دينيّة
04 تشرين الثاني 2022, 08:00

..."متل ما الله بِريد"

ميريام الزيناتي
"لا تخف.. أنا معك"، عبارة ردّدها المسيح 365 مرّة في الكتاب المقدّس مؤكّدًا وجوده إلى جانب كلّ محتاج في كلّ زمان وكلّ مكان؛ فإذا كان الله حاضرًا في حياتنا، لمَ نخاف المجهول ولمَ نخشى قدرنا؟

 

المستقبل هاجس يُرافق الإنسان طيلة مراحل حياته، يزرع في نفسه الخوف ممّا تخبّئه الأيام وينسيه نعمة التمتّع بالحاضر، فلكلّ فرد مخطّط يرسمه ومشاريع يبنيها لغدٍ أكثر إشراقة.. مخطّطات تصبح، لكثرتها، همًّا يثقل الكاهل وقلقًا يتعب الرّوح...

يشعر كلّ فرد أنّ مستقبله مسؤوليّة تقع على عاتقه وحده، فينشغل بأمور حياتيّة تُبعده عن الله، واهب الحياة، متناسيًا قدرة الخالق على انتشاله من أزماته، ودوره في رسم السّبل المؤاتية والظّروف المناسبة لكتابة فصول حياته المختلفة.

عندما يتناسى الإنسان وجود الله وقدرته على تعبيد طرقات مستقبله، يُصبح عرضة للتّجارب، سريع التأثّر، شديد الحساسيّة، ضعيفًا أمام العقبات التي تُصادفه.. البعيد عن الله يعجز عن تقبّل الصّعاب المفروضة كالمرض أو الموت، ما يضعفه ويسرق منه الأمل ويفقده رجاءه، لتصبح حياته عبارة عن مسيرة شاقّة يرزح تحت وطأة مصائبها الّلامتناهيّة...

"الله يعرف أفضل منّا ما نحن بحاجة إليه؛ علينا أن نثق به لأنَّ سبله مختلفة جدًّا عن سبلنا".. يقول البابا فرنسيس، فالنضع ثقتنا بإلهنا، ولنسلّم لإرادته، مردّدين في ظروف الحياة كافة: "متل ما الله بريد"!