معك يا أبونا يعقوب الكبّوشيّ...
هو الذي جعل من اتّكاله على العناية الإلهيّة النّور لرسالته ولتحقيق مشاريعه ومؤسّساته، علّمنا يا ربّ بشفاعته أن نسلّمك أحلامنا وطموحاتنا وتطلّعاتنا فتتحقّق آمالنا لأنّك مدبّر كلّ شيء بالخير والبركة.
هو الذي عاش ومات وديعًا، علّمنا يا ربّ أن نتمثّل بوداعته وبوداعة قلب ابنك يسوع، فنبادر الآخر بالتّواضع والطّيبة والمحبّة والفرح والسّلام.
هو الذي عانق صليبك يا ربّ كما عانقتَهُ، علّمنا أن نتّحد بالألم بفرح ومثابرة، فنختبر شيئًا من الوجع الذي عاشه الرّبّ المسيح في يوم الفداء.
هو الذي بعظاته وإرشاداته وكتاباته ونصائحه، روى ظمأ الكثيرين، علّمنا يا ربّ أن نستقي من نبع الحنان والمحبّة أكيالًا من العزاء والإرشادات المحيية ونلجأ إليك وحدك كلّما عطشت نفوسنا الضّعيفة.
هو الذي عاش الرّحمة المتجوّلة، صامتًا ومحدّثًا، وعاملًا ومصلّيًا، ومحتملًا العذاب بكلّ نبضات قلبه، علّمنا يا ربّ أن نغمر أرواحنا وأجسادنا بالنّشاط والعطاء، بالصّمت والتّأمّل، بالصّبر والفرح، وأهمّها بالصّلاة والصّوم.
هو الذي عاش كمال الطّهارة ونقاوة القلب، علّمنا يا ربّ أن نزيل شوائب الإثم من قلوبنا وأن نمسح غبار الخطيئة عن أجسادنا، فنسير بالطّهارة والنّقاوة.
هو الذي بشّر بالسّلام، وشهد لحبّك يا ربّ، وحنا على آلام الكثيرين مثل السّامريّ الصّالح، علّمنا يا ربّ أن نكرز باسمك على الدّوام، مجاهرين بإيماننا وبرحمتك عاطفين على الآخر بالمحبّة والخير عاكسين وجهك الحنون.
هو الذي لم يتراجع يومًا أمام الصّعاب والاضطهادات والضّيقات، بل دافع عن الحقّ والحياة، علّمنا يا ربّ أن نتمسّك بالشّجاعة والقوّة غير مستسلمين لليأس القاتل بل متّحدين بحبّ الحياة والتّقدّم باسمك القدّوس.
هو الذي أسلم حياته بين يديكَ يا ربّ بثقة وفرح، علّمنا أن نستذكر ذكراه مغدقين الصّلاة سائرين على خطاه علّنا ننال الفرح الأبديّ إلى جانبك يا ربّ.