دينيّة
19 آذار 2021, 08:00

مار يوسف... سوسن النّقاوة

ريتا كرم
قليل الكلام هو ولكن كثير الأفعال، لم يذكره الإنجيل كثيرًا في صفحاته وإنّما اختاره الله ليكون شريكًا أساسيًّا في مسيرة الخلاص. إنّه القدّيس يوسف البارّ خطّيب مريم العذراء ومربّي الطّفل يسوع، هو من أضحى "سوسن النّقاوة" و"زنبق الطّهارة" الّذي تحتفل الكنيسة اليوم بعيده.

 

كثيرة هي أوصاف هذا القدّيس الصّامت والجميل النّفس، البتول والعفيف الطّاهر. إنّه "حارس بتوليّة مريم" و"حافظ المسيح في الهرب" إلى مصر، "مثال الطّاعة الكاملة لله" وروحه القدّوس، "النّجّار الأرفع قدرًا من الملوك". هو "وليّ الكلمة" الّتي تجسّدت فحفظها وصانها وقدّمها إلى العالم ذبيحة كفّارة عن خطايا البشر.

أوى ابن الله وحضنه، عانقه وقبّله، خاف عليه وسهر على أمانه مثلما يفعل أيّ أبّ تجاه أبنائه، فاحتوى كربّ بيت، الكنز السّماويّ بأمانة من دون تردّد أو تذمّر، بل بصمت مقدّس وطاعة عظيمة. فعاش الثّلاثة، يوسف ومريم ويسوع، كأهل السّماء على الأرض فقراء المادّة ولكن أغنياء الرّوح والقلب يغلّفهم تواضع ووداعة ومحبّة وثقة سماويّة لا حدود لها.

يوسف النّجّار، ذاك العامل النّشيط والمربّي الأمين، والبتول الوفيّ أبى أن يفارق الحياة إلّا بين أحضان عائلته المقدّسة، فرقد كهلاً بين يدي مريم ويسوع ممتلئًا نعمة وقداسة، ولبس إكليل المجد ليضحي من عليائه حامي الكنيسة جمعاء في الشّدائد والصّعوبات، وشفيع الميتة الصّالحة والعمّال والعائلات.

واليوم، في عيدك، نصلّي إليك يا "وكيلنا المقتدر والغيور في خلاص الأنفس، ويا شفيعنا المحبوب" كي تشفع بنا لدى الله، وتضرّع لأجل خلاصنا، آمين!