أوروبا
18 تشرين الأول 2018, 12:30

يوحنّا العاشر.. أوّل بطريرك غير صربيّ يعتلي العرش البطريركيّ في كوسوفو

في كنيسة الصّعود داخل المقرّ البطريركيّ لكنيسة صربيا الأرثوذكسيّة في كوسوفو، رفع بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، وبطريرك الكنيسة الصّربيّة إيريناوس والوفد المرافق، صلاة الشّكر بحضور رئيسة الدّير الأمّ خريتينا والأخوات الرّاهبات والرّهبان وجمهور كبير من المؤمنين.

 

بعد الصّلاة، رحّب البطريرك إيريناوس بالبطريرك يوحنّا العاشر على أرض كوسوفو، موضحًا أنّه "أوّل بطريرك غير صربيّ يعتلي عرش هذا المقرّ التّاريخيّ، وهذا دليل على مكانة غبطته الكبيرة في الكنيسة الصّربيّة الأرثوذكسيّة"، متوقّفًا عند تاريخ المقرّ البطريركيّ وما تعرّض له عبر الزّمان.

من جهته ردّ البطريرك الأنطاكيّ متأثّرًا: "إنّني لا أجد في أعماق قلبي كلمات تعبّر عن مشاعرنا في هذا اليوم التّاريخيّ الّذي جعلني أشعر بتأثّر وانسحاق قلبي كبيرين.

فماذا أقول وأرى نفسي أنا غير المستحقّ أن أقف على عرش البطريرك الصّربيّ الّذي اعتلاه البطاركة الصّربيّون على مرّ الزمن.

فهذا يؤثّر فينا وأصحاب السّيادة وسائر أعضاء الوفد الّذين يرافقونني في هذه الزّيارة السّلاميّة إلى كنيستكم المقدّسة والعامرة بالقيم والمحبّة والسّلام.

كنيستكم يا صاحب القداسة هي كنيسة الثّبات والبقاء والشّهادة، بحيث يتكلّمون في العالم وفي صروح الأمم المتّحدة عن حقوق الإنسان، وعندما نتواجد في مثل هذا المكان المقدّس نسأل العالم أجمع: أين هي تلك الحقوق؟

إنّ أصحاب القرار في العالم يا صاحب القداسة يكيلون بمكيالين، ولكن الشّعب الّذي يؤمن أنّه على حقّ، يتجذّر بأرضه ويتمسّك بها حتّى الدّمّ.

وهذا ما يذكّرنا بقول السيّد: "إنّ الله في وسطنا والكنيسة لا تتزعزع". وكأنّني في هذه اللّحظات في كنيسة أنطاكية، وأعني هنا مدينة أنطاكية بالذّات بحيث يذكّرنا هذا المكان بالعرش التّاريخيّ المسيحيّ في مدينة أنطاكية.

إنّ كنيسة أنطاكية وصربيا هي كنيسة عامود الحقّ المنتصر في هذا العالم، هي كنيسة الشّهداء وتاريخ الآباء والأجداد الّذين قدّموا حياتهم من أجل إيمانهم الأرثوذكسيّ.

إبقوا واثبتوا في هذه الأرض ولا تخافوا، فلتكن زيارتنا ومعانقتنا لكنيستكم هي بمثابة صرخة حقّ وسلام ودليل محبّة صادقة تربط بين الكنيستين الأنطاكيّة والصّربيّة".

بعد الصّلاة كانت جولة في أقسام المقرّ البطريركيّ التّاريخيّ، وأنشد في الختام أطفال وشبّان باقة من الترّاتيل والأغنيات بلغتهم المحلّيّة في أجواء فولكلوريّة وتراثيّة.