نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء- بكركي
تحدّث المشنوق بعد اللّقاء وقال: "أودّ أن أستعير من الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري رحمه الله كلمة لا زلت أذكرها وهي "إنّ كلام البطريرك هو بطريرك الكلام". في الحقيقة إنّ التّشاور مع غبطة البطريرك هو أكثر من ضرورة وأعتقد أنّ القواعد الوطنيّة الثّلاث الّتي وضعها في عظاته الثّلاث هي المسار الوحيد المتاح لفتح كوّة في هذا الحصار الّذي وقع على البلد بأكمله، ولاسيّما على الشّرعيّة كما تفضّل صاحب الغبطة وقال، والحياد مع التزام قضيّة العرب الأولى الّتي هي القضيّة الفلسطينيّة وتعامل مع كلّ الدّول بانفتاح وجدّيّة ورصانة، وهو أمر غير متوفّر الآن. نحن في حالة حصار كاملة وفي أزمة كبيرة وواضح من النّقاش مع صاحب الغبطة بأنّ أكبر حزب في لبنان الآن هو حزب المحاصرين حزب الفقراء والجائعين والمقهورين وهم أكبر من أيّ حزب سياسيّ آخر."
وتابع المشنوق: "كلّ الطّروحات الّتي وضعت على طاولات البحث لم توصل إلى أيّ نتيجة ولن توصل لأيّ نتيجة. اليوم قرأت خبرًا صادرًا عن الخارجيّة الأميركيّة بأنّ هناك إعادة نظر في السّياسة الأميركيّة لشأن قوّات الطّوارئ الدّوليّة في الجنوب. لو اعتبرناها ورقة ضغط فهي موجعة لأنّ الولايات المتّحدة تموّل قوّات الطّوارئ بـ45 بالمئة من ميزانيّتها وبالتّالي تخفيض قوّات الطّوارئ وإمّا تغيير دورها يدخلنا في أزمة جديدة. الحكومة غير قادرة على القيام بأيّ إصلاح كلّ الجهات الدّوليّة عندها جملة واحدة وهي الإصلاح. والحكومة كما الحكومات السّابقة لم تقم بأيّ إصلاح جدّيّ. لذلك أتيت لأؤكّد لغبطته أنّ المسار المتاح للّبنانيّين جميعًا والوحيد الآن هو الجلوس إلى طاولة حوار حول القواعد الوطنيّة الثّلاث الّتي عبّر عنها غبطته في عظاته السّابقة وإلّا فنحن ندور في حلقات فارغة ونصل أكثر وأكثر إلى مزيد من الخراب والجوع والفقر الّذي لا يمكن لأحد مواجهته أو الانتصار عليه إلّا بالعقل والحكمة والمنطق واعتماد استراتيجيّات تنشأ من الأزمات."
ثمّ التقى الرّاعي النّائب نديم الجميّل الّذي قال: "أنا هنا اليوم تأييدًا لمواقف غبطته الأخيرة لناحية ما يتعلّق بالحياد وبالمواقف الّتي تتعلّق بمناشدة رئيس الجمهوريّة فكّ الحصار عن القرار الحرّ الوطنيّ. وكما نعلم فإنّ هذا الصّرح هو صرح وطنيّ بامتياز وغير سياسيّ، والتّوجيهات الّتي تصدر عنّه ولاسيّما عن غبطة البطريرك إنّما هي وطنيّة لمصلحة هذا البلد وكلّ المواطنين. وهنا أهمّيّة هذه المواقف لأنّه لم يعد بمقدورنا العيش في ظلّ هذه الصّراعات الّتي يعيشها البلد ولم يعد بمقدورنا تأمين الاستقرار اللّازم لتأمين الاستثمارات والمال والحياة الكريمة. المهمّ أن تتحرّر الدّولة من هذه الأمور ونعود كلبنانيّين متساوين إلى أقصى حدّ بين بعضنا البعض لكي نتمكّن مع بعضنا من بناء وطن المستقبل".