10 أيلول 2015, 21:00
ما هي الخطايا التي تمنعنا من تناول جسد المسيح؟
(aleteia.org/ar) قال القديس بولس بوضوح ان المناولة ليست فعلاً مكتسباً للجميع: “ولكن ليمتحن الانسان نفسه و هكذا يأكل من الخبز و يشرب من الكأس لان الذي يأكل و يشرب بدون استحقاق يأكل و يشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب ” (الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس 11، 28 – 29). وتؤكد كلماته على خطورة المسألة إلا انها لا تقدم معيار واضح حول جدارة المناولة. إذاً تثير هذه الكلمات النقاش وتوحي بأن متلقي رسالة بولس كانت لديهم فكرة عن الموضوع ولذلك من الواجب العودة الى المصادر المعروفة لحياة الكنيسة الأولية.المناولة، فعل توبة
وقد تمت صياغة الديداخي (العقيدة – أو تعاليم الرسل الاثني عشر) حيث يُشار غالباً الى الإفخارستيا. ويؤكد النص على ان السر ليس سوى للمعمدين مضيفاً الجملة التالية: “إن كان احدهم قديساً فليأتي وإن لم يكن فليتب!” وتعتبر هذه الجملة معياراً على الرغم من حاجتها الى التوضيح. وقد يعترض البعض، عن وجه حق، بطرح السؤال التالي: “لكن من باستطاعته تنصيب نفسه قديساً؟ متحرر من كل خطيئة؟ لا أحد. ولذلك من الواجب ان تكون المناولة فعل توبة لتطهرنا كل التطهير. ويبقى الأنسب الحصول على جسد المسيح عند الشعور ان هناك تواصل بين الروح والرب.
إلا أن هناك حالات مختلفة كما هناك خطايا مختلفة. وتطيح الخطيئة المميتة تماماً بهذا التواصل فتكون هناك حاجة لسر التوبة كشرط أساسي للمناولة. ولذلك، يوضح القانون الكنسي انه لا يجوز “للمدرك اقترافه خطيئة خطيرة المشاركة في القداس أو تناول جسد المسيح دون اللجوء أولاً الى سر الاعتراف.” (رقم 916).
ومن المهم توضيح نقطة: ما من توبة حقيقية أو اعتراف جائز دون النية في تصحيح الذات. ويسمح ذلك بفهم لما لا يجوز للبعض الحصول على جسد المسيح إذ يعيشون في حالةٍ من الخطيئة الدائمة.
غذاء داخلي لمكافحة الخطيئة
وتبقى الخطيئة العادية التي لا يستطيع احد تجنبها والادعاء بعدم اقترافها يوماً. وفي هذه الحالة – عندما نكون في حالة النعمة لكن مع بعض الخطايا الطفيفة – تصبح التوبة داخلية ومدرجة في الليتورجيا. لا تمنع الخطيئة الطفيفة الشخص من تناول جسد المسيح (بل على العكس إذ هي غذاء داخلي تمد الانسان بالقوة للكفاح) لكن ، وفي الوقت نفسه، علينا بالاعتراف بخطايانا للمشاركة في الأسرار .
ويعتبر ذلك مألوفاً بالنسبة لمن يذهب باستمرار الى القداس إذ ان التوبة جزء من الاحتفال. ويذكرنا التحضير الفوري بأننا سنتناول جسد المسيح بصفتنا مدعوين (طوبى للمدعوين الى وليمة الحمل) وبأننا لسنا أهل لاستقبال يسوع. فتشكل هذه الكلمات نوعاً من أنواع الندم.
وباختصار: نحتاج الى نعمة اللّه لتناول جسد يسوع لكن ومع ذلك قد لا نكون أبداً جاهزين للحصول على جسد المسيح. ولا يعتبر ذلك عائقاً أمام المناولة انما تفرض علينا كرامة السر ان نحاول التحلي بأكبر قدر من الجدارة.