الفاتيكان
10 كانون الأول 2018, 15:00

ما هي دعوة البابا فرنسيس في اليوم العالميّ لحقوق الإنسان؟

أمام المشاركين في مؤتمر "حقوق الإنسان في العالم المعاصر: إنجازات، إخفاقات وإنكار"، والّذي نظّمته جامعة غريغوريانا الحبريّة بالتّعاون مع الدّائرة الفاتيكانيّة المعنيّة بالتّنمية البشريّة المتكاملة لمناسبة اليوم العالميّ لحقوق الإنسان، قرأ رئيس الدّائرة الكاردينال بيتر توركسون رسالة من البابا فرنسيس، حيّا فيها ممثّلي مختلف الدّول لدى الكرسيّ الرّسوليّ ومندوبي المنظّمات الدّوليّة والمجلس الأوروبّيّ واللّجان الأسقفيّة والعالم الأكاديميّ ومنظّمات المجتمع المدنيّ.

 

في كلماته، ذكّر البابا بأنّ الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان يقرّ بأنّ لدى كلّ فرد واجبات تجاه الجماعة الّتي ينمو فيها بحرّيّة، ما يستدعي إيلاء اهتمام خاصّ بهذه المسألة اليوم "على أمل أن يؤدّي هذا الأمر إلى التزام متجدّد لصالح الدّفاع عن كرامة الكائن البشريّ، مع الأخذ في عين الاعتبار شرائح المجتمع الأكثر هشاشة وضعفًا".

ووجّه البابا فكره بنوع خاصّ، بحسب "فاتيكان نيوز"، "إلى الأجنّة الّتي تُحرم من حقّها في الحياة، والأشخاص العاجزين عن عيش حياة كريمة، والمستبعدين من الخدمات التّربويّة، أو المحرومين من فرص العمل أو المجبرين على العمل بظروف شبيهة بالعبوديّة، والمعتقلين في ظروف لا إنسانيّة والمعرّضين للتّعذيب، وضحايا الإخفاء القسريّ وعائلاتهم.. وبمن يعيشون في أجواء تسيطر عليها الشّبهات ويتعرّضون للاحتقار وانعدام التّسامح والتّمييز والعنف بسبب انتمائهم العرقيّ، القوميّ أو الدّينيّ. ولا يسعني أن أنسى من يعانون من تبعات الصّراعات المسلّحة وتُنتهك حقوقهم الأساسيّة، وحيث يغتني "تجّار الموت" على حساب دماء إخوتهم وأخواتهم.

إنّ هذه الظّواهر الخطيرة تحاكينا جميعًا لأنّه عندما تُداس الحقوق الأساسيّة أو عندما تُصان بالنّسبة لفئة معيّنة من المجتمع، يقع الظّلم والّذي بدوره يغذّي صراعات لا تُحسب نتائجها أكان على صعيد الدّولة المعنيّة أم خارج حدودها. ومن هذا المنطلق، إنّ كلّ واحد منّا مدعوّ إلى الإسهام بشجاعة وحزم من أجل ضمان حقوق الإنسان الأساسيّة لكلّ فرد، خصوصًا للأشخاص "غير المرئيّين" الّذين يعيشون على هامش المجتمع. وإنّ متطلّبات العدالة والتّضامن هذه تكتسب أهمّيّة خاصّة بالنّسبة للمسيحيّين لأنّ الإنجيل يطلب منهم أن يلتفتوا نحو الآخرين ويعملوا على التّخفيف من معاناتهم".

ختامًا، وجّه الأب الأقدس نداء إلى المسؤولين عن المؤسّسات ليضعوا حقوق الإنسان في محور كلّ السّياسات المتّبعة، بما في ذلك المتعلّق منها بالتّعاون من أجل التّنمية، حتى إذا اقتضى ذلك السّير في عكس التّيّار. وتمنّى أخيرًا أن تساهم أعمال المؤتمر هذا في إيقاظ الضّمائر وتشكّل مصدر إلهام لمبادرات ترمي إلى حماية الكرامة البشرية وتعزيزها.