دينيّة
01 أيار 2024, 11:30

مريم تتحدّى العصر

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم: الأرشمندريت د. شربل الحكيم

 

"لا يوجَد في التاريخ من كُرِّم أو طُوّب أكثر من العذراء، كان رئيس الملائكة يقف أمامها كجندي يُلقي التحيّة۔ قال لها: "مباركة أنت في النساء"، عبارة تعني ببساطة: أنت أفضل سيّدة ظهرت على وجه الأرض، ولأنّ العذراء مريم تتحدّى فكر العصر في كلّ زمان ومكان، لم تتأثّر ولم تهتز، لأنّها كانت لا تتأثر بأيّ مديح أو كرامة۔ 

ولأنّها إنسانة متواضعة النفس قرّرت أن تذهب في رحلة شاقّة لتخدم أليصابات، كيف تقومين بهذه الأعمال وأنت الآن والدة الإله المتجسّد، وتمجّدك الملائكة؟ لأنّها فخر جنسنا البشريّ، كلّ التطويب والتمجيد الذي لاقته لم تتأثّر به أدنى تأثّر۔

أيضًا أليصابات كرّمتها تكريم عظيم عند استقبالها، والعذراء ردّت وقالت: تُعظّم نفسي الربّ۔۔

الذي يميّز أمنا العذراء هو أنّ عقلها كان مشغولًا بإلهنا القدّوس دون توقف، ولا تفكر بنفسها إطلاقًا۔ 

أهم ثالث فضيلة عند والدة الإله المتجسّد هي التّسليم وعدم القلق، رغم كلّ الظروف التي مرّت بها منذ الطفولة، مرورًا بيوسف النجار، والهروب لمصر، من الطبيعي لأي إنسان أن يضطرب۔۔ لكن لا۔۔ ثقة العذراء بالربّ الإله ليس لها حدود، لم تقلق على أيّ شيء، لم تحمل همّ أيّ شيء، لأنّها كانت تعيش التّسليم الكامل۔ 

من فضائلها أنّها قليلة الكلام بالرغم من تعمّقها في دراسة الكتاب المقدّس، انشعالها بكلام القدوس طول النهار جعلها تحيا حياة التّسليم الكامل، فلا وقت للقلق ولأيّ شيء آخر۔

لتكون على مثال العذراء مريم: 

إحسب للكلام وعندما تتكلّم فكر أولًا۔

تغلّب على الهموم والضغوطات بأن تتحدّث مع الربّ يسوع المسيح۔

تعلّم من العذراء أن تتذكر ضعفك دائمًا وأن لا تصدّق الكرامة أو المديح ولا تدعها تدخل قلبك۔

وأخيرًا بادر في الخدمة بصمت۔ "