دينيّة
16 شباط 2018, 14:00

معًا نسير درب الصّليب..

ماريلين صليبي
رتبة طقسيّة تزيّن زمن الصّوم الكبير، تُتلى فيها نصوص تعكس فترة الآلام وصلب المسيح الممتدّة على ١٤ مرحلة مسيحيّة مباركة. هي رتبة درب الصّليب التي يتلو فيها المؤمن فعل النّدامة متأمّلًا في كلّ مرحلة من مراحل الجلجلة المؤلمة ومنتقّلًا مع الكاهن من مرحلة إلى مرحلة بخطوات ثابتة في الإيمان.

 

مع آلامك يا يسوع نصلّي في المرحلة الأولى، أنتَ الذي حُكمتَ بالموت، أبعد عنّا هذه الكأس المُرّة قبل أن نكون مستعدّين روحيًّا لشربها.

معك أيّها المسيح نصلّي  في المرحلة الثّانية، أنتَ الذي حملتَ الصّليب، ساعدنا على حمل آثامنا وصعابنا عندما تثقل علينا الأيّام.

على مثالك يا ربّ، نصلّي في المرحلة الثّالثة، من أجل أن نتقبّل وقوعنا وفشلنا بفرح، ونهمّ سريعًا للنّهوض والاجتهاد.

مع آلامك نصلّي في المرحلة الرّابعة، لنلتقي باستمرار مع أمّنا الحنونة مريم وأمّنا الأرضيّة أيضًا، فنكرّمهما ونحترمهما.

ولنكن كالقيروانيّ في المرحلة الخامسة، أشخاصًا مساندين لبعضنا البعض نهمّ للعون والخدمة بلا مقابل.

أمّا في المرحلة السّادسة، فلنصلّي إلى القدّيسة فيرونيكا التي مسحت وجه المسيح، فنتمثّل بطهارتها وبإيمانها وبخدمتها.

مع الآلام يا يسوع نصلّي في المرحلة السّابعة، فالوقوع الثّاني للمسيح تحت الصّليب إندفاع لنا للنّهوض سريعًا من هاوية الخطيئة نحن الضّعفاء في الإيمان.

في المرحلة الثّامنة، نطلب منك يا ربّ أن تعزّي أحزاننا وتُفرح قلوبنا كما عزّيتَ بنات أورشليم خلال جلجلتك.

في المرحلة التّاسعة، نتأمّل في وقوع الرّبّ للمرّة الثّالثة تحت الصّليب، سائلين إيّاه ألّا نسقط في الخطيئة مجدّدًا.  

فيما نتأمّل في المرحلة العاشرة عُريّ المسيح وسقيه الخلّ بدل الماء، ضارعين إلى الله أن يعرّينا من تعلّقنا بالأمور الأرضيّة الفانية.  

في المرحلة الحادية عشرة، نسجد ليسوع المسمّر على الصّليب ونباركه ونطلب إليه أن يسمّرنا بالإيمان ويثبّتنا في المحبّة ويرفعنا بالسّلام.

وها هو موت المسيح قد تمّ، في المرحلة الثّانية عشرة، على الصّليب ليخلّصنا من آثامنا، فليكن موته حياة لنا، فنحبّه ونخدمه بآمانة طيلة حياتنا.

نتأمّل في المرحلة الثّالثة عشرة يسوع منزلًا عن الصّليب موضوعًا في حضن أمّه، مستمدّين من مريم القوّة والإيمان والعزاء.

وفي المرحلة الرّابعة عشرة نتأمّل يسوع موضوعًا في القبر، واعدين إيّاه ألّا نحيا إلّا لأجله فنستحقّ فيما بعد الحياة الأبديّة.

بهذا كلّه نتأمّل يا ربّ، ونرفع الصّلوات على ضوء آلامك لنسير زمن الصّوم بخشوع ومحبّة فنصل إلى القيامة المجيدة.