مريم هي القدّيسة الفاعلة ولكن من دون الإعلام
في عظته تحدّث البطريرك ساكو من وحي المناسبة فقال بحسب موقع البطريركيّة الرّسمي: "يبدأ اليوم الشّهر المريميّ… هذا الشّهر المكرّس لإكرام أمّنا مريم وتلاوة ورديّتها. هذا الشّهر يتيح لنا الفرصة لنركّز على التّأمّل بروحانيّة مريم حتّى نعيشها في تفاصيل حياتنا الفرديّة والعائليّة والكنسيّة… وما روحانيّة مريم إلّا روحانيّة المسيح، روحانيّة الإنجيل: “مهما قال لكم فافعلوه” (يوحنّا 2/6). مريم ليست كما توصف أحيانًا كثيرة بالقدّيسة الصّامتة، بل هي القديّسة الفاعلة ولكن من دون الإعلام… مريم تصغي إلى كلمة الله وتجسّدها “كانت تحفظ هذه الأشياء في قلبها وتتأمّل بها” (لوقا 2/51). هذه الصّورة تتكلّم بكلّ رمزيّتها عن حياة– مريم– تتفتّح شيئًا فشيئًا وتنمو وترتقي.
مريم تعلن الخبر السّارّ.. فهي تُبشّر حين تسرع إلى زيارة نسيبتها أليصابات.. وهي تُبشّر أيضًا حين ترافق ابنها في جولاته التّبشيريّة: “وانحدر بعد ذلك إلى كفرناحوم ومعه أمّه.. فأقاموا فيها بضعة أيّام” (يوحنّا 2/12). مريم تجسّد خدمة المحبّة… تخدم المحتاج والفقير وتشعر باحتياجات النّاس، كما في عرس قانا (يوحنّا 2/1-12). كما أنّ مريم تعلّمنا كيف ننتظر بصبر وثقة… لا ننسى أنّ السّنة الطّقسيّة تبدأ بالبشارة سوبارا (الانتظار)… هذا الانتظار ليس فراغًا، بل انتظار برجاء وفرح وهو جزء من شخصيّتنا المسيحيّة… الانتظار المفعم بالأمل الّذي يقودنا إلى الانفتاح والنّضوج ويوجّه حياتنا نحو الله. ولا يمكن لظروف الحياة مهما كانت قاسية أن تؤثّر على ثباتنا وتقدّمنا.
يقينًا سنعيش بسلام وسعادة لو جسّدنا روحانيّة اُمّنا مريم في تفاصيل حياتنا اليوميّة.
هذه فرصة لنكرّس بلدنا وكنيستنا لقلب مريم الطّاهر لكي يحلَّ في أرضنا السّلام والاستقرار وتغمر قلوبنا المحبّة، الّتي هي مفتاح كلّ المشاكل. لذا أدعو الجميع للاتّحاد معنا بالصّلاة طوال هذا الشّهر المبارك من أجل بلدنا حتّى يخرج من كلّ ازماته ويستعيد عافيته. فنحن بحاجة إلى نظرها الوالديّ في هذه الظّروف الصّعبة".