لبنان
22 كانون الثاني 2024, 15:00

يوحنّا العاشر: السّعي الرّوحيّ الّذي يبدأ في جرن المعموديّة يجب أن يُتابع كي ننمو وأن نصل إلى ملء قامة المسيح

تيلي لوميار/ نورسات
هذا ما شدّد عليه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر خلال القدّاس الإلهيّ الّذي أقامه الأحد في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، توقّف خلاله في عظته عند رسالة بولس الرّسول إلى أهل كولوسي (3: 4- 11) الّتي تُليت في القدّاس متابعًا لغاية كولوسي (3: 12-15)، حيث يحدّد فيها الرّسول مسيرة حياة لإظهار معنى مسيحيّتنا وماهيّة الجهاد الّذي يقوم به كلّ مؤمن بعد أن يغطّس في جرن المعموديّة، لافتًا إلى أنّ "الرّسول يبيّن لنا ما قصد الله من الإنسان، ألا وهو أن نكون مع الرّبّ في مجده "متى أُظهر حياتنا فحينئذٍ تظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كولوسي 3: 4)".

وتابع يوحنّا العاشر موضحًا بحسب إعلام البطريركيّة "كيفيّة نموّنا بالنّعمة، وهي كما يقول الرّسول بولس أيضًا في كولوسي أن نطرح عنّا الزنى، النّجاسة، الهوى، الشّهوة الرّدّيّة، الطّمع، الغضب، السّخط، الخبث، التّجديف، الكلام القبيح... فنخلع الإنسان العتيق ونلبس الجديد أيّ التّواضع والوداعة والرّأفة وطول الأناة والمحبّة.

وشدّد أنّ الكلام هذا بات في أيّامنا الحاليّة مرفوضًا عند بعض منّا، كون أنّ مفاهيم أخرى للحرّيّة، ومن منطلقات مختلفة، باتت تنتشر وتسود بيننا. وتأسّف، أنّ أشياء عديدة بدأت تُسمح وتباح وكأنّ الخطيئة لم تعد موجودة. ومن هنا، أهمّيّة المحافظة على مفهوم العائلة ومفهوم الزّواج كما تربّينا ونشأنا عليهما في بيوتنا ومع أهلنا، فنبقى واعين "كي لا نفقد البوصلة"، فالرّبّ أكرمنا وميّزنا عن باقي المخلوقات، قائلًا فليكن نور فكان، ولتكن المياه فكانت، أمّا الإنسان فجبله بيديه. وتمنّى للجميع سنة مباركة."

وبعد القدّاس الإلهيّ، التقى البطريرك يوحنّا المؤمنين في صالون الدّير.