لبنان
19 آذار 2021, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس- بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الخميس، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، رئيس المجلس الاقتصاديّ الاجتماعيّ الدّكتور شارل عربيد الّذي عرض لواقع الوضع الاقتصاديّ في لبنان والصّعوبات الّتي يواجهها.

تحدّث عربيد بعد اللّقاء وقال: "لقد تشرّفت بلقاء صاحب الغبطة في فترة الصّوم هذه لالتماس بركته ووضعه في أجواء نشاط المجلس الاقتصاديّ الاجتماعيّ الّذي يتعلّق بترشيد الدّعم وإيجاد حلول جدّيّة قابلة للتّنفيذ. وعرضت للواقع الاجتماعيّ الأليم وللطّبقات الفقيرة الّتي تأذّت بشكل كبير نتيجة التّأخير في تشكيل الحكومة ما أثّر سلبًا على الوضع الاقتصاديّ والصّحّيّ والاجتماعيّ الصّعب."

وتابع: "نعمل حاليًّا على إصدار ورقة عمل تشارك فيها كافّة الأحزاب والقوى السّياسيّة ومجموعة كبيرة من الخبراء بحضور البنك الدّوليّ ومجموعة من المجتمع المدنيّ لوضع خريطة طريق لعمليّة الخروج من المأزق من خلال تخفيف الضّغط على الماليّة العامّة وتأمين الاستمراريّة للطّبقات الفقيرة. ونحن نرى أنّه لا بدّ من أن تقوم قوى الإنتاج والطّبقات العاملة بتحرّك مهمّ وضاغط لتحريك الواقع السّياسيّ المقفل. ويبقى الهدف الأساس من نشاطنا هو الإبقاء على شعلة أمل على الرّغم من العتمة السّياسيّة الموجودة وسط مشهديّة لا تطمئن."

وإختتم عربيد: "بالنّسبة لموضوع سعر الصّرف المتدهور لا تكون البداية إلّا مع تشكيل حكومة واثقة وموثوقة والخروج من السّجالات والتّراشق الإعلاميّ غير المجدي وتقييم واقعنا في الدّاخل بانتظار وصولنا إلى ظروف أفضل."

والتقى البطريرك الرّاعي رئيس الوحدة القضائيّة لحفظ الأمن والسّلام القاضي شادي ضوّ، على رأس وفد أعرب عن دعمه "لمواقف البطريرك الوطنيّة وخصوصًا تلك المتعلّقة بالحياد النّاشط والدّعوة إلى مؤتمر دوليّ."

ثمّ استقبل وفدًا من الجبهة المدنيّة الوطنيّة ومن مجموعة pyramide وكانت مداخلات لأعضاء الوفد شدّدت على دعم مبادرة البطريرك الرّاعي في موضوع حياد لبنان وعقد مؤتمر دوليّ من أجله. وأكّد الحاضرون أنّ الوفد يضمّ "مواطنين لبنانيّين من كافّة المناطق والطّوائف والمذاهب وهو يعبّر عن شريحة كبيرة من الشّعب الّذي أنهكه الوضع الخطير الّذي وصل إليه لبنان على المستويات كافّة."

وكان تشديد على أنّ "صرح بكركي هو صرح وطنيّ وليس صرحًا دينيًّا للموارنة فقط فمعه تأسّست أفكار وقيم لبنان الكبير. وما خطاب البطريرك الرّاعي سوى تجسيد لآماني وأحلام كلّ لبنانيّ وطنيّ يحلم بوطن نهائيّ له ولأبنائه يتمتّع فيه بالكرامة والحرّيّة لأنّ لبنان هو دولة الحقّ في وطن الإنسان".

ولفت الدّكتور عمر عيّاش إلى أنّ الوفد "يمثّل ائتلاف الجبهة اللّبنانيّة ومجموعة pyramide. لقد أتينا اليوم لنؤكّد على وقوفنا إلى جانب صاحب الغبطة في مبادرته الوطنيّة فهو يمثّل مرجعيّة بالنّسبة لنا كمجموعات انطلقت في 17 تشرين وهي تتنظّم اليوم لتتمكّن من الوصول إلى الهدف وهو التّغيير الجذريّ لواقعنا الّذي أوصلنا إلى الفشل. إنّ هدف الزّيارة هو دعم مبادرة البطريرك بشكل كامل وهو سيتمّ من خلال إمكانيّاتنا ببلورة وتنظيم تحرّكنا ونحن نرى أنّه لا بدّ من أن نكون ممثّلين في أيّ مؤتمر دوليّ من أجل لبنان".

وتابع عيّاش: "تبقى بكركي الصّرح الوطنيّ الجامع لكلّ اللّبنانيّين. أنا أتيت اليوم من طرابلس وغيري من باقي المناطق ونحن نعتبر أنّ رمزًا من رموز التّغيير في لبنان موجود هنا لذلك من الضّروريّ أن ندعم مبادرته ونأمل أن تصبح قيد التّنفيذ".  

وظهرًا استقبل البطريرك الرّاعي الدّكتور عبد الرّحمن البزري ونقيب الأطبّاء شرف أبو شرف والمحامي جوزيف أبو شرف.  

وأشار البزري إلى أنّ "الزّيارة أتت في إطار وضع صاحب الغبطة في أجواء تطوّر الوضع الصّحّيّ في لبنان ولاسيّما في ما يتعلّق بوباء كورونا الّذي يعصف بالمجتمع اللّبنانيّ كما بالعديد من المجتمعات الأخرى. كذلك تحدّثنا عن الحملة الوطنيّة للتّمنيع والتّلقيح ضدّ كوفيد 19 لأنّها حملة مهمّة تهدف إلى حماية المجتمع اللّبنانيّ والوصول إلى نسبة تمنيع عالية في المستقبل تسمح لنا باستعادة جزء من الدّورة الحياتيّة الطّبيعيّة الّتي كنّا نعيشها قبل ظهور هذا الوضع."

وأضاف: "لقد عرضنا لغبطته واقع تفشّي الوباء على الصّعيد المجتمعيّ في لبنان إذ أنّ المؤشّرات الوبائيّة هي غير مريحة ومقلقة وذلك نتيجة ازدياد نسبة الإصابات وعودة الضّغط إلى المستشفيات خصوصًا بعد تخفيف القيود والإجراءات الّتي اتّخذت في وقت سابق. ونحن استمعنا من غبطته إلى رأيه حول أهمّيّة دعم هذه الحملة الوطنيّة وضرورة أن يكون اللّبنانيّون جميعًا متنبّهين إلى خطر هذا الوباء في ظلّ ظروف وأوضاع سياسيّة ومعيشيّة واقتصاديّة مقلقة".  

وأكّد البزري أنّ "عدد الملقّحين في لبنان بلغ نحو 110 آلاف ملقّح" آملاً أن "يرتفع العدد مع وصول دفعات جديدة من اللّقاحات وانتهاء الجدل القائم حول لقاح أسترازينيكا قريبًا. ورأى أنّه لا بدّ من تنبّه المواطنين والتزامهم الشّديد بالإجراءات الوقائيّة اللّازمة للحدّ من الإصابة بوباء كورونا إذ أنّ مؤشّر الإصابات يدلّ على ارتفاع مستمرّ للأعداد مع إهمال المواطنين للحدّ الأدنى من السّلامة العامّة وهذا سينعكس بشكل كارثيّ على حياة وصحّة المواطنين في الأشهر المقبلة."

وفي الإطار ذاته، أكّد نقيب الأطبّاء شرف أبو شرف أنّ "الخطر الكبير على القطاع الاستشفائيّ بدأنا ندركه مع الهجرة الملفتة للأطبّاء من فئات عمريّة شابّة، وهذا لا ينذر بالخير. فهذه المجموعات من الأطبّاء هاجرت لأنّ الدّولة لا تقرّ لها بحقوقها الّتي في قسم منها ما هو قانونيّ وفي قسم آخر ما له علاقة بالتّعرفة. فمن غير المقبول أن لا تتجاوز قيمة معاينة الطّبيب للمريض الدّولار أو الدّولارين مع هذا التّردّي الماليّ الكبير الّذي وصلنا إليه. نحن نطالب الجهات الضّامنة برفع التّعرفة الّتي يتقاضاها الطّبيب بما يتلاءم ومؤشّر غلاء المعيشة المتصاعد، وليكون التّعامل معهم كما تمّ التّعامل مع المستشفيات في ما يتعلّق بالتّعرفة."

وأنهى أبو شرف: "لا يمكننا أن نحمّل المريض العبء ولكن يجب إيجاد حلّ وسطيّ لهذه المشكلة الكبيرة. نحن نخسر أطبّاءنا الجدد وأصحاب الاختصاصات هم يسافرون فور قسمهم اليمين، الوضع مأساويّ في هذا الصّدد. لقد بحثنا الأمر مع الوزراء المعنيّين ولكن من دون حلّ. يجب دعم الأطبّاء والممرّضات فمن دونهم ستكون كارثة صحّيّة تطال كافّة اللّبنانيّين من دون تفرقة".  

وبعد الظّهر استقبل البطريرك الرّاعي وفدًا من المجلس الوطنيّ لثورة الأرز أكّد دعمه لمواقفه الوطنيّة وقدّم اقتراحات تدعم تحقيق المؤتمر الدّوليّ الّذي سبق وطرحه الرّاعي.