أوروبا
02 أيلول 2016, 05:32

وفد الحجاج الى ايطاليا بمناسبة سنة الرحمة يستمر في مناهجه

بعد ان أكمل الحجاج حجهم في مدينة روما بزيارة كاتدرائياتها الاربعة ومزاراتها وذخائر قديسيها ولقائهم مع قداسة البابا فرنسيس في تعليمه العام، توجهوا خارج روما لإكمال القسم الثاني من الحج وهو زيارة الامكان المقدسة في بعض المدن الايطالية ومنها اسيزي وكاشا وفينيسيا وبعدها يكملون القسم الثالث والاخير في مدينة لورد الفرنسية في مزار العذراء مريم.

 

اليوم الخامس (الجمعة 26 آب)
سافر الحجاج منذ الصباح الباكر الى مدينة اسيزي، لزيارة المدينة التي عاش فيها القديس فرنسيس الاسيزي، وجدد ايمانها بالمسيح والكنيسة. وتمتاز هذه المدينة بتاريخها العريق وايضا ابنيتها التي تمتد في الزمن الى الفترة التي عاش فيها القديس فرنسيس، وتمتاز ايضا بالطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة.
ولد القديس فرنسيس عام 1181 من ابوين نبيلين، وعمل مع والده في تجارة الاقمشة، وفي سن العشرون بدأ يفكر بحياة التقشف والزهد والاهتمام بمرضى البرص والفقراء، تاركا حياة الغنى والترف التي كان يعيشها في بيت والده. وابتدأ ينضم اليه بعض من الاصدقاء كي يكونوا جماعة جديدة ستكون نواة للرهبنة الفرنسيسكانية التي اسسها بعد موافقة الكرسي الرسولي في ذلك الوقت. وانعم الرب على فرنسيس الاسيزي بظهور جراحات المسيح الخمسة في جسده وسيحملها حتى وفاته عام 1226. كان القديس فرنسيس محبا ومهتماً بالفقراء والمرضى وايضا كان يحب الطبيعة وجميع المخلوقات، باحثاً عن الخطاة وناشراً لهم رحمة الرب، وايضا داعيا للسلام.
وعند وصول الحجاج الى اسيزي، اتجهوا الى المدينة القديمة التي تقع فوق تل قريب من المدينة الجديدة التي تقع على سفحه. واول ما زاروه كان بازليك القديس فرنسيس الاسيزي حيث يوجد قبره، ودخلوا البازليك من باب الرحمة المقدس مرتلين ومصلين للرب كيما يعرف جميع الناس رحمته ويخبرونها. متوجهين الى القبر الذي يحوي رفاة القديس. وبعدها خرجوا الى باحة البازليك التي فيها يقام حوار الاديان بدعوة من البابا كل فترة معينة كيما ينشر السلام في العالم من خلال الاديان المختلفة والموجودة في عالم اليوم على مثال القديس فرنسيس الذي كان رجل سلام ويصلي من اجل السلام (يا رب اجعلني اداة لسلامك).
وبعدها زار الحجاج المدينة التي اغلب ابنيتها ترجع للعصر الوسيط، ومروا بكنيسة القديسة كيارا مؤسسة الجماعة النسائية في الرهبنة بعدما تأثرت بحياة مار فرنسيس ومواعظه، وشاهدوا جثمانها الذي لم يفسد طوال القرون. وانهوا الزيارة في كنيسة القديس داميانو، المبشر الاول لمدينة اسيزي، وفي هذه الكنيسة سمع فرنسيس صوت يسوع ودعوته (يا فرنسيس: أصلح كنيستي)، عندما كان يصلي امام صليب معلق في كنيسة متهدمة للقديس داميانو الذي يعتبر اول مبشر بالمسيح للمنطقة منذ القرن الثاني.
وأنهى الحجاج يومهم بالقداس الالهي في كابيلا الفندق.

اليوم السادس (السبت 27 آب)
ابتدأ الحجاج نهارهم بالاحتفال بالقداس الالهي في كابيلا القديسة كيارا التابعة لكنيسة مريم العذراء سلطانة الملائكة، والتي فيها مات القديس فرنسيس. بعد ان دخلوا من باب الرحمة. ومن الجدير بالذكر ان هذه الكنيسة تحتفل هذا العام بمرور 800 سنة على اعلان (غفران اسيزي) الذي أعلنه يسوع والعذراء لفرنسيس الاسيزي لكل خاطيء يرغب بالتوبة، وهذا تم في رؤيا للقديس حدثت في كنيسة قديمة توجد اليوم داخل هذه الكنيسة التي شيدت كي تحتضن الكنيسة القديمة.
ثم سافروا الى مدينة كاشا، مدينة القديسة ريتا شفيعة الامور المستحيلة المولودة عام 1381، وزاروا الدير الذي كانت تسكن فيه بعد دخولها لرهبنة الاوغسطينية، وشاهدوا الكرمة العجائبية التي كانت عوداً يابساً اثمر كرمةً بعد ان طلبت منها الرئيسة ان تسقيه وتعتني به كعمل من اعمال الطاعة. وشاهدوا ايضا غرفتها وعدداً من ذخائرها، وكذلك دخلوا الى الكابيلا التي فيها حصلت ريتا على شوكة من اشواك المسيح، اثناء تأملها في حياة رسم يحكي عن قصة الام الرب.
ثم زاروا الكاتدرائية حيث يوجد جثمانها الذي لم يقترب منه الفساد، بل بقي كما هو كعلامة على قداستها بعدما عاشت امانها مع الاخرين كابنة ووزجة وام وصديقة، ومع الله. وصلوا صلاة المسبحة الوردية على نية الجميع وبالاخص على نية السلام بكل العالم.
وتعلم الحجاج الكثير من حياة القديسة ريتا؛ محبتها، صبرها، تواضعها، امانتها، غفرانها، واستسلامها التام لله.

اليوم السابع (الاحد 28 آب)
بدأ الحجاج نهارهم بالاحتفال بالقداس الالهي وبعدها سافروا الى مدينة البندقية الشهيرة (فينيسيا).

اليوم الثامن (الاثنين 29 آب)
ابتدأ الحجاج نهارهم بجولة بحرية متجهين بها الى مدينة البندقية كي يتعرفوا على غناها التاريخي والحضاري والفني وايضا الروحي، وبعد جولة قصيرة احتفلوا بالقداس الالهي تحت قبر مار مرقس الانجيلي، والذي نقل جثمانه في القرن الثامن من الاسكندرية مكان استشهاده عام 86 الى البندقية من اجل الحفاظ عليه في كاتدرائية القديس ثيودور والتي تغير اسمها الى كنيسة القديسة مرقس، وبعدها قاموا بجولات سياحية على البر وفي البحر.