دينيّة
28 كانون الأول 2016, 06:30

مسيحيّو العراق في الميلاد: "نحن لا نملك الكثير، لكنّنا نملك الأهمّ، المسيح!"

ماريلين صليبي
هم مسيحيّون ذاقوا -وما زالوا- مرارة طعم التّهجير والحرب والظّلم والتّدمير.. هم مسيحيّو العراق الذين زارهم عيد الميلاد هذا العام ضيفًا ما رُحّب به في البيوت وعلى ولائم العشاء، إنّما في القلوب المنحوتة بجراح الألم والغصّة.


طاف العيد إذًا، كالعامين الماضيين، في العراق الأليمة، متأمّلًا الشّوارع التي كساها الرّماد الدّمويّ والبيوت التي فرشتها أصداء القصف والآهات.
مسيحيّو العراق احتفلوا بالعيد في التّهجير والغربة، ولكنّهم أبَوْا الاستسلام والخنوع.. الأهل والأطفال زاروا الكنائس وشاركوا في القدّاسات الإلهيّة؛ روح الميلاد إذًا لفحت قلوبهم بنسمة رجاء وفرح خجولة، قلوب ردّدت: "نحن لا نملك الكثير، لكنّنا نملك الأهمّ، المسيح، سنحتفل معه وحده!"
مسيحيّو العراق عيّنة من مسيحيّي العالم الذين يعانون ظلم الحرب والاضطهاد.. معاناة تقطر عبرًا روحيّة سامية: فالعيد ما هو الزّينة ولا الأضواء ولا الهدايا ولا مائدات الطّعام الفاخرة ولا الأصدقاء ولا الثّياب الجديدة، إنّما هو ولادة يسوع المسيح الذي تجسّد لخلاصنا.
علّمنا، يا ربّ، إذًا أن نكرز باسمك دائمًا مهما كانت الظّروف قاسية، لنعيش فرحة العيد في كلّ حين، آمين!