متفرّقات
05 أيار 2023, 05:15

معهد "سرفانتس" أطلق من بلميرا دفاتر بعلبك للشاعر سعيد عقل بحلّته الإسبانية

تيلي لوميار/ نورسات
أطلق معهد "سرفانتس" نتاجه الثاني من "دفاتر بعلبك"، لمناسبة يوم الشعر العالمي، بترجمة قصائد مختارة للشاعر سعيد عقل إلى الأسبانية، بعد أن خصّت الشاعر البعلبكي طلال حيدر بباكورة إصداراتها.

وتولّت ترجمة قصائد سعيد عقل من العربية إلى الإسبانية، ورشة بإدارة حفيد الشاعر "أدونيس" جعفر العلوني، الذي اتخذ من بلاد الأندلس موطنا له، وإلى جانبه جنى دندشلي وباميلا دويهي.

واحتوى الديوان الذي قدمت له مديرة "سرفانتس" في بيروت يولاند سولير أونيس، ترجمة 23 قصيدة مختارة من نتاج سعيد عقل، البداية تحت عنوان: "أسكن في الدهشة"، حيث يقول: "لوني غير لون، والشعر، قل رعشه، أو أنه قشه لاعبة بالكون"، وواسطة العقد قصيدة مطلعها "بحبك! ما بعرف، هن قالولي، من يومها صار القمر أكبر، عَ تلالنا، وصارت الزغلولة، تاكل عَ إيدي تاكل اللوز والسكر"، وختامها من خوابي سعيد عقل المعتقة: "ردني إلى بلادي" وشعاع إشراقة ضيائها يقول: "ردني إلى بلادي، في النياسيم الغوادي، في الشعاع قد تهاوى، عند ربوة ووادي"، وقد أضفى على كل من القصيدتين سحرا وروعة وجمالا في ذاكرتنا ترانيم صوت رفيقة صباحنا وترحلنا وسهرنا، أيقونة الفن اللبناني، سفيرتنا إلى النجوم فيروز، وألحان الأخوين رحباني.

 

الحسيني

وحضر اللقاء في قاعة أوتيل "بلميرا" في بعلبك نخبة من الفاعليات الثقافية والإعلامية والتربوية، واستهلته بكلمة ترحيب ريما الحسيني "بالحضور المميز من ذواقة الشعر والثقافة والأدب في مدينة العلم والتاريخ والحضارة والإبداع بعلبك. وهذا المكان شهد توأمة مع معهد سرفانتس في لبنان، وكانت البداية بترجمة كتاب شاعرنا الكبير طلال حيدر، واليوم نحتفي معا بديوان جديد ترجم إلى اللغة الإسبانية ضم قصائد مختارة لشاعر تفرد بأسلوبه سعيد عقل ، ضمن دفاتر بعلبك".

 

أونيس

وبدورها أعربت أونيس عن سرورها "بأن نكون هنا في بعلبك مرة أخرى في أوتيل بالميرا، الذي كان وما يزال مساحة ثقافية، وفي السنوات الأخيرة كان هذا المكان هو الملتقى لإطلاق مشروع معهد سرفانتس في بيروت "دفاتر بعلبك"، الذي يهدف الى تقدير وتكريم الكتاب اللبنانيين والعرب في العالم الإسباني من خلال مشروع ترجمة وورش تعليم وتدريب الترجمة للشباب اللبناني، مما يمنح فرصة للجميع لقراءة الشعراء العرب واللبنانيين باللغة الإسبانية، كما يتيح البرنامج للشباب اللبناني أو العربي، إبراز مهارتهم في الترجمة في اسبانيا كما في العالم العربي".

وتابعت: "نتعاون في هذا البرنامج مع أوتيل بالميرا، لأن في هذا المكان بدأنا إقامة ورش العمل، وعملنا وعشنا ونمنا في هذا الأوتيل خلال العمل على الترجمة، كما أننا نتعاون مع الجامعة اللبنانية والسفارة الاسبانية في لبنان ومع مطبعة بيروت ديجيتال ديستريكت وشركة zr التي قدمت الدعم المالي، مما مكننا من إصدار هذه الدفاتر وإتاحة الفرصة لأن يقرأ الديوان بالطبعة الورقية".

 

العلوني

ورأى العلوني أننا "يجب أن نأخذ سعيد عقل من حيث مكانته الشعرية، ومن حيث الفترة الزمنية التي كان موجودا فيها في لبنان، لا شك أن سعيد عقل جبل متجذر في لبنان وفي علم اللغة العربية، كان يكتب قصيدته وكأنه يؤلف أوركسترا من الكلمات، كأنه يعانق النجوم، بهذا المعنى كانت لغته دقيقة وبمثابة  أفق مفتوح على المحيط وعلى البحر، وفي شعره يصبح الخيال أرضا للكون كله، وليس الواقع إلا موجة، تارة عاصفة، وتارة سريرا تنام فيه اللغة". 

ورأى أن "عظمة سعيد عقل، تكمن كما قرأته، أنه استطاع أن يجد داخل الشعر العربي عالما خاصا فيه، مليئا بالجمال، بالفخامة وبالعظمة، وفي اللغة التي ينحتها دائما للبحث عن الكلمة الدقيقة. كما استطاع أن يوجد صيغة للقصيدة العربية مكثفة جدا. فقد كان الشاعر العربي يكتب قصيدة طويلة، أما سعيد عقل فقد استطاع بشكل أو بآخر أن يكثف القصيدة بأربعة أسطر وأحيانا في جملة واحد، كما هو الحال في قصيدته: كتبت قصيدة على ورق الصدى، وحده اسمك بقي لي وللجمال".

وأشارت إلى أن "مترجمي هذا العمل كانوا من الشباب اللبنانيين الذين يدرسون الترجمة، وأخص بالذكر باميلا دويهي وجنى دندشلي، ومدير برنامج الترجمة جعفر العلوني، وهو من الذين ترجموا الكتب الكبيرة ومنها شعر أدونيس والعديد من الكتاب الآخرين من كبار شعراء وأدباء العالم العربي، وهو يتعاون أيضا مع جريدة العرب الجديد التي تصدر في لندن والمنتشرة في العالم العربي، وأحد المترجمين في مجلة بنيبال الفصلية التي تهتم منذ 25 سنة بأن يطلع العالم الغربي على نتاج الأدباء العرب".

 

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام