سوريا
06 كانون الأول 2022, 08:50

ما أبرز المحطّات الّتي ميّزت زيارة يونان إلى الحسكة؟

تيلي لوميار/ نورسات
يواصل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان زيارته إلى أبرشيّة الحسكة ونصيبين، إذ تفقّد قبل ظهر الإثنين ثانويّة الموحَّدة الخاصّة في الحسكة التّابعة للمطرانيّة، وقد شكر للمناسبة المسؤولين والمعلّمين والمعلّمات على عطاءاتهم، والّذين "يقومون بأفضل الأعمال كي يعطوا صورةً عن أنّ الكنيسة هي أمّ ومعلّمة، أمّ تجمع أولادها، ومعلّمة تثقّفهم وترافقهم نحو الله"، مستذكرًا الفترة الّتي مارس فيها التّعليم في مدينة الحسكة خلال السّبعينيّات، وسأل الرّب "أن يلهم كلّ مسؤول أن يكون فاعل سلام، عملاً بالتّطويبة الإنجيليّة: "طوبى لفاعلي السّلام فإنّهم أبناء الله يُدعَون"، وهذا يتطلّب عملاً مضاعَفًا، إذ أنّه من السّهل الكلام عن السّلام، لكنّ بناءه يحتاج إلى فعل جدّيّ ومستمرّ".

أمّا مساءً فالتقى أبناء رعيّة كاتدرائيّة سيّدة الانتقال في قاعة الكاتدرائيّة، حثّ خلالها المتجذّرون في أرضهم في الشّرق على البقاء فيها كي "نعطي الأمل لأولادنا وللآخرين الّذين نعيش معهم، متّكلين على الرّبّ يسوع، فنتابع حياتنا كما يريدها هو، إذ أنّ حكمة الله هي أسمى من حكمتنا البشريّة، وتفوق كلّ أفكارنا وقوانا وعقلنا البشريّ".

وتوجّه إلى المؤمنين بالقول: "أنتم اليوم أصبحتم خميرةً هنا، كما عندما جاء أهلنا إلى هذه الأرض الطّيّبة بعدما تشرّدوا من جنوب شرق تركيا، من ماردين وقراها وطور عبدين وديار بكر، لم يأتوا بالآلاف، بل نوعًا ما بالعشرات، ورويدًا رويدًا أسّسوا هنا وعاشوا بكرامتهم، متمسّكين بإيمانهم رغم كلّ الأخطاء البشريّة، ونحن اليوم لا يسعنا إلّا أن نسلّم أمرنا لله ونتابع الصّلاة سائلين أن تتمّ مشيئة الرّبّ في حياتنا."

وتابع: "أرى بيننا الآن رجالاً ونساءً، لكنّ الشّباب قلائل. كلّنا نعرف هذا الواقع، فلا نعيش في الأحلام، ولا نعتقد أنّ بإمكان الكنيسة أن تحلّ لنا مشاكلنا كلّها. صحيحٌ الكنيسة عائلة، لكن في العائلة الواحدة لا يمكن للأولاد أن يطالبوا أهلهم أن يحلّوا لهم المشاكل كلّها. الأهل يحاولون أن يقوموا بواجباتهم، فيربّون وينشّئون الأجيال، ويبقى على الأجيال أن يأخذوا مسؤوليّتهم بأيديهم، وهذا ما تفعله الكنيسة بكلّ الإمكانيّات المتاحة".

وأشار إلى أنّنا "على مثال الرّسل الأوَّلين وتلاميذ يسوع، والّذين كانوا 12 شخصًا، حتّى أنّ واحدًا منهم تركه وخانه، ومع ذلك انتشروا في العالم كلّه ناشرين الإنجيل، سنظلّ نتابع الشّهادة للرّبّ يسوع، ونكون حقيقةً شهود المحبّة والفرح والسّلام والرّجاء رغم الصّعوبات والتّحدّيات. فليقوّيكم الله ويأخذ بيدكم، وإن شاء الله يُلهِم ربّنا الشّبّان والشّابّات لتكريس الذّات في خدمة الكنيسة بدعوات مقدّسة بحسب قلبه القدّوس".

ثمّ استمع إلى عدد من المؤمنين الّذين عرضوا لأبرز التّحدّيات في حياة الرّعيّة، واستمعوا بدورهم إلى توجيهاته، ومنحهم بركته.

وكان يونان قد قام السّبت بنشاطات عديدة، أبرزها: مشاركته في فعاليّة عن اليوم الدّوليّ للأشخاص ذوي الإعاقة ومناهضة العنف في مركز مار أسيا الحكيم- الحسكة، ولقاؤه رؤساء الكنائس وممثّليهم في منطقة الجزيرة، واستقباله المهنّئين بقدومه إلى الجزيرة وبتولية رئيس الأساقفة الجديد لأبرشيّة الحسكة ونصيبين، وذلك في دار المطرانيّة في الحسكة.

هذا ولبّى دعوة مطران أبرشيّة الجزيرة والفرات للسّريان الأرثوذكس- الحسكة موريس عمسيح لمناسبة زيارته الأبويّة والرّاعويّة، جدّد خلالها يونان التّأكيد على المحبّة وروح الأخوّة والوحدة الّتي تجمع الكنيستين السّريانيّتين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، وتناولت الأحاديث أوضاع المسيحيّين في الشّرق.

وأحيا يونان قدّاس أحد ميلاد يوحنّا المعمدان وعيد القدّيسة بربارة في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال- الحسكة.