دينيّة
21 كانون الثاني 2018, 08:00

هل أنت وكيل أمين؟

غلوريا بو خليل
"في مطلع كلّ عام جديد يكون الإنسان بين عاملين، عامل فرح وعامل حزنٍ في آنٍ، فعامل الفرح لأنّنا نستقبل عامًا جديدًا يُطلّ علينا آملين من الله الّذي يُغدق ويفيض نعمهُ وعطاياه على أبنائه، أن يكون العام الجديد عام نعمٍ وبركاتٍ وعام فرحٍ ومحبّةٍ وسلامٍ على كلّ البشر وخاصّةً على وطننا لبنان وأبنائه. أمّا عامل الحزن، فلأنّ عامًا ينصرم من حياتنا وعمرنا ويذهب إلى غير رجعة، وهو يقرّبنا من الأبديّة ومن تأدية الحساب المطلوب منّا عن حياتنا وأعمالنا"، بهذه العبارات البسيطة والعميقة في آنٍ، مهّد الخورأسقف بطرس جبّور من مطرانيّة طرابلس المارونيّة لمثل "الوكيل الأمين" في إنجيل القدّيس لوقا ( 12/ 42 - 48) لموقع "نورنيوز" الإخباريّ.

 

وفي حديثه، أشار الخورأسقف جبّور إلى أنّ "مثل الوكيل الأمين الحكيم يذكّرنا بأنّه يتوجّب علينا أن نؤدّي واجبنا تجاه الله أولّاً ثمّ تجاه إخوتنا البشر، وهذا الأمر يفرض علينا أن نكون مسيحيّين حقيقيّين مؤمنين، نعيش إيماننا بالله ونعطي المثل الصّالح للآخرين أيًّا كانوا وبدون استثناء".

"بالتّالي يوجب علينا المثل- يضيف الخورأسقف- أن نكون بشرًا صالحين نعمل الخير ونحيد عن الشّرّ، بل نحارب الشّرّ والأشرار، فنعيش المحبّة الّتي لأجلها جاء السّيّد المسيح ومات عنّا على الصّليب، هذه المحبّة الّتي ينشدها القدّيس بولس في رسائله والّتي يقول عنها القدّيس يوحنّا الصّليبيّ، إنّ دينونتنا بعد غروب شمس حياتنا سوف تكون عن المحبّة".

لذا، وانطلاقًا من "كلّ ما قلت وما ذكرت، علينا أن نؤدّي رسالتنا وواجبنا في الحياة. فالوكيل الأمين الحكيم الّذي أدّى واجبه تجاه ربّه وضميره كافأه سيّده عندما رجع وحاسبه، فعيّنه وكيلاً على كلّ ممتلكاته. بينما الوكيل الّذي لا يكون أمينًا لرسالته وواجبه فعند تأدية حسابه يعاقبه ويوبّخه سيّده ويطرده من وظيفته وعمله.

ختامًا، دعا الخورأسقف من خلال هذا المثل إلى الانتباه واليقظة وإلى الاستعداد لتأدية الحساب المطلوب منّا في اليوم الأخير، "لأنّ الأمانة والإخلاص واجبٌ على كلّ إنسان أيًّا كان ومهما كان مقامه في الحياة".