مجلس أساقفة زحلة والبقاع: التّمسّك بالأرض لارتباطها بهويّتنا
شارك في الاجتماع النّوّاب: سليم عون وميشال ضاهر وإلياس اسطفان، ورئيس بلديّة زحلة والمعلّقة وتعنايل المهندس سليم غزالي مع عضو المجلس البلديّ المحامي جو عقيقي، والسّيّد سمير صادر.
إستعرض المجتمعون الأوضاع الحاليّة في زحلة، وتوقّفوا بصورة خاصّة عند ضرورة التّمسّك بالأرض وعدم التّخلّي عنها لارتباطها بهويّتنا الاجتماعيّة والوطنيّة، فالأرض لا تقدّر قيمتها بالمال الّذي يبقى دون قدرها مهما زاد. والأرض هي مورد رزق لنا وللّذين كانوا قبلنا، وهي الرّابطة الحسّيّة والثّقافيّة الّتي تربطنا بأهلنا الّذين عاشوا عليها، وصانوها ليبقوا في زحلة، ولينقلوها إلينا كوديعة حتّى نصونها بدورنا فنحافظ على هويّتنا الاجتماعيّة الزّحليّة.والأرض هي ضمانة أساسيّة للمحافظة على الانتماء إلى الوطن لبنان، وبالتّالي على هويّتنا كلبنانيّين. وهي توفّر المساحة الّتي نحتاج إليها كأفراد وجماعات من أجل أن نتفاعل ونتشارك في الحياة الاجتماعيّة والوطنيّة مع الشّركاء في الوطن. لذلك إنّ التّخلّي عن الأرض وإن أدّى إلى ربح مادّيّ مغر، يقود إلى خسارة الانتماء إلى أرض الآباء الأجداد، وإلى إضعاف الانتماء إلى الوطن، وتقليص كياننا الاجتماعيّ. إنّ الأرض هي مسألة وجود، إمّا أن نحافظ عليها من أجل أن نستمرّ في الوجود في هذا الوطن، وإمّا أن نبيعها ونعرّض وجودنا للاضمحلال. التّأصّل في الأرض هو أمانة لهويّتنا الزّحليّة والوطنيّة.
كما شدّد الحاضرون على أنّ محاولات شراء الأراضي والعقارات من قبل جهات معروفة تحمل في طيّاتها خطر التّغيير الدّيموغرافيّ، ما يُعدّ تهديدًا مباشرًا للعيش المشترك بين مكوّنات لبنان المختلفة. إّن ضرب التّوازن السّكّانيّ في مدينة عريقة كزحلة لا يؤثّر فقط على هويّتها، بل يطرح تساؤلًا حقيقيًّا حول وحدة الوطن والمجتمع اللّبنانيّ بتعدّديّته ويعرّض بنيته الاجتماعيّة للتّفكّك. فزحلة نموذج للعيش الواحد، وتهديد هذا النّموذج هو تهديد لمسيرة الشّراكة الوطنيّة الّتي لا يقوم لبنان بدونها.
وفي الختام، اتّفق المجتمعون على إبقاء الاجتماعات مفتوحة لمتابعة هذه المسألة.