ميناسيان ترأّس قدّاسًا في بزمّار وكرّس الميرون المقدّس
شارك في هذا الحدث لفيف من المطارنة، والكهنة، بحضور عدّد من النّواب والوزراء الحاليّين والسّابقين، وجموع غفيرة من المؤمنين.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك ميناسيان عظة جاء فيها بحسب إعلام البطريركيّة:
"ليكن هذا الزّيت العطريّ، الّذي يُسكب عليكم بإسم يسوع المسيح، خاتمًا للمواهب الإلهيّة والسّماويّة، بإسم الآب والابن والرّوح القدس. آمين.
هذه الصّيغة، الّتي تُلفظ خلال طقس الختم المقدّس، تُرشدنا إلى أهمّيّة استخدام الميرون المقدّس، الّذي به يُصبح كلّ مُعمَد "درعًا" للرّوح القدس.
من كتاب الطّقوس الأرمنيّ الأقدس (الماشدوتس)، يكشف هذا الاقتباس عن ختم الميرون، الّذي يجعلنا أعضاءً مرتبطين إرتباطًا وثيقًا في عائلةٍ مكوّنة بإسم الثّالوث الأقدس: الآب والابن والرّوح القدس.
تُدعى جماعة الأعضاء المختومين والمُؤمّنين بالميرون الكنيسة المقدّسة، وهي جسد يسوع المسيح المعنويّ، المُتّحدين ببعضهم البعض بالميرون المقدّس.
لقد وُهِبَ لنا الميرون المقدّس وبركته من آبائنا القدّيسين ومن إيمان شعبنا المُعاش. وهكذا، عندما نُقيم اليوم احتفال تقديس الميرون، نشعر بأنّنا مُلتزمون بهذه الوصيّة العريقة الّتي ورثناها عن أجدادنا، الّذين نحن، المُجتمعون هنا، ورثةٌ لهم لذلك، فإنّ احتفال تقديس الميرون، الّذي نُقيمه كلّ سبع سنوات، هو الرّمز الحقيقيّ والعامل المُحيي المُقدّس لـ"الوحدة والتّضامن والأخوّة" المنشودة والمُنتظرة للكنيسة المقدّسة، أكثر من أيّ وقت مضى.
وبالتّالي، في حياتنا اليوميّة، يُمثّل الميرون المقدّس، الّذي ينبع وجوده واستخدامه من الكتاب المقدّس، اختبارًا وتعهّدًا بانتمائنا الوطنيّ وهويّتنا المسيحيّة.
كلمة الكتاب المقدّس الأزليّة هي يسوع المسيح الإله- الإنسان، الّذي، من ميلاده إلى موته المُحيي، وقيامته المُنتصرة، وصعوده العظيم، كان الميرون، رمزًا للرّوح القدس، حضوره الفعّال، "الزّيت الطّاهر المنسكب".
"روح الرّبّ عليّ، لأنّه مسحني" (لوقا 4: 18).
إنّ الشّهادة المذكورة أعلاه، الّتي اقتبسها يسوع عن النّبيّ أشعيا، الملقّب بـ"أوّل مبشّر" في العهد القديم، عن شخصه ورسالته الّتي بدأها، تنتقل إلينا وتتحقّق في حياة مسيحيّينا ودعوتهم من خلال أسرار الكنيسة المقدّسة السّبعة: المعموديّة، التّثبيت، الكهنوت، المناولة المقدّسة، التّوبة، الزّواج، ومسحة المرضى.
فكما نرى، فإنّ الميرون المقدّس ليس مجرّد زيت مقتبس من الكتاب المقدّس والطّقس التّقليديّ، بل هو أيضًا زيت مقدّس بحقّ لشخص وحياة المسيح وأتباعه، الّذين يُعدّ تأثيرهم والنّعم الّتي يمنحهم إيّاها نافعة وحيويّة للغاية لخلاص نفوسنا.
أيّها الإخوة والأخوات المؤمنين، نجتمع في الدّير الأمّ، حيث الكرسيّ البطريركيّ لكنيستنا المقدّسة، الّتي تُذكّرنا بإيمان آبائنا وشهدائنا وقدّيسينا ورسلنا السّابقين الرّاسخ بالمسيح، وارتباطهم الرّاسخ بالمقدّسات الوطنيّة، المختوم والمبارك بالميرون المقدّس.
وهكذا، تُلهمنا وتُرشدنا لنعيش كمسيحيّين أرمن، كما عاش آباؤنا وأمّهاتنا الأوائل، مُخلصين لوصايا الله وشرائع الكنيسة المقدّسة مهما كلّف الأمر.
بهذا المعنى، صلاتنا الأبويّة أن يصبح احتفال التّقديس هذا، الّذي يُقام على مدرج "القدّيس إغناطيوس مالويان"، والّذي ستُعلن قداسته في 19 تشرين الأوّل الجاري، مصدرًا لنعمٍ وفيرةٍ ومسحاتٍ لتجديد أجيالنا، أطفالنا وشبابنا الأرمن، ولإنارة مذابحنا وكنائسنا الجديدة، الّتي ستُصدح فيها، إن شاء الله، صلواتٌ وألحانٌ أرمنيّةٌ إلى الأبد.
وإلى هذه الأمنية المُلهمة، نُرفق هذه النّصيحة المُناسبة للقدّيس إغناطيوس مالويان، شهيد الإبادة الجماعيّة الأرمنيّة عام 1915، والّذي أصبح شاهدًا لنا اليوم، والّتي وجّهها إلى مواطنيه: "نُشجّعكم، أوّلًا وقبل كلّ شيء، على تقوية إيمانكم ورجائكم بالصّليب المُؤسَّس على صخرة القدّيس بطرس، الّذي عليه أسّس ربّنا المسيح الكنيسة الحجريّة الأبديّة، واضعًا دماء الشّهداء أساسًا لها". آمين."