا ومذاهبنا نعتبر هذه الزيارة لنا جميعًا وتمثلنا".

وأضاف: "أما على مستوى ثمار ونتائج هذه الزيارة، فنحن نعتبرها دعم للمغترب اللّبناني في السنغال ورسالة أبوّة ستترك بالطبع صدى طيّبًا لدى حكومة السنغال وشعب السنغال، خصوصًا أنّ غبطة أبينا البطريرك زار القصر الجمهوري والتقى رئيس الجمهوريّة السنغاليّة واطّلع على الأوضاع العامة وأوضاع الجالية اللّبنانيّة.

كذلك تُعتبر هذه الزيارة دليل اهتمام ومتابعة من صاحب الغبطة، ونحن كنا نتمنى دائمًا أن يكون هناك زيارات من شخصيّات روحيّة وسياسيّة، كي لا يُترك المواطن اللّبناني لمصيره، وكي يبقى التواصل والارتباط والإنتماء لأننا متمسّكون بجذورنا اللّبنانيّة".

وإختتم قائلًا: "نحن اليوم كمؤسسة إسلاميّة اجتماعيّة، نعتبر أنّنا والكنيسة واحد، نقوم بنشاط واحد ونحضّر لفعاليات مشتركة، ونتمنى أن تكون هذه الزيارة مباركة".

اللّقاء الأخير كان مع السفير اللّبناني في السنغال سامي حداد.