لبنان
16 تشرين الثاني 2022, 10:30

متى تشقّ السّماوات وتنزل... الميلاد سرّ لقاء الله بالإنسان

تيلي لوميار/ نورسات
مع الدّخول في زمن الميلاد، انطلق الأب البروفيسور يوسف مونّس من واقعنا ليصف سرّ تجسّد الله ولقاءه بالإنسان، فكتب:

الميلاد قصّة حبّ الله للبشريّة

تعبت أعيننا من التّحديق إلى السّماء وقلبنا من الانتظار متى تشقّ السّماوات وتنزل وتتجسّد لأجل خلاصنا؟

تعال مع قطر النّدى والنّجم ينتظر ليسير إلى مغارتك. رفوف الملائكة أعدّت أبواقها لتنشد نشيد الخلاص والفرح والسّلام والمجد لله في الأعالي. أتى يسوع مخلّص العالم. إنّه الميلاد قصّة حبّ الله للبشريّة.

 

بالميلاد تأنّس الله ليؤلّه الإنسان

بالميلاد تأنّس الله ليؤلّه الإنسان كما يقول يوحنّا فم الذّهب. بالميلاد أخذ يسوع ما لنا وأعطانا ما له. أخذ موتنا وأعطانا حياته. أخذ ناسوتنا وأعطانا لاهوته. النّاسوت ارتفع إلى مستوى اللّاهوت وتمّ ما يقول الكتاب عنّا: قلت إنّكم آلهة. إنّه سرّ لقاء الله بالإنسان. ومن المغارة الفقيرة المتواضعة انبثق فجر جديد، فجر العهد الجديد، عهد الله محبّة.

 

لقاء الإنسان بالله

وتبدّل تاريخ لقاء الإنسان بالله تبدّلاً جذريًّا إذ كشف الله لنا من وجهه الحقّ: إنّ الله محبّة وأشرق على الأرض فجر جديد فجر سلام وأخوّة وعدل ومساواة ومحبّة وغفران وفداء ومسامحة، وتجلّى وجه الله في وجه كلّ إنسان، وسقط البرقع الّذي كان يحجب مجد الله ووجهه الحقيقيّ، وجه المحبّة، وصار الميلاد سرّ الله معنا: عمّانوئيل.

 

عمّانوئيل: الله معنا

لم يعد الإنسان متروكًا في حماية مساء الوجود، بل صار الله له رفيقًا على درب عمّاوس، درب الحياة في جميع مراحلها. وصار سرّ القربان سرّ حضور الله الدّائم في حياتنا. كلّ شيء تغيّر بالميلاد. وأنا أتغيّر وأغيّر حياتي وأعيش في رؤية دائمة للحضور الدّائم لوجه الله في حياتي.

 

الملوك المجوس حملوا هداياهم: ذهبًا ومرًّا ولبانًا، وأتوا من المشرق ليسجدوا لملك المجد.

الرّعاة في البراري خفق قلبهم للبشارة وللخبر، وأتوا حاملين الحملان ليروا المخلّص ملفوفًا بالأقماط وهو في مزود بسيط، ويجلس قربه يوسف ومريم.

شوق كونيّ للخلاص والسّلام، حلم الانتظار تحقّق بميلاد إله المحبّة والسّلام.