الفاتيكان
24 أيار 2016, 11:48

ما هو لغز سرّ فاطيما الثالث الذي أعلن بالكامل؟

بعد أن اختار حياة التأمل والصلاة والكتابة، منذ قرابة الثلاث سنوات عاد البابا بندكتس السادس عشر الى الواجهة من جديد وهذه المرّة من بوابة سرّ فاطيما. فقد أكّد البابا الفخري أنّه لم يقل يوماً إنّ نشر السرّ الثالث من أسرار فاطيما سنة ألفين كان غير كامل. وفي بيان أشار إلى أنّه ظهر مؤخّراً عددٌ من المقالات التي تتضمّن إعلانات تعود للبروفسور إنغو دولينجر، تفيد بأنّ الكاردينال راتزينغر – وإثر الإعلان عن سرّ فاطيما الثالث في حزيران العام ألفين – أعلمه أنّ السرّ لم يُعلن بالكامل. وفي هذا السياق، أوضح البابا بندكتس أنّه لم يخاطب البروفسور دولينجر عن فاطيما، مؤكّداً أنّ الملاحظات التي نُسِبت للبروفسور حول هذه المسألة هي من نسج الخيال وليست صحيحة مطلقاً، بما أنّ السرّ الثالث نشره بالكامل البابا يوحنا بولس الثاني خلال يوبيل العام ألفين."

أسرار فاطيما الثلاث التي بقيت لغزا على مر السنوات الماضية، كشفها الكرسي الرسولي تدريجيا، وهي مرتبطة بالأطفال الثلاثة  من البرتغال الذين رأوا ظهوراً للعذراء مريم ست مرّات بين أيار وتشرين الأول من سنة 1917، وقد أعطتهم العذراء ثلاثة أسرار ليسلّموها للبابا.

وفي العام 1930 اعترفت الكنيسة الكاثوليكية بالظهورات العجائبية في فاطيما، وقد زارها البابا بولس السادس العام 1967، وسار على خطاه كلٌ من البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتس، فيما من المرتقب أن يزور البابا فرنسيس فاطيما العام المقبل في الذكرى المئوية الأولى للظهورات.

أمّا الرسالة الكامنة وراء أسرار فاطيما الثلاث فقد قدمها البابا بندكتس حين كان عميدَ مجمع عقيدة الإيمان  في العام 2000. ورأى أنّ  الكلمة المفتاح في هذا السر هي في الدعوة  إلى التوبة، مشددا على أهمية حرية الانسان بكون الصور التي رآها الأطفال ليست فيلماً يستشرف المستقبل لا يمكن تغييرُ شيءٍ فيه. وأشار إلى أنّ الهدف من الرؤية هو تسليط انتباه الانسان نحو مسار إيجابي. وبعكس الاعتقاد الشعبي، فإن الرؤى ليست تحذيراً بما قد يحصل في المستقبل بل تحذيراً بما قد يحصل في حال لم نستجب لدعوةِ التوبة واهتداء القلب الذي تطلقه العذراء. البابا بندكتس يؤكد أنّ الرؤية تنتهي بصورة أمل، فلا مكانَ للمعاناة الفارغةِ من المعنى، والكنيسةُ المتألمة، أي كنيسةُ الشهداء تتحول علامةً لبحث الانسان عن اللّه.